حضور علم ليبيا وغياب ممثلها في المؤتمر الإسلامي لوزراء التعليم العالي

تأكيدات على أهمية الجودة التعليمية.. وحضور سوري رسمي

ظهر العلم الليبي الجديد خلال الدورة الاستثنائية وسط غياب ممثل وزارة التعليم العالي بها («الشرق الأوسط»)
TT

سجلت العاصمة السعودية الرياض أمس حضورا لافتا تمثل في علم ليبيا الجديد الذي رفع لأول مرة في أواخر فبراير (شباط) الماضي بعد بداية الثورة بتاريخ 17 من الشهر ذاته، الذي رفرف في عدد من السفارات خارج ليبيا بعد سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي، في وقت غاب فيه وزير التعليم العالي الليبي.

وجاور العلم الجديد أعلام الدول الإسلامية في قاعة الأمير سلطان بقلب العاصمة الرياض. جاء ذلك خلال افتتاح أعمال الدورة الاستثنائية للمؤتمر الإسلامي لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي صباح أمس.

وليس ببعيد، فقد حضر وزير التعليم العالي السوري إلى الرياض واضعا الاضطرابات التي تشهدها بلاده جانبا وشارك ومثل بلاده خلال فعاليات المؤتمر.

وانطلقت أمس فعاليات المؤتمر الذي افتتحه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وزير التعليم العالي السعودي الدكتور خالد بن محمد العنقري.

وقال الدكتور العنقري إن «السعودية تتشرف بحضوركم وتيسر لكم إمكاناتها أملا ورغبة وتعاونا وثيقا لنجاح أعمال هذا المؤتمر والوصول إلى توصيات تحقق آمال وطموحات بلداننا التي تحرص دائما على مواصلة الرقي بالتعليم العالي ومؤسساته التعليمية والبحثية، لا سيما أن هذا المؤتمر المهم يحظي بمتابعات دولية أكيدة». وتابع: «ندرك جميعا أهمية التعليم العالي في تطور الشعوب ورقيها، ودورها الحيوي بمكوناته من الكفاءات العلمية المتميزة في إعداد وتهيئة القيادات الإدارية والفنية في جميع المجالات. ولعل عقد مثل هذا الاجتماع فرصة مواتية لإيجاد آليات جديدة ترتقي بمؤسسات التعليم العالي إلى العالمية والأخذ بأساليب الجودة في التعليم كمعيار يحقق مخرجات تقوم على عاتقها التنمية الشاملة في بلداننا وتطويرها تأكيدا وتحقيقا لما للتعليم العالي من أهمية بالنسبة لأبنائنا ومجتمعاتنا». وزاد: «الاهتمام بالتعليم العالي نابع من الحرص الأكيد ليس فقط على استمرار الرقي والنهضة، وإنما لإسراع خطى التقدم باستمرار، وهذا يتطلب منا مضاعفة الجهود في الجامعات وزيادة مقاعدها الدراسية ودعم مراكزها البحثية وتحسين جودة مخرجاتها، ومن خلالها نستشرف المستقبل ونتيح وجود شباب لديه القدرة على مواصلة التنمية والنهوض بالأمة والإسهام في ثراء العلوم على مستوى العالم بما يخدم الإنسانية».

وأشار الدكتور العنقري إلى «الاهتمام بالمعرفة وتحويل هذه المعرفة إلى اقتصاد من شأنه تحويل المجتمع إلى مجتمع معرفي يتواصل مع العالم بكل سهولة ويسر ويسهل تبادل الخبرات والتجارب بين الدول ويثريها؛ الأمر الذي يرفع من مستوى مجتمعاتنا ويرقى بها إلى مصاف المجتمعات المتطورة»، وقال: «لقد أصبحت المعلومات المتوافرة في كل مركز بحثي وبيت خبرة وإمكانية تبادل المعلومات والخبرات وتطويرها مع جميع العاملين في هذا المجال في شتى بقاع الأرض، أمرا يجعلنا نستشعر المسؤولية وأهمية مشاركة العلماء والباحثين في جميع دول العالم للإسهام معهم في تطوير العلوم الإنسانية والعلمية».

