مصدر دبلوماسي مصري: رفضنا طلب القذافي غلق الحدود مع ليبيا في بداية الثورة

قال إن الاتصالات بالمجلس الانتقالي بدأت قبل الاعتراف به رسميا

TT

قال مصدر دبلوماسي مصري لـ«الشرق الأوسط»، إن العقيد الليبي معمر القذافي طلب، في بداية الثورة على نظام حكمه، في السابع عشر من فبراير (شباط) الماضي، غلق الحدود المصرية مع ليبيا، إلا أن مصر رفضت الطلب. وأشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لحساسية موقعه، إن الاتصالات بين القاهرة والمجلس الانتقالي، الذي تشكل لتمثيل الثوار، بدأت قبل اعتراف مصر رسميا بهذا المجلس.

وكشف المصدر عن ما سماه مهازل ارتكبها نظام القذافي وأعوانه وقواته في حق البعثة الدبلوماسية المصرية في ليبيا، وبالأخص القنصلية المصرية في بنغازي.

ومنذ اندلاع الأحداث في ليبيا، تتعامل الدبلوماسية المصرية مع ملف العلاقات مع ليبيا بالكثير من الحذر الإعلامي، لكن يمكن القول إنه حذر فرضه الأمر الواقع المتمثل في وجود ما يقرب من مليون ونصف مليون مصري في ليبيا، كانت حياتهم مهددة من ثلاث مصادر: «بطش القذافي» و«نيران الناتو» و«غضب الثوار».

وقال المصدر: «قبيل بدء المواجهات المسلحة في ليبيا في 17 فبراير الماضي، كانت هناك بوادر على أن الثورة لن تكون سلمية، وعليه اتخذت وزارة الخارجية المصرية والبعثة المصرية في بنغازي، بعض الإجراءات الاحترازية للحفاظ على أرواح المصريين العاملين هناك، إلا إن المفاجأة كانت مع بداية المواجهات في بنغازي، حيث فوجئت البعثة بهروب الحراسة المحلية على مقري المكاتب والسكن المخصص للسفير، أشرف شيحة، قنصل مصر في بنغازي».

وأضاف أن حالة فوضى شاملة اندلعت في المدينة مع انقطاع الاتصالات بين بنغازي والعالم الخارجي، لكن البعثة المصرية فوجئت بطلب نظام القذافي، رسميا، غلق مقر البعثة في بنغازي، وأنه ونظامه غير مسؤولين عن أمنها، بالإضافة إلى طلبه في بداية ثورة 17 فبراير غلق الحدود الليبية الشرقية مع مصر، وتابع المصدر أن الخارجية المصرية رفضت هذا الطلب. ويضيف المصدر أنه بحلول يوم 20 مارس (آذار) الماضي كان أعضاء البعثة قد تمكنوا، وهم تحت القصف المتبادل بين المتقاتلين الليبيين، من ترتيب خروج 22.000 مواطن مصري عبر الطريق البري إلى السلوم على الحدود المصرية، حيث شهد ذلك اليوم محاولة كتائب القذافي اقتحام بنغازي.

وأضاف أنه «نظرا لانقطاع جميع أشكال الاتصال بين القاهرة وطرابلس في ذلك اليوم، لم تتمكن البعثة الدبلوماسية من طلب العون، وفوجئت بهجوم شامل على بنغازي من قبل كتائب القذافي التي استخدمت أنواعا مختلفة من الأسلحة الثقيلة. وقد تعرضت دار السكن الخاصة بالقنصل وأعضاء القنصلية للقصف، فقام السفير شيحة بإخلاء مقر البعثة ومغادرة المبنى بعد تأمينه، حيث وصل أعضاء البعثة إلى السلوم صباح يوم 22 مارس بمعجزة».

وعادت البعثة المصرية للعمل في بنغازي بعد أيام من تدخل حلف الناتو، وبعد توفير هواتف للبعثة متصلة بالأقمار الصناعية، و«استمرت البعثة المصرية في بنغازي في عملها المعتاد تحت ظروف أمنية بالغة السوء، وتولت مهمة الاتصالات السياسية وتمثيل مصر أمام المجلس الوطني الانتقالي، الذي كان بدأ يحصد الاعترافات الدولية، ولم تكن مصر قد اعترفت به رسميا بعد».

وتابع قائلا، إن البعثة تعرضت للحصار بفعل الكثير من المظاهرات التي قام بها أهالي بنغازي من الليبيين والمصريين، مطالبين بسرعة اعتراف مصر بالمجلس الانتقالي، والإعلان رسميا عن قطع العلاقات مع نظام القذافي.