الصومال: مقتل 70 في هجوم انتحاري على مجمع حكومي في مقديشو

بواسطة شاحنة مفخخة.. وحركة الشباب أعلنت مسؤوليتها

آثار التفجير الانتحاري على وجه أحد المصابين في وسط العاصمة مقديشو (أ.ب)
TT

قتل 70 شخصا على الأقل وأصيب نحو 100 آخرين في هجوم انتحاري استهدف مجمعا حكوميا يضم مقرات لعدد من وزارات الحكومة الصومالية في منطقة «كيلو أربعة» بوسط العاصمة مقديشو. ونفذ الهجوم بواسطة شاحنة مفخخة قادها انتحاري تمكن من تفجيرها في البوابة الرئيسية للمجمع الحكومي.

ويضم المجمع المستهدف عددا من مقار الوزارات، أبرزها وزارة الخارجية ووزارة الصحة ووزارة التعليم ووزارة التجارة، والمعهد الدبلوماسي وعددا آخر من الهيئات الحكومية. وأعلنت حركة الشباب عن مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت إن أحد عناصرها نفذ الهجوم بواسطة الشاحنة الملغومة مستهدفا اجتماعا للوزراء في المكان لكنها لم تخض في التفاصيل.

ومن بين القتلى والجرحى عدد كبير من المدنيين من بينهم طلبة كانوا يراجعون وزارتي التعليم والخارجية بخصوص منح دراسية حصلوا عليها ضمن برنامج المساعدات التعليمي الذي تلقته الحكومة الصومالية من عدد من الدول.

وفي بيان مقتضب، قالت الحكومة الصومالية «إن معظم الذين قتلوا في الهجوم كانوا طلبة صوماليين كانوا ينتظرون نتائج امتحانات المنح الدراسية الخارجية، والذين جاءوا مع أولياء أمورهم لمراجعة وزارة التعليم العالي». وأضاف البيان الحكومي أن «أحدا من المسؤولين الحكوميين لم يصب في الهجوم». وتابع البيان الحكومي بأن هذا الهجوم دليل واضح على أن التهديد الذي يشكله الإرهابيون لم ينتهِ بعد.

ويعد هذا الهجوم الانتحاري الأول من نوعه الذي تنفذه حركة الشباب المجاهدين المصنفة أميركيا بأنها ذراع تنظيم القاعدة في القرن الأفريقي، منذ قيام الحركة بسحب مقاتليها من العاصمة مقديشو بداية أغسطس (آب) الماضي. وقد دمر الهجوم واجهة المجمع الحكومي الذي يضم 8 وزارات حكومية، وتأثرت المباني القريبة بدرجات متفاوتة بالهجوم، فيما تناثرت الجثث المتفحمة حول المبنى لأن الشاحنة المفخخة التي استخدمت في الهجوم كانت مليئة أيضا ببراميل الوقود وكميات كبيرة من المتفجرات.

ميدانيا، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات حركة أهل السنة والجماعة (الطرق الصوفية) الموالية للحكومة الصومالية وبين مقاتلي حركة الشباب المجاهدين في مدينة «طوسامريب» بوسط الصومال. وأفاد شهود عيان في المدينة لـ«لشرق الأوسط» بأن مقاتلي الشباب سيطروا على المدينة لفترة قصيرة لكنهم تراجعوا عنها. وتسيطر حركة الشباب المجاهدين المعارضة على الجزء الأكبر من وسط وجنوب الصومال، لكن القوات الحكومية التي تم تدريبها في قواعد عسكرية على الجانب الإثيوبي من الحدود استعادت السيطرة على عدد من المدن في الإقليم.

ويجري الحديث حاليا عن تحرك عسكري حكومي بدعم من إثيوبيا لاستعادة السيطرة على إقليم جنوب غربي الصومال، وتحرك عسكري مواز بدعم من كينيا لإزاحة مقاتلي حركة الشباب من مناطق جنوب شرقي الصومال. وقد كسبت قوات الحكومة الصومالية بمساندة قوات الاتحاد الأفريقي المعركة في مقديشو، وأجبرت مقاتلي حركة الشباب علي الانسحاب منها، لكن تخوض معركة طويلة لاستعادة باقي إقليم وسط وجنوب الصومال الخاضع لحركة الشباب.