تونس: صناديق الاقتراع جاءت من جنوا.. وللناخب 3 دقائق للاختيار

بالثابت: صندوق الأمم المتحدة للتنمية تكفل بمصاريف صنعها

TT

كشف بوبكر بالثابت، الأمين العام للهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، عن مميزات اللوائح الانتخابية المرشحة لانتخابات المجلس التأسيسي، وقال إن الناخبين التونسيين لن يتمتعوا بأكثر من ثلاث دقائق لتعمير خانات الناخبين داخل الخلوة الانتخابية. وأضاف أن كل اللوائح ستدرج في ورقة واحدة وموحدة، وسيجد الناخب يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل نفسه أمام ورقة انتخابية واحدة تحتوي على كل اللوائح مرتبة حسب عمليات القرعة التي أجريت بين مختلف اللوائح الانتخابية المتنافسة.

وأضاف بالثابت لـ«الشرق الأوسط» أن الهيئة خصصت عددا من الخانات متماشية مع عدد اللوائح المرشحة، التي تختلف من دائرة إلى أخرى، وتتراوح على وجه العموم بين 35 خانة كعدد أدنى للوائح المرشحة على مستوى الدوائر الانتخابية و92 خانة، وهو أقصى عدد من اللوائح المرشحة على المستوى الوطني، مشيرا إلى أنه يجب على الناخب أن يضع علامة واحدة في الخانة الفارغة، وأن الأوراق التي تحمل أكثر من علامة تعتبر ملغاة.

وبشأن صناديق الاقتراع، عدد بالثابت المزايا والخصوصيات التي ستكون عليها تلك الصناديق. وقال إنها آتية إلى تونس من مدينة جنوا الإيطالية، وهي ذات مواصفات عالمية تختلف كليا عن الصناديق الخشبية التي رافقت خمس محطات انتخابات بشقيها البرلماني والرئاسي التي أجريت بين 1989و2009 أي خلال سنوات حكم الرئيس زين العابدين بن علي.

وقال بالثابت إنها صناديق شفافة تكشف محتوياتها من الخارج وهي مغلقة بأقفال بلاستيكية صلبة ومرقمة ولا يمكن إعادة الأقفال إذا ما تم فتحها، وهو ما سيمنع المزورين من محاولة تزييف الانتخابات. وأضاف أن غطاء صناديق الاقتراع سيكون متراوحا بين الأحمر الناصع والأبيض الشفاف، وهي إحالة مباشرة إلى الألوان المميزة للعلم التونسي. وأضاف بالثابت أن صندوق الأمم المتحدة للتنمية، هو الذي تكفل بمصاريف صنعها، ومن المنتظر أن يكون عدد صناديق الاقتراع في حدود عدد مكاتب الاقتراع أي نحو ثمانية آلاف مكتب.

ولا يزال الجدل متواصلا حول اللجوء للحبر الانتخابي في انتخابات المجلس التأسيسي المقبلة. وفي هذا الشأن، قال سامي بن سلامة، عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إنه لا يرى ضرورة للجوء إلى هذا الحبر الذي عادة ما يستعمل في البلدان الفقيرة أو التي تتكاثر فيها أعداد الأميين، وهو ما لا ينطبق على الناخبين التونسيين.

وحول إمكانية التصويت أكثر من مرة، قال بن سلامة إن كل مكتب اقتراع سيكون به ملاحظون ومراقبون وصحافيون، وبالتالي من الصعب أن تعاد عمليات التزوير نفسها التي جرت في العهد السابق، وأضاف: «لم أسمع أن ديمقراطية غربية على غرار فرنسا أو ألمانيا أو الولايات المتحدة، التجأت إلى هذا الحبر الانتخابي لتجنب التزوير». وكانت السودان ومصر ولبنان والعراق قد اعتمدت ذاك الحبر الذي لا يمكن إزالته إلا بعد ثلاثة أيام كاملة، وهو ما يقطع الطريق أمام المزورين للانتخابات أو المصوتين باسم الأموات.