اليمن: أنباء متضاربة عن مقتل القائد الجديد للواء «63 حرس جمهوري».. وقتلى في صنعاء

مصدر قبلي لـ «الشرق الأوسط» : القصف يوميا على أرحب.. وأكثر من 100 قتيل

ضابط يمني منشق يردد شعارات تطالب بسقوط النظام أثناء مسيرة احتجاج نظمها مناوئون في صنعاء أمس (رويترز)
TT

قُتل قائد عسكري يمني جديد، أمس، في منطقتي أرحب ونهم بشمال صنعاء في حادث تضاربت الأنباء بشأنه، في وقت قتل فيه 3 أشخاص في حادثين منفصلين بالعاصمة صنعاء، وقالت مصادر مطلعة في أرحب لـ«الشرق الأوسط» إن القائد الجديد لمعسكر اللواء «63 حرس جمهوري»، العميد حميد القاضي، قُتل في انفجار لغم بسيارته في المعسكر في أول يوم لتسلمه مهامه خلفا للعميد عبد الله الكليبي الذي قُتل قبل بضعة أيام إبان اقتحام مسلحين قبليين مؤيدين للثورة للواء العسكري وقتل قائده وعدد من الضباط والجنود وأسر آخرين. وتحدثت مصادر أخرى عن أن مقتل العميد القاضي تم بواسطة قذيفة، في حين لم تتحدث أي مصادر رسمية عن الحادث حتى اللحظة، غير أن مصدرا عسكريا نفى ما تناولته الأنباء بشأن مقتل القائد العسكري القاضي، ليظل الخبر محط أنباء متضاربة، وقال المصدر العسكري إن الأنباء عبارة عن «مزاعم كاذبة ومضللة وليس لها أي أساس من الصحة، وإنها تندرج في سياق سلسلة الأكاذيب والشائعات المغرضة لمرضى النفوس من المتمردين وبعض القيادات المتطرفة في أحزاب اللقاء المشترك، خصوصا حزب الإخوان المسلمين، التي تبحث لنفسها عن نصر وهمي، مستخدمة شتى أساليب الكذب والتضليل وتزييف الحقائق». من جانبه، تجنب محمد مبخوت، الناطق باسم قبائل أرحب، تأكيد مقتل قائد اللواء «63» وقال إنه ليست لديهم معلومات أكيدة حتى اللحظة، وأشار مبخوت في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الاعتداءات لقوات الحرس الجمهوري ما زالت مستمرة في أرحب على السكان المدنيين»، وقال إن عدد القتلى في صفوف سكان المنطقة، خلال الأشهر القليلة الماضية، بلغ أكثر من 100 شخص وأكثر من 200 جريح و13 ألف نازح في الكهوف والجبال يتكونون من 1500 أسرة. وفي التطورات الميدانية بصنعاء، قُتل شخص واحد على الأقل، في «ساحة التغيير» وجُرح آخرون، وذلك في قصف مكثف نفذته القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح على الساحة أمس، بالتزامن مع مسيرات حاشدة خرجت للمطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح. ولقي شخصان مصرعهما في شارع الرياض (هائل سابقا)، أحدهما طفل، في سقوط قذيفة على أحد المنازل من قصف استهدف الشارع التجاري والسكني المهم في صنعاء، الذي تسيطر عليه قوات «الفرقة الأولى مدرع» بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، المؤيد للثورة، وهذا هو الحادث الثاني من نوعه في يومين؛ حيث قتل طفل، أول من أمس، في قصف مماثل. لكن مصدرا في وزارة الداخلية اليمنية أرجع مقتل الشخصين إلى قيام «عناصر من ميليشيات الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) وميليشيات المنشق على محسن بإطلاق قذيفتين (آر بي جي) على محل تجاري بشارع هائل، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة ثالث وتدمير محتويات المحل»، وأشار إلى أن «الأجهزة الأمنية تلقت بلاغات من شهود عيان كانوا موجودين في منطقة الحادث أفادوا فيها بأنهم شاهدوا صاحب المحل عندما فتح محله وجاءت الميليشيات لإغلاقه وعند رفضه باشرت الميليشيات بإطلاق القذيفتين والأعيرة النارية». وقالت مصادر رسمية يمنية إن قياديا في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، وهو رجل الأعمال وعضو مجلس الشورى يحيى الحباري، نجا من محاولة اغتيال في حي الحصبة بصنعاء، واتهمت السلطات مسلحين ممن تصفهم بـ«عصابات أولاد الأحمر»، في إشارة إلى زعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر، وأشقائه، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن الحباري قوله: «أثناء عودتي من مجلس الشورى وأنا في شارع صعدة، بداية شارع مازدا، بمنطقة الحصبة، في الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم (أمس) فوجئت بمجموعة من المسلحين الملثمين من عصابات أولاد الأحمر يطلقون النيران وبكثافة باتجاه سيارتي التي أصابتها عدة طلقات، لكن عناية الله أنجتني ومن معي من هذا الاعتداء الإرهابي الآثم». على صعيد آخر، شهد شارع الستين، المجاور لساحة التغيير بصنعاء، حشدا وُصف بالمليوني، للمناهضين لنظام الرئيس علي عبد الله صالح والمطالبين برحيل نظامه، وذلك في سياق ما سمي «التصعيد الثوري السلمي» من أجل رحيل النظام.

