معارضون سوريون في القاهرة يواصلون حشد الرأي العام ضد نظام الأسد

حزب مصري يدعو حكومة بلاده للاعتراف بالمجلس الوطني السوري.. وراهب يدعو للتدخل الدولي

مظاهرة طلابية في دوما بريف دمشق (موقع أوغاريت)
TT

واصل معارضون سوريون بالقاهرة، أمس، حشد الرأي العام ضد نظام بشار الأسد، وبينما دعا حزب مصري حكومة بلاده للاعتراف بالمجلس الوطني السوري، دعا راهب ونشطاء للتدخل الدولي، وذلك في لقاء نظمه المعارضون السوريون في محافظة البحر الأحمر، شرق العاصمة المصرية. وفي إطار النشاط والحراك المكثف الذي تقوم به المعارضة السورية في الخارج لحشد التأييد والدعم للمواطنين السوريين، التقى وفد من أبناء الجالية السورية بالقاهرة القمص بطرس الأنبا بولا، راهب دير الأنبا بولا بمحافظة البحر الأحمر، وذلك بحضور عدد من شباب الثورة المصرية.

شهد اللقاء مناقشة الكثير من القضايا الشائكة مثل مزاعم الطائفية في الثورة السورية ومدى احتياج المواطنين السوريين لحماية دولية، بينما أعلن حزب المصريين الأحرار، المصري، اعترافه بالمجلس الوطني السوري وطالب المجلس العسكري في مصر بالاعتراف به. من جانبه، طالب القمص بطرس الأنبا بولا الدول العربية بالعمل لوقف أعمال الإبادة التي يقوم بها النظام السوري ضد أبناء الشعب السوري، معربا عن أمله في وقف حمام الدم الذي يسيل في سوريا فورا، مؤكدا ضرورة التدخل الدولي لحماية الشعب السوري إذا استمر النظام في قمعه.

ونقل الوفد السوري، خلال اللقاء، استياء الشارع في سوريا من مواقف بطريرك الموارنة في لبنان، بشارة الراعي، الذي عبَّر عن مخاوفه من وصول جماعات إسلامية متشددة إلى السلطة في حال سقط نظام الأسد، وهو ما استنكره الراهب القمص بطرس الأنبا بولا، مبديا أسفه لما بدر من البطريرك الراعي، وتمنى عليه أن «يأخذ بعين الاعتبار أن التاريخ لا يرحم، كما تمنى أن يتوقف حمام الدم الذي يسيل في سوريا فورا وأن يسعى العرب لوقف هذه الإبادة». تناول اللقاء أيضا مناقشة الجدل السياسي الدائر حول دور إيران في الأزمة السورية؛ حيث تساءل القمص بولا عن الدور الذي تريد أن تلعبه إيران في سوريا، وعن دورها في قتل الشعب السوري، ولم يكن موضوع التدخل الدولي المعقد بعيدا عن النقاش؛ حيث أصر القمص بولا على أنه لا بد من تدخل دولي إذا استمر النظام في حربه ضد الشعب السوري وأن صمت المجتمع الدولي هذه الفترة الطويلة هو «أمر مخز ومؤلم بحق الإنسانية». وردا على ما يتناوله الإعلام السوري عن طائفية الاحتجاجات السورية، أكد الوفد السوري خلو الثورة السورية من أي تعصب أو خلاف طائفي، وأشار المشاركون السوريون إلى أن سوريا قد رسمت، أثناء فترة الاستقلال، قبل ما يزيد على 60 عاما «أروع أنواع التعايش والمحبة بين كل طوائفها»، وضرب الوفد السوري مثالا على ذلك، حين تسلم فارس الخوري (مسيحي الأصل) وزارة الأوقاف في سوريا دون أن يكون هناك أي اعتراض في الأوساط المسلمة. وأبدى الوفد السوري في نهاية اللقاء أمنيته في أن يقف الشعب المصري بكل طوائفه ورموزه الدينية والسياسية إلى جانب إخوته في سوريا.

وفي سياق متصل، أعلن حزب المصريين الأحرار تأييده للمجلس الانتقالي السوري، كما دعا المجلس العسكري للاعتراف به، وقال الحزب في بيان له أمس إنه يعرب عن تأييده الكامل للمجلس الانتقالي السوري والذي تم تشكيله معبرا عن جميع الاتجاهات السياسية والفكرية والعرقية بسوريا، وأكد الحزب، دعم الشعب المصري بمختلف مكوناته وأحزابه للشعب السوري ونضاله من أجل الديمقراطية العادلة الشاملة، كما طالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة المصرية بالاعتراف بالمجلس الوطني وتقديم يد العون للشعب السوري في نضاله من أجل الحرية والديمقراطية، وطالب الحزب الجامعة العربية باتخاذ مواقف أكثر جدية لمواجهة الجرائم اليومية ضد ثوار سوريا.