لبنان: توقيف عضو في حزب التحرير بتهمة توزيع منشورات تنال من البطريرك و«سمعة الجيش»

مسؤول في الحزب: الهدف ثنينا عن نصرة أهلنا في سوريا

TT

استجوب قاضي التحقيق العسكري في لبنان، فادي صوان، الموقوف عماد الملا، وهو عضو في حزب «التحرير»، وأصدر مذكرة توقيف وجاهية بحقه بجرم «توزيع منشورات على أبواب عدد من المساجد تنال من البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، وتمس بسمعة الجيش اللبناني». كما استمع إلى إفادة شاهد في القضية، على أن يجري الأسبوع المقبل مواجهة بين الموقوف والشاهد. وكان الجيش أوقف الملا منذ نحو أسبوعين، تقريبا، بعد أن ضبط معه آلاف النسخ من هذه المنشورات.

واعتبر المسؤول الإعلامي في حزب التحرير، أحمد القصص، أن توقيف الملا «يأتي في سياق التوقيف السياسي الذي يتعرض له المحازبون منذ فترة طويلة، لمنعنا عن الكلام وثنينا عن نصرة أهلنا في سوريا». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «المنشور الذي أوقف على أساسه الملا، لا يتعرض للجيش اللبناني ولا يسيء له على الإطلاق، لكنه ينتقد السلطة السياسية التي لم تعطنا تصريحا لتنظيم مظاهرة في البقاع لدعم الشعب السوري، ولأنها استخدمت الجيش لمنع المتظاهرين من الوصول من بيروت إلى البقاع». وقال: «إن المنشور موضوع الملاحقة صادر عن حزب التحرير ككل وليس عن المكتب الإعلامي للحزب، وهذه الملاحقات لن تحول دون استمرار تحركنا الداعم للثورة السورية ولو بالكلمة والموقف». وردا على سؤال عما إذا كان يتضمن إساءة إلى البطريرك الراعي، بحسب ادعاء القضاء العسكري، أوضح أن «هناك منشورا خاصا تضمن انتقادا لموقف البطريرك الأخير وتخوفه من وصول السنّة إلى الحكم في سوريا». ولفت إلى أن «زوال الأنظمة الديكتاتورية والانتقال إلى مرحلة حكم الشعوب، يجب أن يشكل عامل اطمئنان للبطريرك الراعي وليس مصدر قلق»، مؤكدا أن «حزب التحرير ينتقد بطريقة مهذبة ولائقة، بعيدا عن التجريح أو التعرض للكرامات».

إلى ذلك أصدر قاضي التحقيق العسكري، عماد الزين، مذكرة وجاهية بتوقيف أسعد الخطيب، ومذكرة توقيف غيابية بحق العميد المتقاعد في الجيش اللبناني، غسان الجد، بجرم «التعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية، وتزويدها بمعلومات عن مواقع مدنية وعسكرية لبنانية»، علما أن الجد ملاحق بعدة دعاوى تتصل بالتعامل مع إسرائيل، وبحسب المعلومات فإنه على أثر اكتشاف عدد من شبكات العملاء والقبض على عدد من ضباط الجيش بهذه الجرائم، وبعد أن علم الجد أن دورية تابعة لأحد الأجهزة الأمنية حضرت إلى منزله وسألت عنه، انتقل فورا إلى مطار بيروت الدولي واشترى تذكرة السفر من المطار وغادر على أول طائرة إلى فرانكفورت، في مطلع صيف عام 2010، ومنذ ذلك الوقت بدأت الأسئلة تطرح عن مدى تورطه في العمالة مع إسرائيل، بسبب تسلمه مراكز حساسة في الجيش اللبناني، منها قائد اللواء التاسع ونائب رئيس الأركان، وكان معروفا بقربه من قيادات سياسية لبنانية نافذة. علما أن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في سياق اتهامه لإسرائيل بجريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري، أعلن في أحد المؤتمرات الصحافية أن غسان الجد كان في موقع السان جورج في الليلة التي سبقت اغتيال الحريري، وقال إن لديه صورا ووثائق تثبت ذلك.

وفي ملف آخر، باشر قاضي التحقيق العسكري، عماد الزين، تحقيقاته في الإشكال الذي وقع الأسبوع الماضي بين مناصرين لحزب الله من جهة، ومناصرين لحركة أمل من جهة ثانية، في منطقة بئر حسن، مما أسفر عن مقتل المؤهل في مخابرات الجيش اللبناني، محمد أيوب، فاستجوب أمس أربعة موقوفين هم محمد الدرّ، أحمد القاق، مصطفى عبد الله، وجهاد القاق، وأصدر مذكرات وجاهية بتوقيفهم. على أن يستجوب في وقت لاحق أربعة آخرين موقوفين أيضا على ذمة التحقيق في هذه القضية.