أبناء «الربيع العربي» في مقدمة مرشحي نوبل للسلام

ترجيحات بفوز التونسية لينا بن مهنا والمصرية إسراء عبد الفتاح مناصفة بالجائزة

TT

رغم السرية المفرطة التي تفرض دائما على لوائح المرشحين لجائزة نوبل للسلام، فإن التغيرات التي أحدثها الربيع العربي على خارطة منطقة الشرق الأوسط، بل والعالم بأسره، فرضت نفسها كعامل مرجح لاختيار إحدى الشخصيات التي أسهمت في ازدهار الربيع العربي كفائز بالجائزة الرفيعة لهذا العام، والتي ستعلن الجمعة المقبل في العاصمة النرويجية أوسلو.

وظهر مؤخرا أحد المؤشرات القوية على ذلك الترجيح، وهو ما قاله ثورنبيورن ياغلاند، رئيس لجنة نوبل، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية للأنباء الأسبوع الماضي.. حيث علق على الأمر قائلا: «وجدان فائز؟ يمكنني أن أقول إن الأمر لم يكن صعبا هذه السنة».. بل إنه أضاف: «هناك بالتأكيد ميول مقلقة في العالم تذهب في الاتجاه المعاكس للسلام لكن هناك أيضا عدة اتجاهات إيجابية».

وأتاحت الحركات الاحتجاجية الشعبية، التي شهدتها دول مثل تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن منذ مطلع العام ضد أنظمة حكمتها لفترات طويلة من الزمان، تنوعا واسعا للجان الاختيار لانتقاء الفائز بالجائزة هذا العام من بين عشرات الناشطين والسياسيين الذين أثروا بقوة في طبيعة وتوجه هذه الحركات، والتي نجحت في التخلص من رأس النظام في كل من تونس ومصر، وما زالت تطارد العقيد القذافي في دروب الصحراء الليبية، بينما يواصل السوريون محاولاتهم أمام الرئيس بشار الأسد.

ويعتلي قمة الأسماء المرجحة للجائزة كل من المدونة التونسية لينا بن مهنا (27 عاما)، والمصريين إسراء عبد الفتاح (33 عاما) وأحمد ماهر (30 عاما) ووائل غنيم (31 عاما).. إلى جانب كل من سفيتلانا غانوشكينا (69 عاما) التي شاركت في تأسيس منظمة ميموريال الروسية والأفغانية سيما سمر (54 عاما) المناضلة في مجال حقوق المرأة، من خارج دول الربيع العربي. إضافة إلى قناة «الجزيرة» الفضائية والاتحاد الأوروبي والناشطة السلمية الليبيرية ليما غبوي والمنشق الكوبي اوسفالدو بايا سارديناس والمستشار الألماني السابق هلموت كول.

ورغم أن الجائزة التي منحت خلال 110 أعوام سابقة لم تحصل عليها سوى 12 امرأة، آخرها للكينية وانغاري ماثاي عام 2004، فإن المراقبين والمحللين يرجحون أن حظوظ كل من لينا بن مهنا وإسراء عبد الفتاح، إما مناصفة أو إحداهما، هي الأفضل من بين 241 شخصية ومنظمة تتنافس هذه السنة على هذه الجائزة، كونهما رمزين جيدين للفتاة المسلمة الشرق أوسطية المعتدلة، التي تستطيع استخدام الوسائط الإلكترونية الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي في التأثير العام في ذات الوقت.

يذكر أن ياغلاند، رئيس اللجنة ألمانحة، اعتاد على إرباك الرأي العام العالمي باختياراته على مدار الأعوام السابقة، حيث منح جائزة السلام عام 2009 إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد أشهر قليلة على وصوله إلى البيت الأبيض، في مفاجأة مدوية، ثم ما لبث أن منحها إلى المنشق الصيني المسجون ليو شياوباو العام الماضي، مما أثار سخط بكين.

وحتى الساعة التاسعة صباح الجمعة المقبل، بتوقيت غرينتش.. سيظل التساؤل قائما.. ولكنه سيحظى هذه العام، أيا كان الاختيار، بتأييد وتوافق عالمي على ما يبدو على عكس السنوات السابقة.