طلاب يحطمون تمثال حافظ الأسد.. واعتقال شقيق ونجل المعارض غليون واختطاف قريبته

مظاهرات تأييد لـ«المجلس الوطني السوري» في أنحاء سوريا باعتباره الممثل «الشرعي والوحيد» للثورة

مظاهرة نسائية في درعا للمطالبة بإسقاط النظام
TT

بينما نقل رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق عمر كرامي عن الرئيس السوري بشار الأسد وصفه للأوضاع في سوريا بأن «القصة انتهت، وأننا مرتاحون إلى طي صفحة هذه الأحداث، وهي تحت السيطرة، وأن بالنا ليس مشغولا»، في إشارة إلى قدرة السلطات الأمنية والسياسية في سوريا على ضبط الأمور، وخصوصا في الأيام الأخيرة، تستمر السلطات الأمنية السورية في حملات الاعتقالات، مع خروج المظاهرات المناهضة لنظام الأسد والمطالبة بإسقاطه وتأييد المجلس الوطني باعتباره الممثل الوحيد والشرعي للشعب السوري والذي أعلن عن تشكيله في إسطنبول أول من أمس. وفي غضون ذلك أفادت تقارير بأن قوات الأمن اعتقلت شقيق المعارض السوري البارز برهان غليون ونجله، فيما اختطفت قريبة له في حمص.

وبحسب صحيفة «النهار» اللبنانية قال كرامي «إن الصورة التي وضعه في أجوائها الرئيس السوري بشار الأسد تختلف كليا عن المعلومات التي تصل إلى لبنان والعالم حول حقيقة الأحداث في سوريا». وبحسب مصادر محلية فقد تم ليلة أول من أمس تحطيم تمثال للرئيس حافظ الأسد، والد بشار الأسد، داخل مدرسة رشيد محيي، وهو أول تمثال يحطم في دمشق وداخل مبنى المدرسة، وشنت قوات الأمن إثر الحادث حملات اعتقالات عشوائية داخل المدرسة أمس، في حين خرجت مظاهرة في الصباح الباكر في بلدة داريا في ريف دمشق، ونادى المتظاهرون بإسقاط النظام ودعم المجلس الوطني السوري، قامت عقبها قوات الأمن بشن حملة مداهمات للبيوت في شارع الدحاديل وحارة الحمام وقرب منطقة سكة القطار، ومن الذين تم اعتقالهم الشاب عامر علاوي وضياء علاوي (أبو رائد)، 35 سنة، متزوج ولديه أربعة أولاد، كما جرت حملة اعتقالات.

وفي مدينة دوما في ريف دمشق خرجت عدة مظاهرات طلابية من ثلاث مدارس، بكورة، ضرار، حسن البصري. وفي زملكا خرجت مظاهرة طلابية قام الأمن بمحاصرتها على الفور.

وفي بلدة كفرنبل في محافظة إدلب قال ناشطون إن الجيش حاصر المدرسة الريفية لدى قيام الطلاب بالتظاهر داخل المدرسة، وتم اعتقال أكثر من أربعة تلاميذ، وإن امرأة راحت تصرخ في وجه قوات الجيش التي اعتقلت الأطفال، فهددوها بأنهم سيعودن لاعتقالها.

وفي مدينة دير الزور خرجت مظاهرة في منطقة القصور لطلاب المدارس الإعدادية والثانوية طالبت بإعدام الرئيس وهتفت للمدن المحاصرة وفي مقدمتها مدينة الرستن، وبحسب مصادر حقوقية فقد تم اعتقال التلميذ الطفل محمود حسان الأسمر 13 عاما من منطقة العرفي في دير الزور بعد خروج مظاهرة للطلاب هناك.

وفي مدينة الرستن التي سيطرت عليها قوات الجيش، قالت مصادر محلية إن سيارات إطفاء استخدمت أمس لغسل الشوارع من آثار العملية العسكرية، قبل وصول فريق تلفزيوني محلي، لتصوير تقرير يؤكد أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها، إلا أن أطفالا من المدينة خرجوا في مظاهرة ضد النظام الأسد وقاموا برشق فريق التلفزيون بالحجارة.

وفي مدينة حماه قامت قوات الأمن بحملة اعتقالات في حي الصابونية بعد مظاهرات خرجت مساء أول من أمس طالت أكثر من 12 شخصا، وقالت مصادر محلية إنه خلال العملية تم تخريب الممتلكات الخاصة وتحطيمها وتكسير الأبواب بالإضافة إلى النهب.

