«القاعدة» سعت لخلق «فتنة طائفية» في السعودية باغتيالها شخصية شيعية بارزة

تلقت أوامرها من وسيط في سوريا على صلة بحزب الله.. وخططت لإطلاق النار على سيارته من سلاح رشاش أو «تسميمه»

TT

تكشفت في السعودية، أمس، معلومات تفيد بأن خلية إرهابية على ارتباط بأحد قادة تنظيم القاعدة الموجودين في سوريا وممن لهم صلة بحزب الله اللبناني، وبعد التنسيق مع الإيرانيين، سعت لاغتيال شخصية شيعية بارزة في المنطقة الشرقية، وذلك من أجل خلق فتنة طائفية بين السعوديين، وتشتيت الجهود الأمنية التي كانت تعمل على تضييق الخناق على عناصر التنظيم في داخلها.

وجاء الكشف عن هذه المعلومات، خلال إعادة المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة في الرياض محاكمة الخلية الإرهابية ذاتها، التي تتألف من 17 عنصرا، جميعهم سعوديون عدا واحد من الجنسية اليمنية.

وشرع القضاء السعودي في إعادة محاكمة الخلية الإرهابية المتهمة بالتخطيط لاغتيال شخصية شيعية، وذلك بعد قرار «محكمة الاستئناف»، القاضي بنقض الأحكام الأولية التي سبق أن أصدرتها المحكمة في هذه القضية.

ويوجه الادعاء العام لأفراد الخلية الإرهابية الـ17 نحو 97 تهمة، يمكن تلخيصها بـ«تشكيل خلية إرهابية تنتمي لتنظيم القاعدة الإرهابي في اعتناقهم منهجه والتخطيط والشروع في تنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة استهدفت منابع النفط تنفيذا لأوامر أحد قادة تنظيم القاعدة (أيمن الظواهري)، والشروع في اغتيال شخصيات بالداخل لزعزعة الأمن، تحقيقا لأغراض تنظيم القاعدة، وإقامة المعسكرات التدريبية للمجندين لصالح تنظيم القاعدة بالداخل وفي العراق، وترتيب تواصلهم مع منسقين في سوريا لإدخالهم إلى العراق وتوفير الأسلحة والدعم المالي لتلك الأعمال».

ووصلت مخططات الخلية الإرهابية، التي ينظر القضاء السعودي في أمرها، إلى مراحل متقدمة من التخطيط لاغتيال الشخصية الشيعية ذات البعد المهم لدى أبناء الطائفة الشيعية (شرق البلاد).

وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من أوراق الدعوى، فإن الخلية الإرهابية التي تعمل لصالح تنظيم القاعدة أنهت رسم الطريقة التي ستتم بها تصفية رجل الدين الشيعي، وذلك بعد معرفتها بخط السير الذي تسلكه سيارته.

كان أمام الخلية الإرهابية التابعة لـ«القاعدة» طريقتان لتصفية المرجع الشيعي، تتضمن الأولى إطلاق النار على سيارته من سلاح رشاش وأن يلوذ منفذو العملية بالفرار، أو أن يتم «تسميم» الشخصية الشيعية الدينية بمادة السيانيد، وهي مادة كيمائية سامة، استخدمتها الاستخبارات الروسية في تصفية خطاب، زعيم المقاتلين العرب في الشيشان.

وفكرت الخلية الإرهابية، التي خضعت أمس لإعادة محاكمتها أمام القضاء السعودي، بـ3 مخططات إرهابية، كان من ضمنها اغتيال رجل دين شيعي معروف، وذلك بعد أن تم إيهامهم من خلال وسيط «القاعدة» الموجود على الأراضي السورية، بأن هذه الشخصية تعمل على دعم الميليشيات الشيعية المسلحة في العراق مقابل المقاتلين من جانب السنة.

ومن ضمن المخططات التي كانت تسعى الخلية الإرهابية لتنفيذها: استهداف معامل نفطية (أبقيق بلانت) في المنطقة الشرقية، باستخدام مدفع هاون، بينما كانت الخلية الإرهابية تخطط كذلك لاغتيال رئيس شركة سعودية تعمل في المنطقة الشرقية في مجال البيوت الجاهزة، اعتقادا منهم أن الشركة أسهمت في توفير المنازل للجيش الأميركي الموجود على الأراضي العراقية.

كان ملاحظا على الخلية الإرهابية، المكونة من 17 شخصا، كميات الأسلحة الكبيرة التي ضبطت بحوزتها؛ حيث كانت تعمل في ناحية تأمين الأسلحة التي يحتاجها المقاتلون في العراق، بعد عقد صفقات لشرائها من اليمن.

ومن بين التهم التي تم توجيهها لأفراد الخلية الإرهابية: دعم قناة تلفزيونية تدعى «التجديد»، بالمال، وذلك من أجل أن تتحول إلى ناطق رسمي باسمها؛ حيث سافر أحد المتهمين إلى مصر وسلم مبلغا ماليا لأحد مندوبي القناة.

ومن ضمن التهم اللافتة، التي تم توجيهها للخلية الإرهابية: سعيها في إعداد معسكر تدريبي، وتوليه مهمة تدريب أعضاء الخلية وغيرهم من المجندين على استخدام القنابل اليدوية والأسلحة وتكتيك الجيوش وتحريض الشباب على الالتحاق بالمعسكر للتدرب على الأسلحة والخبرات القتالية للخروج للعراق والمشاركة في القتال؛ حيث كان مقترحا أن يقام هذا المعسكر في جنوب السعودية.

وتتهم لائحة الادعاء العام المتهم الأول في الخلية بتستره على شروع أحد المجرمين في الداخل في بيع مواد كيميائية لقادة تنظيم القاعدة (بن لادن والظواهري)، وتمويله الإرهاب والعمليات الإرهابية بتزعمه خلية تتولى جمع الأموال لصالح الخلية الإرهابية وتسليم مبالغ مالية كبيرة حصل عليها عن طريق جمع التبرعات لأحد قادة تنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا.

ومن التهم الموجهة للمتهم الثاني: تواصله مع أحد أخطر أعضاء تنظيم القاعدة الإرهابي والتكفيري في سوريا عبر البريد الإلكتروني وتنفيذ خطته في مناصرة أبي مصعب الزرقاوي بتجنيده المتهم العاشر لإيصال المبالغ المالية له في سوريا.

كما يتهم المتهم الثاني بجمع مبالغ مالية تجاوزت 1.1 مليون ريال، من ممولين للإرهاب بإيعاز من أحد أخطر أعضاء تنظيم القاعدة التكفيري وإرسالها إليه في سوريا، إضافة إلى تستره وتعامله مع عصابات مسلحة من الجنسية اليمنية تزاول تهريب الأسلحة والذخائر إلى السعودية وترويجها وسفره لليمن مع أحد المهربين المقيم في البلاد بطريقة غير مشروعة وشراء مواد متفجرة (تي إن تي) وقنابل وأسلحة حربية (البيكا) و(الهاون) ليقوم المهرب بإدخالها للبلاد وتستره عليه، بالإضافة إلى شروعه مع عضوين من تنظيم القاعدة الإرهابي في السفر للسودان للالتحاق بمعسكرات للتدريب، واتفاقه مع زعيم الخلية المتهم الأول على اختراق أحد مستودعات المتفجرات والصواعق لتنفيذ عمليات إرهابية داخل البلاد.

وينتظر أن يعقد القضاء السعودي جلسة لاحقة للاستماع إلى دفاع المتهمين في خلية الـ17 الإرهابية، عن التهم الموجهة لهم التي بلغ عددها نحو 97 تهمة.