ناشطون يحددون أولويات المجلس الوطني: حماية المدنيين والمنشقين.. وانتزاع الاعتراف

مواقع المعارضة تزدحم باستفتاءات حول تأييده.. وتستقبل مقترحات حول أهم مهامه

TT

ترك تشكيل المجلس الوطني السوري بوصفه «إطارا لوحدة قوى المعارضة والثورة السلمية»، على ما جاء في بيانه التأسيسي، ارتياحا لدى الناشطين السوريين الذين أعربوا عبر المظاهرات الليلية والتعليقات التي كتبوها على صفحات الإنترنت وموقع «فيس بوك» عن سعادتهم للتوصل إلى ولادة مجلس يمثل مختلف أطياف الشعب السوري. وبينما يأتي تشكيل المجلس بعد مرور ستة أشهر ونصف على اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا، وما خلفته من قتلى ومعتقلين ومفقودين ونازحين، تبدو مطالب الناشطين ليست بقليلة، خصوصا أنهم يعلقون آمالا كبيرة على الدور المزمع أن يقوم به في المرحلة المقبلة.

وكانت مظاهرات ليلية خرجت مساء الأحد في العديد من المناطق السورية ترحيبا بتشكيل المجلس الوطني، حيث أطلقت الهتافات ورفعت اللافتات المؤيدة والداعمة للمجلس، معتبرة إياه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري. وقد خرجت المظاهرات في كل من إدلب، وجبل الزاوية، وحي القدم والعسالي في دمشق، وداعل، والصنمين، وحي القصور في حمص وتسيل في درعا. ولم تقل حماسة الناشطين الإلكترونيين عن حماسة الناشطين ميدانيا، وأفاد القيمون على صفحة «الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، بأن «لا شيء يغيظ (الرئيس السوري) بشار الأسد الآن أكثر من ولادة مجلس يمثل الشعب السوري بمختلف أطيافه، مجلس يشكل بديلا شرعيا ومعترفا به من مختلف الجهات». وأضافوا «لأن بشار الأسد يتحدى 23 مليون سوري، فنحن نتحداه ونعلن أننا مع المجلس».

وبينما ازدحمت مواقع وصفحات الإنترنت الخاصة بالانتفاضة السورية باستفتاءات حول تأييد المجلس الوطني، على غرار «هل تعترف بالمجلس الوطني السوري ممثلا وحيدا لمطالب الثورة السورية»، طرحت «صفحة الثورة السورية» على «فيس بوك» نقاشا حول سؤال مفاده: «ما هي المهمة الأولى للمجلس الوطني في طريقه لإسقاط النظام».

ولاقى السؤال تعليقات كثيرة عكست حجم الدور المطلوب من المجلس القيام به في المرحلة المقبلة، وهي تمحورت في معظمها حول عناوين ثلاثة أساسية: «حصول المجلس على الاعتراف الدولي، وتأمين الحماية الدولية للمدنيين في سوريا، وتوحيد الصفوف ودعم الثوار في الداخل».

وفي هذا السياق، كتبت إحدى الناشطات وتدعى غصون تعليقا على السؤال أن «المهمة الأولى والأهم هي العمل على تأمين حماية دولية للمدنيين»، وأيد إلياس «الشروع في الحصول على الاعتراف الدولي به كممثل شرعي للشعب السوري»، بينما اقترحت إحسان «خلق منطقة عازلة يأوي إليها أفراد الجيش الأحرار». وأيد كثيرون الاقتراح الأخير، معربين عن قناعتهم بأن تأمين الحماية لعناصر الجيش المنشقين من شأنه أن يشجع جنودا آخرين على القيام بهذه الخطوة. وأشار أحد الناشطين إلى أن «النظام يحاول أن يقمع الانشقاقات من شرفاء الجيش أولا بأول لكي لا تكبر»، مقترحا على المجلس أن «يطلب من تركيا أن تستقبل المنشقين من الجيش لكي يعيدوا تنظيم أنفسهم داخل تركيا، وأعتقد أن هذه الخطوة سوف تشجع المترددين من أفراد الجيش على عبور الحدود للانضمام إلى رفاقهم».

وشددت ناشطة باسم «شام حرة» على أن الأولوية هي «للتنسيق مع الجيش الحر للدفاع عن المواطنين العزل، وبعدها السعي لاستبدال عضوية النظام السوري بعضوية المجلس الوطني في جامعة الدول العربية، وبالتالي الحصول على اعتراف دولي بالمجلس الوطني».

ورأى محمد أن أولويات المجلس يجب أن تحدد بـ«تنظيم المجلس وتوزيع الكراسي على الأعضاء والتوافق عليها، والحصول على الدعم الدولي من مختلف قوى دول العالم الفاعلة، والعمل في مجلس الأمن نحو إصدار قرار إدانة لمجازر النظام وتحويل الملف إلى المحكمة الدولية للجرائم ضد الإنسانية، فضلا عن إصدار قرار لحماية المدنيين في سوريا بإرسال المراقبين الدوليين وفرض حظر للطيران».

وطالب ناشط أطلق على نفسه اسم «أبو جوزيف محمد» بالإفراج «عن معتقلي الرأي والمظاهرات، والكشف عن مصير المختطفين». أما عماد فكتب: «ليعن الله هذا المجلس على ما هو مطلوب منه، فكل ما ذكر سابقا ضروري وملح ويجب العمل به، ولكن بشكل أساسي ما نتمناه منه هو وضع خريطة طريق لمستقبل سوريا تتماشى مع الحد الأدنى الممكن، وبالتالي وضع آليات تنفيذية لها». وأكد محمد «الثقة بأعضاء المجلس الوطني مهما كانت انتماءاتهم الآيديولوجية أو الدينية»، داعيا المجلس إلى أن «يحاول اتخاذ أي قرار قابل للتطبيق داخل سوريا من قبل الشعب ليحدد مدى تأييده، من دون أن يتمكن الأمن في سوريا من وقفه».