وفي حمص قال ناشطون إن سيارة أجرة (تاكسي) قامت باختطاف الصبية بشرى الزين (21 عاما) في حي جب الجندلي، جانب مدرسة حطين، وفيما أكد الناشطون أن ذوي الفتاة تكتموا على الحادث، قال آخرون إن الفتاة من عائلة غليون وهي قريبة المعارض السوري برهان غليون الذي أعلن أول من أمس عن تشكيل المجلس الوطني السوري، الذي لقي ترحيبا في الشارع، وكانت مصادر حقوقية أكدت في وقت سابق أن محمد خير غليون، مواليد حمص 1952 وهو الشقيق الأصغر للمعارض برهان غليون، وابنه مهاب غليون، مواليد حمص 1984 حاصل على شهادة عليا في هندسة إلكترون السيارات، تم اعتقالهما من محلهما في المنطقة الصناعية في مدينة حمص، من قبل المخابرات الجوية بتاريخ 1-10-2011.

يشار إلى أن اختطاف الفتيات شاع في الأيام الأخيرة في مدينة حمص، وهناك معلومات تشير إلى تجاوز عدد حالات الاختطاف الـ24 حالة، ويتحفظ ذووهم على نشر أسماء الفتيات لاعتبارات اجتماعية، ومن تلك الحالات حادث اختطاف الشابة زينب الحسني التي عثر عليها ذووها بعد عشرة أيام مقطعة الأوصال ومسلوخة الجلد وأثارت قضيتها الشارع السوري، ولا تزال قضية اختطاف الفتيات تتفاعل في الشارع الحمصي وإلى نحو خطير، حيث هددت مجموعة من الناشطين باسم أهالي حمص النظام السوري بالرد على تلك العمليات، حيث اتهم ناشطون قوات الأمن والشبيحة بالقيام باختطاف الفتيات للضغط على أشقائهن من الناشطين والمطلوبين للنظام. وشهد عدد من المدن السورية أول من أمس مظاهرات تأييد للمجلس الوطني السوري، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «مظاهرات تأييد» جرت مساء أول من أمس في حي القدم في دمشق وفي ريف دمشق على الرغم من الانتشار الكثيف لقوات الأمن، وكذلك في حماه وحمص وإدلب ودرعا ودير الزور. وظهر في تسجيلات وضعت على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على «فيس بوك»، متظاهرون في الزبداني على بعد 50 كلم شمال دمشق، يؤكدون دعمهم لـ«المجلس الوطني السوري ممثلنا الوحيد والشرعي».

وكتب على لافتة في إنخل في محافظة درعا (جنوب) «نؤيد المجلس الوطني السوري الممثل الشرعي والوحيد للثورة السورية».

من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات السورية تنفذ منذ منتصف ليل الأحد/ الاثنين عمليات أمنية واسعة النطاق في مدينتي دوما بريف دمشق ودير الزور (شرق) تتخللها مداهمات وإطلاق نار كثيف، مما أسفر عن سقوط «عدد من الجرحى».

وقال المرصد في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه، إن «الأجهزة الأمنية تنفذ حملة اعتقالات واسعة في شارع إبراهيم بمدينة دوما تترافق مع تعذيب في الطرق العامة وإطلاق رصاص كثيف». وأضاف المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له، أنه في مدينة دير الزور «تنفذ قوات الأمن حملة مداهمات في شارع التكايا وشارع النهرين بحثا عن مطلوبين للأجهزة الأمنية، وترافقت الحملة مع إطلاق رصاص كثيف أدى إلى سقوط عدد من الجرحى».

من جانبها، أعلنت لجان التنسيق المحلية أن دبابات الجيش السوري اقتحمت مدينة سراقب في محافظة إدلب (شمال غربي) «وسط إطلاق نار كثيف»، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

من جانبه، أعلن النظام السوري مقتل عنصرين من قوات حفظ النظام وجرح آخرين «بكمين نفذته مجموعة إرهابية مسلحة في حي الصابونية بمدينة حماه».

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول في محافظة حماه، أن «المجموعة الإرهابية باغتت عناصر حفظ النظام وفتحت عليهم نيران الأسلحة الرشاشة وألقت عليهم القنابل مما أدى إلى استشهاد عنصرين على الفور وجرح اثنين آخرين حالتهما خطرة نقلا على أثرها إلى مشفى حماه الوطني».