الوفد الكردي يصل إلى بغداد ويبدأ مشاوراته وصولا إلى حسم الملفات العالقة

مهمته سياسية ويفترض أن تمهد لزيارة يقوم بها رئيس حكومة إقليم كردستان

TT

بعد ترقب طويل وتضارب التكهنات حول تشكيلة الوفد الكردي وهل سيكون حكوميا أو حزبيا، وصل وفد سياسي كردي إلى بغداد أمس يضم كلا من الدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان وفاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، والملا بختيار مسؤول الهيئة العاملة بالمكتب السياسي للاتحاد الوطني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني.

وكانت زيارة الوفد الكردي، التي تهدف إلى تحريك المفاوضات الثنائية بين الحكومتين المركزية والإقليمية حول المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد، قد تأجلت لعدة مرات جراء المناوشات الإعلامية بين قادة الطرفين على خلفية أهم النزاعات القائمة بينهما، وهما محاولة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تمرير قانون النفط والغاز عبر مجلس الوزراء بالضد من الاتفاقيات الموقعة بين الحكومتين، وكذلك الموقف من المادة 140 المتعلقة بتطبيع أوضاع المناطق المتنازع عليها بضمنها كركوك، ما دعا بقيادة الإقليم ممثلة بالرئيس مسعود بارزاني للإصرار على تلقي موقف جدي من رئيس الوزراء العراقي والتحالف الشيعي حول حل النزاعات القائمة قبل إيفاد الوفد الحكومي لاستئناف المفاوضات، وبعد وصول وفد يمثل مكتب المالكي إلى كردستان وتقديمه لتطمينات وتعهدات كافية بحل تلك النزاعات، أمر بارزاني بتوجيه وفد سياسي يمثل الحزبين الرئيسيين في كردستان على أن ينضم إليه ممثلون عن بقية الأحزاب الكردية الممثلة بكتلة الائتلاف الكردستاني في بغداد لإجراء مباحثات تمهيدية قبل إرسال وفد حكومة الإقليم برئاسة برهم صالح إلى بغداد لحسم الخلافات.

وأكد مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون حكومة الإقليم عادل برواري في اتصال لـ«الشرق الأوسط» أن الوفد الكردي وصل إلى بغداد عصر أمس وسيبدأ مباحثاته اليوم. وقال برواري «من المقرر أن يلتقي الوفد الكردي في البداية بالرئاسات الثلاث (الجمهورية والوزراء والبرلمان) قبل أن يعزز لقاءاته مع قادة الكتل السياسية وخاصة قيادة التحالف الوطني الشيعي وحزب الدعوة الإسلامية، وسينضم إلى الوفد الكردي زعيم الجماعة الإسلامية علي بابير العضو في البرلمان العراقي إضافة إلى ممثلين عن حركة التغيير الكردية والاتحاد الإسلامي الكردستاني». وأشار برواري إلى «أن مهمة الوفد سياسية بالدرجة الأولى حيث سيتشاور مع قادة الكتل العراقية حول الأزمة السياسية الحالية في العراق، وسيركز الوفد الكردي على كيفية إيجاد الحلول الناجعة للمشاكل العالقة بين أربيل وبغداد، تمهيدا لوصول وفد حكومة الإقليم برئاسة برهم صالح لوضع ما سيتم الاتفاق عليه حيز التنفيذ والتطبيق الفعلي».

وكان رئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين قد أبلغ «الشرق الأوسط» في وقت سابق بأن الوفد سيلتقي على هامش زيارته بالمرجعيات الدينية في النجف الأشرف من أجل التحدث حول الأزمة السياسية بالعراق، ودور المرجعية في دعم جهود القوى السياسية لمعالجتها.

وبحسب مصدر في ديوان رئاسة الإقليم «فإن جدول أعمال الوفد الكردي يضم إجراء لقاءات واجتماعات مكثفة لبحث القضايا السياسية الراهنة والمتعلقة بالوضع العراقي العام، وكذلك المسائل التي تتعلق بالعلاقات بين الأحزاب السياسية الكردستانية والأحزاب العراقية، ومحاولة إيجاد رؤية مشتركة من أجل تعزيز العملية السياسية في البلاد وخدمة أبناء الشعب العراقي».

يذكر أن قيادة الإقليم سبق وأن أكدت في تصريحات متكررة أن المباحثات ين الوفد الكردي والقيادات العراقية يجب أن تكون حاسمة ونهائية، وأنها لن تقبل بالمزيد من المماطلة والتسويف من الجانب الآخر الذي عليه أن يحدد موقفه الواضح والصريح من مجمل النقاط الخلافية، في مقدمتها الالتزام بالدستور العراقي وتحقيق الشراكة الوطنية والالتزام الكامل بالاتفاقات الموقعة بين الكتل السياسية، في مقدمتها اتفاقية أربيل التي تمخض عنها تشكيل الحكومة العراقية التي يديرها حاليا رئيس الوزراء نوري المالكي.