المشير طنطاوي: مصر بروح أكتوبر وثورة يناير ستصل إلى مصاف أعظم الدول في العالم

تصاعد الاحتجاجات الفئوية والطائفية تزامنا مع بدء احتفالات الجيش بذكرى نصر أكتوبر

TT

تستهل القوات الجوية المصرية اليوم احتفال القوات المسلحة بذكرى نصر أكتوبر (تشرين الأول) الثامن والثلاثين، بعروض وألعاب جوية في القاهرة وعدة محافظات مصرية، ويحمل الاستهلال مفارقة غياب قائد هذه القوات في حرب أكتوبر، وهو الرئيس المصري السابق حسني مبارك، الذي يغيب للمرة الأولى عن هذه الاحتفالات، والتي قد يتابعها من محبسه الاحتياطي في المركز الطبي العالمي انتظارا لاستكمال محاكمته في قضايا فساد وقتل للمتظاهرين.

وتزامنا مع ذكريات أكتوبر واحتفالاتها، ولليوم الثاني على التوالي افتتح المشير طنطاوي مشروعا مدنيا، وهو طريق التنمية - شرق النيل الذي شيدته القوات المسلحة من مدينة حلوان إلى أسيوط. ما عزز ما وصفه مراقبون من أن ذلك يأتي في إطار بداية ممارسته الفعلية لصلاحية رئيس الجمهورية، وهو المنصب الذي خلا بخروج مبارك من الحكم وظل لمدة 9 أشهر شاغرا، وسيظل كذلك حتى منتصف العام المقبل على أحسن تقدير.

وقال طنطاوي خلال افتتاحه للطريق الجديد: «لا يوجد بيننا من يريد تطبيق حالة الطوارئ ولكن الظروف الأمنية التي تشهدها مصر مؤخرا دفعتنا لتفعيلها، فلا أحد يصدق أن زوجة تختطف من زوجها في الشارع».

وأكد قائد الجيش أن حالة الطوارئ ستنتهي في أسرع وقت ممكن، وأوضح قائلا بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية: «بشرط أن تستقر الأوضاع الأمنية وهذا يتطلب تضافر كل الجهود من الشعب وقوات الأمن وكافة طوائف المجتمع المصري لتحقيق الاستقرار والأمن».

وقال المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة المصرية: «لن يوقفنا أحد أو يعطلنا عن استكمال مسيرة انطلاق مصر إلى الأمام، فكلنا شعب واحد وهدفنا واحد». وأكد طنطاوي التزام القوات المسلحة بما تعهدت به وصولا إلى إجراء الانتخابات، وقال موجها حديثه للشباب: «الشباب هم اللبنة الرئيسية لثورة يناير (كانون الثاني)، ونحن معه، وساندناه، والثورة نجحت، والمهم استمرارية الثورة حتى نحقق ونصل إلى ما نصبو إليه من إقامة منشآت دستورية حرة مدنية على أساس سليم، وبعدها سننطلق».

وردا على سؤال حول مطالبة المجلس العسكري بدعم دور المرأة في المجتمع، خاصة بعد أن تراجعت الإنجازات التي كانت قد حصلت عليها، قال طنطاوي: «أنا مهتم جدا بملف المرأة وسنعمل بكامل جهدنا لمساعدتها»، وقال مازحا «عندما تأخذ حقوقها، عليها أن تعطي الرجل حقه». وأكد المشير: «نحن نعمل بروح أكتوبر ونرجو استمرارها لتكون إضافة إلى ثورة يناير العظيمة»، وأكد «أن مصر بروح أكتوبر وثورة يناير ستصل إلى ما تريد وإلى مصاف أعظم الدول في العالم فالأمل موجود، وعلى كل الناس أن تعمل بكل جدية، فشعب مصر عظيم، فنحن لسنا في محنة، نحن في مرحلة للتطور إلى الأفضل».

وفي سياق متصل، التقى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر مع قدامى قادة القوات المسلحة الذين شاركوا في تحقيق انتصار أكتوبر، وعبر طنطاوي خلال اللقاء عن اعتزاز رجال القوات المسلحة وتقديرهم لهؤلاء القادة العظماء الذين أمضوا حياتهم في خدمة وطنهم، وما قاموا به من أعمال وتضحيات أكدت وفاءهم ليمين الولاء للوطن ولشعبه العظيم، وتحملهم للمسؤولية الوطنية في حماية مصر وشعبها وصون مقدساتها وأمنها القومي. وأكد الاقتداء بهم جيلا بعد جيل حراسا أمناء على الوطن في ولاء كامل له، وإخلاص لشعبه العظيم، ومحافظين على المبادئ والقيم العريقة للعسكرية المصرية التي تحفظ لها قوتها وتفوقها وقدرتها على مواجهة الصعاب والتحديات التي تواجهها مصر في هذه المرحلة من تاريخها لتظل وطنا آمنا مستقرا لأبنائه.

