عضو «تنفيذية» المنظمة: بلير مارس الألاعيب والتضليل

قال لـ «الشرق الأوسط»: الاستراتيجية الفلسطينية.. تحصيل العضوية وإنجاز المصالحة وتعزيز المقاومة

TT

قال الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن الاستراتيجية التي تعتمدها القيادة الفلسطينية حاليا تتمثل في مواصلة الجهود الهادفة لقبول فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة وتحقيق المصالحة الوطنية وتكثيف المقاومة الشعبية السلمية ضد الاحتلال والمشروع الاستيطاني. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال أبو يوسف إن هناك إجماعا وطنيا فلسطينيا في الوطن والشتات على مواصلة الجهود الهادفة لتأمين قبول فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة، مستدركا أن استخدام الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو» ضد هذا التحرك سيجعل القيادة الفلسطينية تعيد تقييم الأوضاع من جديد.

وأوضح أنه بات في حكم المؤكد أن القيادة الفلسطينية لا يمكنها القبول بدعوة اللجنة الرباعية الدولية إلى العودة للمفاوضات دون شروط مسبقة، مشددا على أن وقف الأنشطة الاستيطانية والإجراءات التهويدية لا سيما في القدس الشرقية المحتلة، وإقرار مرجعيات لعملية المفاوضات هي شروط لا يمكن للقيادة الفلسطينية القفز عنها، مشيرا إلى أن هذه اللجنة فشلت على مدار عامين في إصدار حتى لو بيان واحد لإدانة السلوك الإسرائيلي. وشدد على أن جميع الوسائل التي تستخدمها الولايات المتحدة لثني القيادة الفلسطينية عن مواصلة تحقيق إستراتيجيتها لن تفلح، داعيا الإدارة الأميركية إلى ممارسة الضغوط على الطرف الذي يستخف بكل متطلبات التسوية السياسية للصراع.

وحمل يوسف بشدة على مبعوث اللجنة الرباعية توني بلير، الذي اتهمه بممارسة «ألاعيب وتضليل ممنهج من خلال دوره»، مشددا على أنه لم يقم بدوره بحيادية ونزاهة. وأشار يوسف إلى أنه تبين للقيادة الفلسطينية أن بلير كان يتبنى خلال اجتماعات اللجنة الرباعية مواقف الحكومة اليمينية في إسرائيل ويدافع عنها، في الوقت الذي كان لا ينقل فيه الموقف الفلسطيني الرسمي بأمانة لأعضاء اللجنة الرباعية، مما حجب الكثير من الحقائق عن أعضاء الرباعية. وشدد أبو يوسف على أن الشعرة التي قصمت ظهر البعير كانت في المشاورات التي سبقت توجه الرئيس محمود عباس (أبو مازن) للأمم المتحدة، حيث تبين بالدليل القاطع حجم التضليل والتزوير الذي اقترفه بلير. وأوضح أن الكثير من أركان القيادة الفلسطينية باتت لا تثق ببلير وتطالب بتعيين ممثل آخر للرباعية. وأوضح أبو يوسف أنه لم يصدر قرار واضح من القيادة الفلسطينية بشأن المطالبة بتغيير بلير، إلا أنه بات من الواضح للأطراف الدولية أن بلير لم يعد يحوز على ثقة الجانب الفلسطيني.

على صعيد آخر قال أبو يوسف إن القيادة الفلسطينية عاقدة العزم ليس فقط على إنجاز المصالحة الوطنية، بل التوصل لتفاهمات حول أسس برنامج وطني شامل في المرحلة القادمة، مشيرا إلى أنه سيتم قريبا تكثيف الجهود من أجل تطبيق ما تم الاتفاق بشأنه مع حركة حماس. وأضاف أن تشديد الرئيس عباس على هذه القضية بعد عودته من الأمم المتحدة يمثل الأهمية التي تنظر بها القيادة الفلسطينية لإنجاز هذا الملف، موضحا أن هناك إجماعا على ضرورة تعزيز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال ومظاهره، لا سيما الاستيطان والتهويد وبناء جدار الفصل العنصري.