وأضاف أن «ما قام به العلماء المسلمون السابقون في الحضارة الإسلامية من جهود اعتمدت عليها العلوم الحديثة يجعلنا نستحث الهمم لمواصلة هذا الدور العظيم. وإننا في المملكة العربية السعودية نحرص على أن تكون إسهاماتنا العلمية على مستوى العالم في شتى المجالات، ونسعى لتعزيز التعاون المثمر وبناء الشراكة بين مؤسسات التعليم العالي السعودية ونظائرها العالمية».

من جانبه، قال الدكتور عبد العزيز التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، إن الدورة الاستثنائية للمؤتمر الإسلامي لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي تنعقد تنفيذا لقرار صادر عن الدورة الخامسة للمؤتمر المنعقد في كوالالمبور في السنة الماضية من أجل النظر في وثيقة تأسيسية على قدر كبير من القيمة والأهمية حول مؤشرات الأداء الرئيسية ودليل تقييم جامعات العالم الإسلامي وتحسين جودتها.

وأضاف التويجري أن تلك الوثيقة بمثابة خريطة طريق نحو النهوض بالتعليم العالي وتطوير البحث العلمي والارتقاء بالجامعات من النواحي كافة وليس من ناحية واحدة أو ناحيتين دون غيرهما، في إطار رؤية شمولية تنفذ إلى الدور المنوط بالجامعات باعتبارها مصانع للعقول المبدعة ومحاضن للكفاءات المنتجة التي ستبني الحاضر والمستقبل على هدى وبينة من العلم الذي لا يتوقف عن التطور، ومن المعرفة التي تتسع دوائرها وتمتد آفاقها.

وأشار مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلى أن عملية تقييم أداء جامعات العالم الإسلامي من النواحي كافة تهدف إلى تحسين جودتها وتأمين اعتمادها وتحقيق الأهداف الإنمائية المرسومة لها في استراتيجية تطوير التعليم العالي في العالم الإسلامي.

من جانبه، ركز داتو شري محمد خالد نور الدين وزير التعليم العالي في ماليزيا رئيس الدورة الحالية، على الجودة وضمان استمراريتها في الدول الإسلامية، مؤكدا أنها هي السبيل الأمثل في نجاح المؤسسات الجامعية.

وأشار إلى أن الجامعات الإسلامية قادرة على أن تصل إلى مصاف الجامعات العالمية إذا التزمت بأنظمة الجودة التعليمية، كما بين أن مؤشرات البحث العلمي توفر جانبا من معايير التطوير في الجامعات الإسلامية.

إلى ذلك، قال السفير عبد المعز بخاري الأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي، إنها فرصة طيبة أن يجتمع وزراء التعليم العالي في الدول الإسلامية لبحث سبل التعاون وتعزيزها، مؤكدا على أهمية التواصل بين تلك المؤسسات التعليمة في تلك الدول. وبين خلال كلمته أن من آثار التواصل، تطوير التعليم الجامعي، وتعزيز الجودة به، إضافة إلى البحث العلمي، حتى ينال العالم الإسلامي نصيبه، فيما ذكر أن هذا التجمع امتداد لاجتماع وزراء التعليم العالي في ماليزيا في العام الماضي.

وأضاف، المنهجية التي يعمل بها وزراء التعليم العالي، تكفل تحقيق الجودة في المؤسسات التعليمة الجامعية، فيما أبان أن مجموعة الخبراء في تلك الاجتماعات الماضية ركزت على جوانب تحقيق الجودة، ومن الأهمية بمكان تحقيق استراتيجيات تتعلق بالأهداف المرسومة خلال اجتماعات الدورة الماضية.

وفي تصريحات صحافية على هامش الافتتاح، أكد الدكتور أحمد السيف نائب وزير التعليم العالي السعودي أن حضور «الجودة» خلال مباحثات الوزراء أتى ليعزز من أهمية مكانتها كونها تكفل وصول تلك الجامعات إلى المستويات العالمية.

وأضاف السيف أن الوزراء سيركزون على أهمية توطين الكوادر البشرية من أعضاء هيئة التدريس والخبراء داخل إطار الدول الإسلامية، فيما شدد على النمو السريع في مسارات التعليم العالي في السعودية والوطن الإسلامي عموما مما استوجب عقد هذا التجمع، وتشمل نموا في عدد من العلوم والمعارف، إضافة إلى مجالات البحث العلمي.