وتأتي تصريحات الحاكم الفعلي لمصر خلال الفترة الانتقالية حول قانون الطوارئ، في وقت تصاعدت فيه موجات العنف والاحتجاجات الفئوية والطائفية داخل المجتمع المصري، كما ارتفعت معدلات الجريمة، وهو ما يعضد حديث المشير طنطاوي وطموحه بعودة الأمن والاستقرار. فقد نظم أقباط من المنتمين إلى الحركات والاتحادات القبطية بأسوان صباح أمس وقفة احتجاجية أمام ديوان عام محافظة أسوان، للمطالبة بإعادة بناء الأجزاء المزالة من كنيسة «المريناب» بإدفو طبقا للتصاريح الحاصلة عليها. ورفع الأقباط المشاركون في الوقفة عددا من «الصلبان» واللافتات التي ترفض ما يتعرض له الأقباط من الاعتداءات المتكررة، وإحراق منازلهم والحيلولة دون الحق في بناء دور عبادة لهم.

وعلى صعيد آخر، وصف رؤساء 11 حزبا مصريا إعلان المجلس العسكري عزمه بحث إصدار قانون العزل لمنع فلول الحزب الوطني المنحل من المشاركة السياسية لمدة عامين بأنه «تطهير عرقي ضد النواب الذين كانوا ينتمون لذلك الحزب»، وهددوا بحشد 15 مليون مواطن، واحتلال المحافظات وقطع خطوط القطارات وكابلات الكهرباء. يأتي ذلك في وقت ترددت فيه أنباء بأن عددا ممن سيشملهم العزل يصل إلى 2000 شخص من قيادات الحزب الوطني المنحل ونوابه في مجلس الشعب من عام 2000 إلى 2011. وفي تصريحات صحافية أدلى بها صلاح حسب الله، رئيس حزب «المواطن المصري» قال: «نحمل المجلس العسكري عواقب ما سيحدث».

وفي سيناء، قالت مصادر أمنية وشهود عيان إن بدوا مسلحين منعوا اليوم مرور شاحنات البضائع المتجهة إلى إسرائيل عبر معبر العوجة بوسط سيناء مما تسبب في وقف حركة التبادل التجاري بين البلدين عبر المعبر البري الوحيد بينهما، جاء ذلك احتجاجا على تجاهل تحقيق مطالبهم الخاصة بإلغاء الأحكام الغيابية الصادرة على عدد كبير من أبناء سيناء والملفقة لهم بحسب قولهم.

أما في القاهرة، فحاولت مجموعة من خريجي الدبلومات الفنية الراغبين في الالتحاق بكليات الهندسة معاودة اقتحام وزارة التعليم العالي صباح أمس حيث قاموا برشق زجاج المبنى الجانبي للوزارة بالحجارة مما أدى إلى تهشمه تماما، فيما قام أفراد أمن الوزارة بفتح خراطيم المياه عليهم في محاولة لتفريقهم نظرا لكثرة عددهم.

إلى ذلك، شارك أكثر من 3 آلاف طالب بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية لليوم الثالث على التوالي في مسيرة احتجاجية إلى مبنى إدارة الجامعة بوسط المدينة، تأكيدا على المطالبة بإقالة القيادات الجامعية الحالية الذين لم يتقدموا باستقالاتهم لهذه اللحظة.

ورفع الطلاب لافتات وشعارات مدونا عليها «الإضراب هو الحل ضد بقايا نظام منحل»، «يا قيادات يا قيادات.. التعليم على أيديكم مات». كما استمر العاملون بالمركز القومي للبحوث من الكوادر البحثية لليوم الثاني في وقفتهم الاحتجاجية خارج سور المركز بالدقي للمطالبة بصرف المستحقات المالية المتأخرة لهم من حافز الجودة التي كان من المقرر صرفها نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وفي الإسماعيلية، استمر تظاهر العاملين بالوحدات المحلية والأحياء في الإسماعيلية لليوم الثاني على التوالي، احتجاجا على عدم تثبيت العمالة المؤقتة وللمطالبة بصرف حوافز ومزايا مالية إضافية، مماثلة للمزايا التي يحصل عليها العاملون بالديوان العام للمحافظة.

وفي سياق ارتفاع معدل الجرائم، وغرابتها، تمكنت أجهزة الأمن بمحافظة القليوبية بالاشتراك مع الجيش من ضبط كميات كبيرة من قضبان السكة الحديد والهياكل الحديدية والخشبية الخاصة بتثبيتها، والمحظور بيعها والاتجار فيها داخل مخزن تاجر خردة بمدينة الخانكة، كما تمكنت أيضا من إلقاء القبض على تشكيل عصابي يتكون من رجلين وربة منزل تخصصوا في ترويج الدولارات الأميركية المزورة بمدينة شبرا الخيمة.