استمرار الاشتباكات في إدلب.. والمظاهرات تصل إلى قلب دمشق بالقرب من القصر الرئاسي

طلاب مدرسة في دوما يغيرون اسم مدرستهم من «الباسل» إلى «الحرية».. والأمن ينفذ حملة اعتقالات ضدهم

مظاهرة طلابية في حاس بإدلب أمس ترحيبا بالمجلس الوطني
TT

استمرت الاشتباكات في إدلب أمس بين المنشقين عن الجيش والقوات السورية، في وقت ظهرت فيه حصيلة جديدة من القتلى المدنيين يوم أمس سقطوا برصاص الأمن، في وقت قال فيه ناشطون في حمص إنه تم العثور صباح أمس على جثتي طفلين مقتولين ومرميين في حاوية القمامة في حي الإنشاءات.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن «الاشتباكات استمرت أمس في جبل الزاوية بمحافظة إدلب، في مثلث كفرحايا - شنان - سرجة بين جنود معسكر للجيش في المنطقة ومسلحين يعتقد أنهم منشقون عن الجيش»، وأدت إلى مقتل ثلاثة جنود من الجيش السوري ومواطن مدني.

وقتل ثلاثة مدنيين في حمص فيما اغتيل ناشط شيوعي في هذه المدينة أيضا. وقال المرصد «استشهد ثلاثة مواطنين في إطلاق رصاص من قبل حاجز أمني في قرية الدار الكبيرة قرب مدينة تلبيسة» في ضواحي حمص على بعد 160 كلم شمال دمشق أمس. وأضاف: «اغتيل الناشط الشيوعي مصطفى أحمد علي البالغ من العمر 52 عاما برصاص مجهولين في حي جب الجندلي» مساء أول من أمس، في مدينة حمص. كما قتل، الاثنين، طفل في الحي نفسه برصاص أطلق على السيارة التي كانت تقله مع والده الذي أصيب بجروح فيما قتل مواطنان آخران قرب مدينة القصير، وعثر على جثث أربعة مدنيين في ضواحي مدينة حمص كما أضاف المصدر نفسه.

وقالت مصادر محلية في حمص، إن الفتاة الشابة بشرى الزين التي تعرضت للاختطاف يوم أول من أمس عادت إلى بيت أهلها يوم أمس سالمة دون ذكر أي تفاصيل أخرى حول هوية الخاطفين. وبشرى ابنه زينات غليون، قريبة المعارض السوري برهان غليون. وقد أثار اختطافها أول من أمس من بيت جدها في حي جب الجندلي استياء عاما في الشارع السوري. وهدد ناشطون في حمص بالرد في حال لم تعد إلى بيتها سالمة خلال 24 ساعة، ووضعوا العملية في سياق عمليات اختطاف الفتيات في حمص التي تزايدت في الفترة الأخيرة.

وقال ناشطون في حمص، إن قوات الأمن قامت في الساعة العاشرة تقريبا من صباح أمس بتصوير تمثيلي لعملية فك قنبلة ديناميت بحضور قناة محلية، حيث أحضرت سيارات فان تحمل عناصر من الأمن قاموا بإنزال جسم متوسط الحجم قريبا من مدرسة عبد المهيمن عباس للبنات، وبعدها بدأ الفريق التلفزيون بتصوير عملية اكتشاف قنبلة يفككها عناصر الأمن بنجاح. وأعقب ذلك إطلاق خمس طلقات نارية في الهواء مما أثار حالة ذعر بين الطالبات في المدرسة القريبة ودفع الأهالي للتوافد إلى المدرسة للاطمئنان على بناتهم. واعتبر الناشطون الذين بثوا الخبر أن تلك التقارير التمثيلية التي يبثها الإعلام المحلي، هي «تهيئة للرأي العام لعمليات تفجير قد تستخدم في الأيام المقبلة».

إلى ذلك، استمرت المظاهرات الطلابية بالخروج من المدارس في عدة مناطق من البلاد، خرجت مظاهرة طيارة في حي المهاجرين بالعاصمة دمشق قريبا من مكاتب رئاسة الجمهورية، في تطور لافت ليس الأول من نوعه، بل هي المظاهرة الثانية خلال أيام قليلة استدعت حملة اعتقالات عشوائية واستنفارا أمنيا في المنطقة.

