الرستن: مدينة من رماد بعد تدمير ثلث مبانيها وتقارير عن مقتل 140 وآلاف المعتقلين

ناشطون لـ«الشرق الأوسط»: مدارسها تعج بالمعتقلين.. والطائرات المقاتلة لا تفارق سماءها

صورة نشرتها مواقع المعارضة السورية أمس لمتظاهرين يطالبون بإسقاط النظام في درعا
TT

أفاد ناشطون سوريون بأن مدينة الرستن، التابعة لمحافظة حمص والتي تقع شمال مدينة حمص وجنوب مدينة حماه، تحولت وبعد القصف الذي تعرضت له في الأيام الماضية من الدبابات والطائرات «لمدينة من رماد بعدما دمرت ثلث مبانيها وسويت تماما بالأرض». وكشف ناشطون لـ«الشرق الأوسط»، أن «عدد القتلى تجاوز الـ140 والمعتقلين بالآلاف»، وقالوا: «أهالي بعض الشهداء تسلموا جثامين أبنائهم، بينما ينتظر الباقون أن تفرج السلطات السورية عن باقي الجثامين التي تعود بقسم كبير منها لأطفال ونساء».

وشنت قوات حفظ النظام حملة أمنية واسعة في المدينة لبسط السيطرة عليها، بينما وقعت اشتباكات واسعة بين قوات الأمن ومنشقين عن الجيش من المناهضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ولفت الناشطون إلى أن «الرماد يملأ شوارع وسماء المدينة»، متحدثين عن «شلل ضارب فيها مع انقطاع الاتصالات عنها وتحول مدارسها لمعتقلات تعج بالآلاف»، وأضافوا: «الطائرات (المقاتلة) لا تفارق سماء حمص وهي تخرق جدار الصوت لتخويف المواطنين، علما أن قسما من الدبابات تركت الرستن باتجاه الحولة وتلبيسة التي انقطع الاتصال بها».

وإذ أعلنت تنسيقية الرستن على صفحة الـ«فيس بوك» أن الرستن «مدينة منكوبة»، توقعت أن تزيد خسائر «حملة التدمير الممنهج للبيوت والمحال التجارية والاعتقالات المنظمة في المنطقة عن مليار ليرة سورية»، متحدثة عن «ستة آلاف معتقل وعن صور وفيديوهات وشهادات حية تثبت كيف يقوم الشبيحة بسرقة البيوت والمحال التجارية».

وطالب الناشطون المجتمع الدولي بإرسال «لجنة تقصي حقائق إلى مدينة الرستن لمعاينة الدمار والمجازر التي حصلت فيها بفعل كتائب النظام وقوات الشبيحة»، مشددين على «ضرورة ألا ترافق هذه اللجنة أي من العناصر الأمنية حتى لا ترهب الناس وتجبرهم على عدم قول الحقيقة».

وأوضحت تنسيقية الرستن أن «الكهرباء والاتصالات لا تزال مقطوعة بشكل كامل عن المدينة مع انقطاع جزئي لمياه الشرب»، لافتة إلى أن «الأهالي ما زالوا غير قادرين على التحرك لتأمين احتياجاتهم الأساسية مع وجود عدد كبير من مخلفات القذائف المنفجرة وغير المنفجرة على الطرقات وفي المنازل وانتشار آثار القمامة والدمار في الشوارع، مما يهدد بانتشار بعض الأمراض الوبائية».

بدورها، نقلت وكالة «سانا» تصريحات عن التلفزيون السوري قال إنها «لعدد من جرحى الجيش وحفظ النظام بعدما تعرضوا له على يد المجموعات الإرهابية المسلحة في منطقة الرستن خلال محاولة قوى حفظ النظام مدعومة بوحدات الجيش إعادة الأمن والطمأنينة للمدينة وحماية المواطنين والمنشآت العامة والخاصة من استهداف وتخريب هذه المجموعات»، وقال الرائد سامر مهنا في تصريح للتلفزيون السوري: «كلفنا مهمة في الرستن لمطاردة المجموعات الإرهابية المسلحة فأطلق علي أحد القناصة رصاصة أصابتني في قدمي وأسعفني زملائي إلى المشفى». وأضاف مهنا أن «أفراد المجموعات المسلحة يحملون قواذف آر بي جيه وحشوات ثنائية للقواذف وطلقات متفجرة وألغاما كبيرة الحجم ودروعا ومناظير ليلية والعديد من الأسلحة المتطورة والدقيقة»، لافتا إلى أن «أفراد هذه المجموعات حاولوا انتحال صفة قوات الجيش بارتداء الملابس العسكرية». من جهته، قال الجريح عبد الله حمدان عمران للتلفزيون السوري: «تعرضنا في الرستن لإطلاق نار كثيف فأصبت في رجلي برصاصة من أحد القناصة»، مشيرا إلى أن «المخربين كانوا يرتدون لباسا عسكريا ويحملون قواذف ورشاشات».