البيت الأبيض: نرحب بجهود توحيد صف المعارضة السورية.. لكن من المبكر الاعتراف

مسؤول لـ«الشرق الأوسط»: نحن بحاجة إلى وجود سفيرنا بدمشق أكثر من أي وقت مضى* دمشق: إسقاط الأسد حلم لن يصبح حقيقة

TT

رحبت الولايات المتحدة، أمس، بتوصل قيادات المعارضة السورية إلى اتفاق على تأسيس «المجلس الوطني السوري» في إسطنبول أول من أمس. لكن، في الوقت نفسه، توخت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الحذر من الاعتراف الفوري بالمجلس الوطني، منتظرة معرفة المزيد من التفاصيل حول أعضائه والمبادئ التي سيعمل عليها. وبينما تشدد الإدارة الأميركية على موقفها المطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد وتأييدها للمعارضة، تحرص في الوقت نفسه على عدم الظهور بأنها تؤيد طرفا محددا في سوريا في الفترة الانتقالية.

وقال مسؤول من البيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط» أمس: «نحن نرحب بجهود المعارضة السورية لتوحيد صفها». لكنه امتنع عن الترحيب بالمجلس الوطني السوري تحديدا أو الاعتراف به، قائلا: «ما زالت العملية في مرحلة مبكرة، المهم هو أن تتحد المعارضة وأن تقف من أجل الحقوق العالمية وأن تكون مبنية على الثقة والشراكة الحقيقية من أجل مستقبل سوريا». وأضاف: «هذه هي الرسالة التي نوجهها إلى السوريين». وحول الخطوات المطلوبة قبل أن تعترف واشنطن بالمجلس السوري، على غرار ما حدث في ليبيا مع الاعتراف الرسمي بالمجلس الانتقالي الليبي الربيع الماضي، قال: «هناك خطوات قانونية عدة، نحن لا نعرف كل الأعضاء أو ما يؤمنون به وإذا كانوا يمثلون كل الشعب السوري». وأضاف: «اهتمامنا هو أن تكون المعارضة تمثل كل السوريين وتحفظ حقوقهم العالمية».

وبينما كان المجلس الوطني السوري قد طالب إسطنبول أول من أمس باعتراف دولي و«حماية دولية» للمعارضة داخل سوريا، هناك تردد أميركي من إعطاء أي ضمانات للمعارضة بحمايتها، كما أن غالبية المسؤولين الأميركيين ما زالوا يحذرون من أي تدخل خارجي في سوريا. وشدد المسؤول الأميركي على أنه «من غير الواضح أن الشعب السوري متحد في رأيه حول أي دور دولي لما يحدث، هذه ثورة الشعب السوري وليست ثورتنا، لكننا نريد أن نساعدهم في تحقيق الانتقال وتحقيق طموحهم».

وفيما يخص التساؤلات حول إبقاء السفير الأميركي روبرت فورد في دمشق، كرر المسؤول الأميركي الموقف الأميركي المصر على إبقائه في دمشق. وقال المسؤول الأميركي: «إن السفير فورد يتمتع بالثقة الكاملة من هذه الإدارة.. نحن بحاجة إلى وجوده أكثر من أي وقت مضى». وعلى الرغم من تعرض فورد لمضايقات عدة آخرها الأسبوع الماضي عندما تعرض متظاهرون مؤيدون للنظام السوري لسيارات السفارة الأميركية، فإن واشنطن مصرة على إبقائه في منصبه في دمشق، وأوضح المسؤول الأميركي أن «التهديدات ضد السفير فورد غير مبررة وغير مقبولة ونذكر بمسؤولية الحكومة السورية عن حماية الدبلوماسيين فيها». وأضاف أن فورد يقوم «بمهمة في غاية الأهمية ليشهد على ما يحدث في سوريا» في هذه المرحلة الحساسة.

وفي دمشق، قال نائب في البرلمان السوري إن المجلس الوطني الذي أعلن عدد من قوى المعارضة عن تشكيله في إسطنبول، أول من أمس: «لن يكون قادرا على الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد».

وقال النائب خالد عبود في تصريحات مقتضبة لوكالة «أسوشييتد برس» إن هؤلاء الذين أعلنوا عن تشكيل المجلس «يخدعون أنفسهم». وعبر عن رفضه لخطوة المعارضة قائلا: «إنه حلم لن يتحول إلى حقيقة أبدا».