وقال ناشطون إن المظاهرة التي خرجت بالقرب من القصر الرئاسي، كانت ردا على اعتقالات عشوائية جرت في الشارع في المهاجرين قبل أيام عقب مظاهرة طيارة خرجت تطالب بالحرية، حيث تم اعتقال فتاتين بطريقة استفزازية. وهتفت المظاهرة للحرية للأبد وطالبت بإعدام الرئيس، مما أثار حفيظة قوات الأمن في المنطقة وتم تعزيز وجودها بكثافة أعلى مما هي عليه.

وخرجت مظاهرة في دمشق بعد انتهاء الدوام من مدرسة عزة حصرية في حي الميدان وسارت باتجاه مدرسة الكواكبي قبل أن يتم تفريقها.

وفي ريف دمشق، قام طلاب مدرسة «الباسل» في مدينة دوما، بتسمية مدرستهم «الحرية»، وانطلقوا بمظاهرة سرعان ما انقضت عليها قوات الشرطة لتعتقل عشرة منهم. وانتشر الأمن بشكل مكثف في مدينة دوما عند مفرق مسرابا وشارع الجلاء ودوار البلدية وحول محيط مدرسة «الباسل»، مع انتشار للقناصة في بعض الأماكن ووصول باصين للأمن والشبيحة عند الساعة 12 ظهرا. وجرى تفتيش هويات المارة في أول شارع القوتلي في ظل أنباء عن اعتقال نحو 10 طلاب من مدرسة «الباسل»، وذلك بعد قيام طلاب في المدرسة بتغيير اسم المدرسة من «الباسل» إلى «الحرية». وقد تمكن أحد الطلاب من تصوير ذلك، وبعد تم نشر التعزيزات الأمنية إلا أن ذلك لم يمنع خروج مظاهرات طلابية من المدارس في أحياء أخرى من مدينة دوما.

وفي مدينة بانياس الساحلية التي تعرضت لعدة حملات عسكرية وأمنية وقطعت أوصالها لمنع خروج مظاهرات فيها، خرجت أمس فيها مظاهرة طلابية من مدرسة الثورة الابتدائية وسرعان ما اقتحم الأمن المدرسة واعتقل عشرة أطفال، كما تم التهجم على مديرة المدرسة وحصلت مشادات بين الأهالي وعناصر الأمن لمنع اعتقال الأولاد دون جدوى.

وفي شرق البلاد، قالت مصادر محلية إن حملة مداهمات واسعة قام بها الأمن والشبيحة في عدة أحياء في مدينة البوكمال وجرى اعتقال أكثر من 20 شخصا، وترافقت الحملة بإطلاق نار عشوائي في المدينة وأنباء عن إصابات في جهة البساتين بعد إطلاق النار من جهة شارع الكورنيش.

في تلك الأثناء أحيل عدد من النشطاء الشباب إلى النيابة العامة بعد اعتقالهم لأكثر من 50 يوما لدى الأمن السياسي. وقال ناشطون أمس إن الصحافيين رودي عثمان وعمر الأسعد، والناشطين الشباب هنادي زحلوط وعاصم حمشو وشادي أبو الفخر وغيفارا سعيد، واجهوا اتهامات بـ«تأسيس جمعية غير مشروعة - تنسيقية دمشق على موقع (فيس بوك) - والتحريض على التظاهر والتخطيط له، والتعامل مع رامي نخلة» المدون والناشط الذي تصنفه السلطات كعميل، والمتواري جهاد سينو. ووجهت إليهم اتهامات بالاتصال بجهات مشبوهة (منظمات حقوق الإنسان الدولية). وأضاف الناشطون ممن حضروا إلى القصر العدلي أن النيابة العامة لم تقم بتوجيه التهم القانونية بعد لتأخر وصول ملف الدعوة وأيضا لكبر حجمه، وإن تم وضع المعتقلين قيد الاحتجاز المؤقت ريثما يبت القاضي بوضعهم ويوجه التهم إليهم.