مراد نقلا عن الأسد لـ«الشرق الأوسط»: سوريا مستهدفة وتواجه مؤامرة على الصعيد العربي

وفد لبناني يلتقي الرئيس السوري داعما.. وميقاتي ينفي زيارته مطار دمشق سرا ولقاءه المعلم وغزالة

صورة مأخوذة من مواقع المعارضة السورية على الإنترنت لمظاهرة طلابية ترحب بالمجلس الوطني في إدلب
TT

التقى وفد لبناني، ضم أمس كلا من رئيس حزب الاتحاد، عبد الرحيم مراد، والمنسق العام للجنة «متابعة مؤتمر بيروت والساحل» كمال شاتيلا، وأمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين (المرابطون) مصطفى حمدان، الرئيس السوري بشار الأسد في زيارة هي الثالثة لشخصيات لبنانية موالية للنظام السوري إلى دمشق خلال أقل من أسبوعين.

وكان كل من رئيسي الحكومة السابقين سليم الحص وعمر كرامي التقى تباعا الرئيس الأسد خلال زيارتين متتاليتين خلال الأسبوع الفائت. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الأسد بحث مع «وفد القوى الوطنية اللبنانية ما تتعرض له منطقة الشرق الأوسط من مخططات تستهدف تقسيم دولها وتفتيتها لإعادة السيطرة عليها، كما تناول اللقاء الأوضاع في سوريا والضغوط الدولية التي تستهدف النيل من مواقفها العروبية والوطنية».

وأوضح مراد، في اتصال مع «الشرق الأوسط» بعد عودته من دمشق، أن اللقاء «تخلله استماع لشرح الرئيس الأسد حول الواقعين الميداني والسياسي على الساحتين السورية والإقليمية». ونقل عن الأسد قوله إنه «من الواضح أن سوريا مستهدفة، وهي تواجه مؤامرة على الصعيد العربي بهدف تغيير بعض الأنظمة التي لا تلتزم بالمخطط الأميركي، والهدف الأول والأخير من ذلك هو حماية استقرار العدو الإسرائيلي». وشدد مراد على أن «سوريا متمسكة بالخط القومي والعربي وبالدور الذي تلعبه من أجل استقرار المنطقة، وهي تعمل لحماية نفسها من هذه التجربة التي تتعرض لها».

وأكد أن «الأمور باتت جيدة في سوريا، وحالة من شبه الاستقرار تلف معظم مناطقها، ولكن لا تزال توجد ثمة جيوب معينة يعملون للسيطرة عليها».

وتعليقا على موقف الأسد من مواقف الدول العربية حول الأزمة التي تشهدها البلاد، أوضح مراد أن «سوريا من خلال مندوبها في جامعة الدول العربية يوسف الأحمد تحاول بالتي هي أحسن شرح الموقف السوري وحقيقته»، لافتا إلى أن «التواصل ليس مقطوعا بالكامل مع الدول العربية كلها، فبعضها يعي خطورة ما تتعرض له سوريا، لكن البعض الآخر وللأسف مرتبط بالمخطط الأميركي في المنطقة».

وفي الشأن اللبناني نقل مراد عن الأسد دعوته المسؤولين اللبنانيين «للعمل على تحقيق استقرار لبنان وبلوغه حالة صحية، وتشديده على أهمية دعم الحكومة الجديدة لتأمين نجاحها والتضامن بين أعضائها»، معتبرا أن «تحقيق الاستقرار في لبنان من شأنه أن يساهم في إراحة الوضع في سوريا».

وأكد أعضاء الوفد، وفق ما ذكرته وكالة «سانا»، وقوفهم إلى «جانب سوريا في وجه ما تتعرض له من أعمال إرهابية تستهدف استقرارها وأمن مواطنيها وحملات تحريضية ومحاولات التدخل في شؤونها الداخلية»، معربين عن ثقتهم بأن «سوريا ستخرج أقوى بعد تجاوز هذه المرحلة، وأن قوتها ستكون قوة للبنان وللقضايا العربية، وخصوصا القضية الفلسطينية».

وتزامنت زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق مع نفي المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قيامه بزيارة سرية إلى مطار دمشق، على خلفية نشر صحيفة «المستقبل» اللبنانية خبرا مفاده أن ميقاتي «زار مطار دمشق سرا واجتمع بوزير الخارجية السوري وليد المعلم ومسؤول المخابرات السورية السابق في لبنان اللواء رستم غزالة». وأكد المكتب أن «هذا الخبر عارٍ من الصحة جملة وتفصيلا، وأن زيارات رئيس مجلس الوزراء تكون زيارات رسمية ومعلنا عنها وفقا للأصول».

وكان السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي، وبعد زيارته رئيس الحكومة أمس، أكد أن «ميقاتي مرحب به في سوريا في أي وقت»، ولفت إلى أنه «لا يأخذ بما قالته الصحف»، موضحا أن «اللقاء لم يبحث موعد الزيارة إلى سوريا». وشدد من جهة أخرى على أن «سوريا خرجت من محنتها والرئيس الأسد يجري قراءة معمقة للأمور، ويقوم بإصلاحات جذرية».