باني: اختباء نجل العقيد الليبي في المستشفى الرئيسي بمدينة سرت

ثوار ليبيا يسيطرون على مسقط رأس القذافي في قرية بوهادي

TT

حقق ثوار ليبيا، أمس، تقدما جديدا في سعيهم للسيطرة على مدينتي سرت، مسقط رأس العقيد الليبي الهارب معمر القذافي، وبني وليد، ذات التضاريس الجبلية الصعبة. وتمكن الثوار التابعون للمجلس الانتقالي من السيطرة على منطقة بوهادي جنوب سرت، التي يعتقد أن القذافي وُلد بها قبل أن يلتحق بالجيش ويتولى السلطة في انقلاب عام 1969.

من جانبه، أعلن أحمد باني، المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي، أمس، أن المعتصم، ابن معمر القذافي، مختبئ داخل مستشفى في سرت. وقال مصدر في المنظمة الدولية للصليب الأحمر عبر الهاتف من داخل ليبيا: إن هذه المزاعم يعززها رفض قوات الثوار الوصول بمساعدات طبية كانت متجهة أمس إلى مستشفى في سرت يغص بالجرحى، لكن يبدو أن أحد أبناء القذافي موجود فيه.

ووفقا لمصادر جيش الثوار، فقد تمكن مقاتلوهم من دخول بوهادي وأسر نحو 30 من كتائب القذافي التي كانت متحصنة في المنطقة، على الرغم من المقاومة التي كانت تبديها عناصر من قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها القذافي وتعتبر البلدة رمزا لها، وتضم بوهادي بضعة آلاف من السكان شرق مطار سرت على بعد نحو 20 كم. وأشارت المصادر إلى أن السيطرة على بوهادي تمهد الطريق للسيطرة على سرت خلال يومين أو ثلاثة على الأكثر، على الرغم من منح المجلس الانتقالي مهلة لسكان سرت لمغادرتها قبل شن هجوم كبير عليها.

ويعتقد أن المعتصم نجل القذافي، واثنين من قادته المنتمين لقبيلة القذاذفة، هما أحمد إبراهيم وعمر إشكال، يقودون الكتائب الموالية للعقيد الليبي في سرت طوال الشهر الماضي وحتى الآن.

وقال باني لتلفزيون ليبيا، ومقره الدوحة: إن الثوار في سرت يقاتلون شركاء «الطاغية» في الجرائم التي ارتُكبت ضد الشعب الليبي، مضيفا أنهم مجموعة من القتلة والمرتزقة يقودهم المعتصم القذافي الموجود الآن في مستشفى ابن سينا في سرت لتجنب التعرض للإصابة طبقا لمعلومات وصلت حديثا. وهذا المستشفى هو نفسه الذي قالت عنه مصادر من اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إن قافلة تابعة لها تحمل مساعدات للمحاصرين في سرت الليبية اضطرت إلى العودة أمس بعد قيام قوات الحكومة الليبية المؤقتة بقصف المدينة؛ حيث أطلق المقاتلون وابلا من قذائف المورتر والقذائف المدفعية والصاروخية والمدافع المضادة للطائرات فور تحرك القافلة الطبية باتجاه المدينة؛ حيث كانت تريد إيصال مساعدات إلى مستشفى ابن سينا.

وقال إسماعيل الصوصي، وهو من قوات الحكومة المؤقتة، لـ«رويترز»: إن المعارضين أمنوا الطريق ليدخل الصليب الأحمر الدولي، لكن بمجرد دخولهم المدينة عادوا بسبب إطلاق ميليشيات (موالية للقذافي) النيران.

من جانبه، دعا عبد الحكيم بلحاج، رئيس المجلس العسكري في طرابلس، إلى إلغاء كل مظاهر التسلح غير المنضبط، وحصر استخدام السلاح بالأجهزة المخولة بذلك، وأهاب بـ«كل الغيورين» المساعدة باستعادة الاستقرار وتسليم السلاح؛ لأن فوضى السلاح أدت إلى فقدان شعور المواطنين بالأمن الذي لمسوه بعد زوال القذافي، على حد تعبيره.