الإعلامي إبراهيم الجبين يستقيل من التلفزيون السوري بعد أن اعتبره «شاشة العصابة»

اتخذ الخطوة «كرما لعيون حمزة الخطيب وهاجر وإبراهيم القاشوش وشهداء طريق الحرية»

إبراهيم الجبين
TT

أعلن الإعلامي السوري إبراهيم الجبين استقالته من التلفزيون السوري الذي «لم يعد تلفزيون دولة، بل شاشة عصابة وآلة قتل وسفك دماء»، على حد تعبيره في بيان أصدره أول من أمس، أكد فيه أن «ثورة الشعب السوري العظيم الذي نعتز به ونرفع رؤوسنا عاليا بما أنجزه في طريق حريته وبحثه عن كرامته التي أهدرها النظام المجرم، دخلت شهرها السابع، وأصبح من الضروري أن يلتحق بهذه الثورة الشريفة من بقي صامتا طيلة الوقت، أو من اختار أن يعمل في خفاء عن أعين المستبدين ومخالبهم، كي يتيح لنفسه حرية الحركة في خدمة الشعب والمستقبل وسوريا الدولة المدنية والمتحضرة التي نعمل من أجلها جميعا».

وقال الجبين، الذي كان يُعدّ ويقدم برنامج «علامة فارقة» على شاشة التلفزيون السوري: «لقد اخترت أن أنخرط من البداية، ومن خلف سواتر كثيرة، في ثورة شعبي في كل الأحياء والمدن والأرياف، وعملت ما أستطيع على دعمها والترويج لها وشرحها بكل الأشكال الممكنة، دون أن يكون لي أي طموح في التحوّل إلى العمل السياسي، الذي لا أراه وسيلتي للتغيير، ولا أؤمن بقدرتي على الفعل من خلال صفوفه، وتجنبت الغواية الإعلامية التي لا تقدّم للثورة الكثير على أهميتها، بقدر ما يفعل التحرك في الشارع والمحافل الدولية».

وأعلن الجبين، في البيان الذي تم تداوله على الـ«فيس بوك»، أنه يقدم استقالته «كرما لعيون حمزة الخطيب وهاجر وإبراهيم القاشوش وشهداء طريق الحرية المشرقة»، معتبرا أن «التلفزيون العربي السوري لم يعد تلفزيون الدولة، بل شاشة العصابة وآلة القتل وسفك الدماء وانتهاك حرمات الشعب السوري والتحريض على تفكيكه ونشر الطائفية والفرقة بين مكوناته».

وقدم الجبين كذلك استقالته من اتحاد الكتاب العرب، المؤسسة التي وصفها بأنها «لم تقف مع الشعب ولا مع الثورة ولا مع ما يفترض بها أن تنحاز إليه من نصرة للفكر الجديد الذي يبشّر به شباب سوريا وشاباتها، وتحوّل اتحاد الكتاب من رابطة تجمع المثقفين إلى مفرزة تحاسب العقول وتحكم عليها بالإعدام والنفي لمجرّد الاختلاف والتفكير، ومؤسسة لا تفكير ولا حرية فيها لا يشرفنا البقاء تحت يافطتها ولا الانتماء إليها».

كما أوضح أن استقالته تتضمن اتحاد الصحافيين السوريين، الذي تضاءل تأثيره وحضوره «حتى صار مجرد حفنة أبواق تمجّد الطاغية وتسجد لسلطانه، وتعمي عيونها عن دماء الأطفال والأرواح التي أزهقت على أيدي سفاحي بشار الأسد وعصابته»، على حد قوله. وأكد أنه يتقدم باستقالاته هذه «غير آسف على شيء سوى على من بقي في تلك المؤسسات من الشرفاء السوريين من كتاب ومثقفين، أجد لهم الأعذار وأراهم أسارى خلف سور الأسد الوحشي وإرهابه»، داعيا زملاءه «في التلفزيون السوري وفي اتحاد الكتاب واتحاد الصحافيين إلى التبرؤ من هذا النظام ونبذه والامتناع عن التعامل مع مؤسساته التخريبية التي تنتمي إلى عصور انتهت من الأرض، ولم يعد لها مكان في الخارطة الحضارية المتمدنة، وليعلم كل من لا يزال يفكّر بالأمر أن سوريا الجديدة قادمة، وأن هذا النظام زائل لا محالة، وأن صرخات طلاب الحرية لن تذهب سدى».

تجدر الإشارة إلى أن التلفزيون السوري، الذي يتبنى وجهة نظر النظام السوري بشكل كامل، ينشر باستمرار تقارير إخبارية تظهر المدن والقرى السورية في حالة هدوء واستقرار، إضافة إلى بث اعترافات يقول التلفزيون الرسمي إنها لإرهابيين يسعون لضرب أمن البلد.