تشييع نجل مفتي سوريا في حلب بمشاركة ممثل الأسد.. والمعارضة تتهم النظام بقتله

عضو في المجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط»: النظام يريد حرف الأنظار عن مجزرة الرستن

صورة بثتها وكالة «سانا»، أمس، لمفتي الجمهورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون وهو يؤدي الصلاة خلال مراسم تشييع نجله، سارية حسون، الذي اغتيل أول من أمس في حلب
TT

شيع أمس في مدينة حلب السورية جثمان سارية حسون، نجل مفتي عام سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون، الذي قتل في كمين مسلح على طريق عام إدلب - حلب ليل أول من أمس، بمشاركة وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد، ممثلا للرئيس السوري بشار الأسد.

وفي كلمة ألقاها خلال التشييع، اعتبر المفتي حسون، أن «الذين يرتكبون هذه الأفعال لا يستهدفون أشخاصا وإنما يستهدفون الوطن ويريدون لسوريا أن تركع أمام الصهاينة وأميركا»، مؤكدا أنهم «لن يصلوا إلى غايتهم وأنه حتى ولو لم يبق في سوريا إلا رجل واحد فإنه لن يتنازل عن فلسطين ولن يركع أمام أعداء الأمة ولن يكون جبانا ولن يقتل الأبرياء». وإذ اعتبر حسون أن «الوطن هو الذي يذبح».. سأل «لماذا تقوم طائرات حلف الناتو بقصف المدن الليبية ويلقون القنابل على أبنائها؟ وهل هؤلاء الذين لا يريدون لسارية ورفاقه الشهداء أن يحيوا بأمان يريدون الخير للأمة ويؤمنون بقضايا الشعوب؟».

في هذا الوقت، اتخذ بعض حلفاء سوريا في لبنان، من حادثة مقتل نجل المفتي حسون مناسبة لشن حملة على الثورة السورية، واتهام الثوار بأنهم «مجموعة من الإرهابيين والقتلة». فبعد أن أبرق رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري من طهران معزيا المفتي حسون بمقتل نجله سارية حسون، عبر الوزير السابق وئام وهاب عن عميق حزنه لـ«نبأ استشهاد نجل المفتي العام لسوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون، الذي امتدت إليه يد التحريض والغدر والإجرام من قبل عناصر مرتزقة وإرهابية أرادت بهذا العمل الإجرامي استهداف أسرة المفتي حسون المعروف بمواقفه القومية الثابتة والشجاعة إلى جانب الوطن ووحدته وأمنه واستقراره». وقال وهاب «إن هذا العمل الإرهابي جريمة لا يقرها دين ولا شرع ولا عادات وتقاليد أبناء سوريا، وهو ينم عن حقد دفين لمن خطط ودبر له في محاولة يائسة للنيل من وحدة الشعب السوري وترويع المواطنين وتنفيذ عمليات الاغتيالات الإجرامية».

إلى ذلك، أكدت المعارضة السورية أنه «لا علاقة للثوار بالجريمة التي أودت بحياة نجل المفتي حسون». وأوضح عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي أن «الثورة السورية بريئة تماما من هذه الجريمة، ولا تقبل بها لأنها ثورة سلمية بامتياز». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أوضحنا أكثر من مرة أن ثورتنا سلمية لم تحمل السلاح ولم تلجأ إليه، وأن مبدأ اللاعنف هو كان وسيبقى شعارها، فنحن ننأى بأنفسنا عن هذه الأعمال المشينة، والثورة لا علاقة لها بهذه الجريمة القذرة التي ندينها بشدة»، مؤكدا أن «النظام السوري الذي يلجأ دائما إلى إثارة النعرات الطائفية ويسعى اليوم إلى إثارة الفتنة بين مكونات الشعب السوري ليس بعيدا عن هذه الجريمة». وأضاف الشيشكلي «ربما أراد النظام السوري من هذه الجريمة حرف الأنظار عن المجزرة التي ارتكبها في الرستن، وأودت بحياة العشرات من المدنيين الأبرياء ومن الجنود السوريين الأحرار الذين انشقوا عن الجيش بهدف حماية أهلهم من القتل». وتتهم المعارضة النظام بارتكاب مجازر في مدينة الرستن بحمص بعد السيطرة عليها إثر معارك ضارية بين قوات الأمن وعناصر منشقة عن الجيش.

ولفت الشيشكلي إلى أن «كل جرائم القتل وكل المجازر التي يرتكبها نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد بحق أبناء شعبنا، لن تزيدنا إلا إصرارا على مواصلة النضال إلى أن تحقق ثورتنا السلمية كل أهدافها، ولن تثني إخوتنا في الجيش السوري عن مواصلة الانشقاق عن صفوف الجيش والتبرم مما يرتكب بحق الأبرياء». وختم الشيشكلي مقدما التعازي لعائلة حسون.