أزمة طائفية ثانية في صعيد مصر بسبب تحويل منزل لكنيسة

يفاقمها غياب قانون موحد لبناء دور العبادة

TT

للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، وفي ظل غياب قانون موحد لبناء دور العبادة في مصر، تجددت أجواء أزمة طائفية جديدة، بعدما اشتبك مسلمون ومسيحيون في صعيد مصر بسبب شروع مسيحيين في تحويل منزل إلى كنيسة، بعد أن دأبوا على إقامة الصلوات والشعائر الكنسية فيه.

وتجمع مئات المسلمين من سكان قرية المدمر بمحافظة سوهاج (500 كيلومتر جنوب القاهرة) الليلة الماضية أمام منزل يملكه أحد المسيحيين بالقرية، دأب على استضافة قساوسة فيه لإقامة الصلوات والشعائر الكنسية، مما أدى لإثارة اعتقاد لدى سكان القرية بأنه في طريقه للتحول إلى كنيسة.

وقال شهود عيان بالقرية لـ«الشرق الأوسط»: «مالك المنزل أنور شنودة اشتراه عام 2003، ومنذ ذلك الوقت وهو يقيم بداخله الشعائر الكنسية وأجرى بعض التغييرات في واجهة المنزل لتحويله إلى كنيسة»، في حين قالت مصادر كنسية لـ«الشرق الأوسط» إن «الشباب المسلم حاصر كنيسة موجودة في القرية وحاولوا اقتحامها إلا أن قوات الأمن تدخلت لمنعهم».

من جهتها، أكدت مصادر أمنية أن «مالك المنزل لا يملك ترخيصا بتحويل المنزل إلى كنيسة»، مشيرة إلى أنه «تم نشر أعداد من قوات الأمن المركزي داخل القرية للسيطرة على الموقف»، مؤكدة أنه تحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق.

وشهد الأسبوع الماضي اشتباكات طائفية بين مسلمين ومسيحيين في محافظة أسوان بأقصى جنوب مصر، احتجاجا على محاولة مسيحيين تحويل «مضيفة» إلى كنيسة بمدينة إدفو في محافظة أسوان (750 كيلومترا جنوب القاهرة)، حيث اندلعت اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين بقرية الماريناب بمركز إدفو شمال محافظة أسوان.

وقال اللواء مصطفى السيد، محافظ أسوان، إن محاولة تحويل المضيفة لكنيسة مخالفة للقانون، مؤكدا أنه لم يكن هناك تصريح لبناء كنيسة في هذه القرية وكان التصريح فقط بإعادة بناء مضيفة على مساحة 280 مترا، والتي كانت في الأصل عبارة عن منزل قديم للمواطن معوض يوسف، وأن تحويله إلى كنيسة تسبب في احتقان وإثارة أهالي القرية. وأدت تصريحات محافظ أسوان إلى مظاهرات مسيحية في القاهرة أمام الكاتدرائية المرقسية (المقر البابوي)، احتجاجا على تصريحات محافظ أسوان، ومطالبين بإقالته.

وعادة ما تنشب اشتباكات طائفية بين المسلمين والمسيحيين بسبب محاولات تحويل منازل مملوكة لمسيحيين إلى كنائس، خاصة في صعيد مصر، حيث يوجد بعض القرى التي يشكل فيها المسيحيون أغلبية عددية.