مسؤولان ليبيان لـ«الشرق الأوسط»: الحكومة تتعهد تقديم الرعاية الصحية للمقرحي

تعامل حذر مع قضية مدان لوكربي يسيطر على أقاربه وقيادات الثوار

عبد الباسط المقرحي على سرير المرض
TT

تعهد اثنان من المسؤولين في الحكومة الليبية أمس، بتوفير الرعاية الصحية اللازمة للمدان الرئيسي في قضية لوكيربي، عبد الباسط المقرحي، بعد أن أفادت تقارير أمس، بأن حالته تدهورت في ظل إهمال كبير تعرض له، بعد سقوط العاصمة طرابلس في أيدي الثوار وهروب العقيد الليبي معمر القذافي منها. بينما قال ابن عم للمقرحي، إن عائلته تأمل تدخلا عاجلا لتوفير العلاج والرعاية له، والأهم «حماية بيته من هجمات المسلحين». وشكا المقرحي، الذي بدا في شريط فيديو سجل له أول من أمس، من الإهمال الشديد، ومن تعرض بيته للاقتحام من قبل مسلحين، وسرقة سيارات أسرته. كما شكا من نقص في الأدوية اللازمة لعلاجه. وقال مسؤولان في وزارتي الصحة والثقافة الليبيتين، ردا على أسئلة «الشرق الأوسط»، حول موقف الحكومة الليبية من شكاوى المقرحي، إن الحكومة الجديدة لن تتخلى عنه. قال المسؤول الأول: «لا أتوقع أن يتم تجاهله. نحن متفقون على أنه يستحق العلاج، ولكن هذا يتطلب بعض الإجراءات في المرحلة الجديدة». وأضاف المسؤول الثاني، تعليقا على ما أفاد به المقرحي من تعرض بيته للاقتحام من قبل مسلحين، إن «السبب يرجع لحالة التسيب والفوضى التي تعقب سقوط الأنظمة. في مثل هذه الأحوال تكون هناك ميوعة في النظام الإداري». وبدا من حديث المسؤولين اللذين طلبا عدم الإفصاح عن اسميهما، أن قضية المقرحي بالنسبة للحكومة لليبية، أصبحت في ذيل الاهتمامات، حيث أشار المسؤول الأول في وزارة الصحة، عبر الهاتف من طرابلس، إلى أن ملف المرضى أصلا أصبح بندا ثانيا، لأن القضية الأساسية هي «ملف الجرحى الذين يصل عددهم لعشرات الألوف».

وترتبط قضية المقرحي بالنسبة لكثير من الليبيين بنظام العقيد الليبي معمر القذافي، ونجله سيف الإسلام، وهما شخصيتان أصبحتا مكروهتين لدى حكام ليبيا الجدد. ويعتقد أن المقرحي كان يخدم في مخابرات القذافي. ولعب سيف الإسلام نجل العقيد الليبي دورا في الإفراج الصحي عن المقرحي، والعودة معه على متن طائرة، قادما من سجن اسكوتلندي قبل عامين. ونفى عبد الباسط المقرحي في تسجيلين لوكالة وصحيفة غربيتين، أن يكون قد تورط في أي إساءة إلى حقوق الإنسان خلال أيام خدمته. وبدا المقرحي الذي أفرج عنه بسبب معاناته من سرطان في مرحلة متقدمة، هزيلا وشاحبا. وقال إن رئيس أسر ضحايا لوكيربي، ويدعى الدكتور صوير، أرسل له بريدا إلكترونيا قبل يومين لمساعدته في علاجه. وأضاف: «أول من أمس بعث لي دكتور صوير، إيميل يقول لي فيه، إن هناك دواء جديدا.. مسكين يحاول يساعدني، قال لي كيف تحصل هذا الدواء»، مشيرا إلى زيارة قام بها صوير للمقرحي أثناء وجوده في السجن. وتابع المقرحي، إن صوير قال له «نحن لا نؤمن بإدانتك». وأضاف المقرحي: «هذا حق سوف يظهر في يوم من الأيام، وإن شاء الله قريبا في حدود شهور من الآن، سترون حقائق جديدة للعلن. أنا لا أريد أن أتكلم في ذلك لأن هناك من يتولى ذلك وهم الآن وصلوا إلى نتائج».

وقال المقرحي إنه عومل معاملة سيئة «الدواء وكل الأدوية نقصت علي.. في الأخير يقولون لي في (المركز) الطبي (بطرابلس)، اذهب وابحث مثلك مثل غيرك عن الدواء، على الرغم من أن الاتفاقية بيننا وبين بريطانيا (تدعو لرعايته صحيا)».

ومضى المقرحي قائلا: «أنا إنسان مريض.. للآن عندي مشكلة في الدواء. يعني هذا تقصير. لماذا؟ أنا لم أسئ إلى أحد في حياتي. أنا ليست لدي مشكلة مع أحد».

وعند سؤاله عن الثورة الجارية في ليبيا، قال: «لا نعرف ما هي 17 فبراير (شباط) ولا أعرف ما هي المناسبة أصلا. أنا لا أعرف عنها شيئا. أنا لا أتابع الأخبار أنا رجل مريض.. أنا أسمع من الصغار، لكن حين تسألني عن رأيك وما رأيك.. هذا لا تسأله لواحد مريض يقابل ربه في أي لحظة».

وتحدث المقرحي عن انتهاك لبيته، وأوضح: «أنا كل يوم وأنا راقد أسمع طائرات تضرب من فوق. كل يوم لا (أستطيع أن) أنام.. بيتي انتهك كسروا بابه.. خشوا له.. سيارتي يسرقوها، سيارتي وسيارة زوجتي وأولادي. لم يكن لدي سيارة من الدولة الليبية. يسرقوها.. بابه الرئيسي كسروه. مرة يقولا هؤلاء ثوار كذا.. وبعد نص ساعة يأتي مسلحون بأسلحة (لاقتحام المنزل مرة أخرى)».