وعلى صعيد الحرب على «القاعدة»، قتل 4 جنود يمنيين وأصيب 6 آخرون بجروح ليل الاثنين - الثلاثاء في سياق المعارك المستمرة مع مسلحي «القاعدة» في مدينة زنجبار الجنوبية وفق ما أفاد مصدر عسكري ميداني لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال المصدر: «إن جنديين قتلا في انفجار لغم أثناء تقدم وحدة الجيش في حي باجدار، بينما قتل اثنان آخران في عمليات قنص تنفذها (القاعدة)». وقد أكد مصدر طبي في مستشفى باصهيب العسكري في عدن أن المؤسسة «استقبلت 4 جثث وعددا من الجرحى صباح الثلاثاء». وحول الوضع الميداني، قال المصدر العسكري إن المعارك تتركز حاليا في الأحياء الشرقية للمدينة بالإضافة إلى مدخلها الجنوبي، حيث تتقدم وحدات الجيش لتضيق الخناق على مسلحي «القاعدة»، على حد قوله. وأكد المصدر أيضا أن «(القاعدة) لجأت إلى زرع الألغام في الطرق المؤدية إلى وسط المدينة، ناهيك عن استخدام القناصة». كما أشار المصدر العسكري إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف «القاعدة». وذكرت مصادر محلية أن 3 من عناصر «القاعدة» لقوا مصرعهم مساء الاثنين في كمين نفذه مسلحون قبليون موالون للجيش في إحدى ضواحي زنجبار. كما ذكر مصدر محلي أن 4 مسلحين مرتبطين بـ«القاعدة» قتلوا أمس الاثنين في غارة جوية شنها سلاح الجو على نقطة تفتيش في قرية شقرة الساحلية شرق زنجبار. يذكر أن تنظيم القاعدة عزز وجوده بشكل كبير في جنوب اليمن خلال الأشهر الأخيرة، لا سيما في محافظة أبين التي يسيطر على عدة مدن فيها، واستفاد التنظيم من ضعف وتفكك الدولة المركزية اليمنية التي يواجه رأسها علي عبد الله صالح حركة احتجاجية واسعة مطالبة بإسقاطه.

وفي نهاية مايو (أيار)، سيطر مئات المسلحين المرتبطين بـ«القاعدة»، الذين يطلقون على أنفسهم اسم «أنصار الشريعة»، على زنجبار عاصمة أبين، وتحاول القوات الحكومية منذ بداية سبتمبر (أيلول) استعادة السيطرة على هذه المدينة لكن دون تحقيق نتيجة حاسمة حتى الآن.