دبابات سورية تتوغل داخل الأراضي اللبنانية في البقاع والجنود يطلقون النار

مصدر في الجيش اللبناني لـ«الشرق الأوسط»: العملية كانت مطاردة لمطلوبين واستغرقت دقائق قليلة

TT

توغلت مساء أمس دبابات للجيش السوري داخل الأراضي اللبنانية من جهة الحدود الشرقية في بلدة عرسال في البقاع الشمالي، ودخلت إلى محلة خربة داود حيث أطلق الجنود أعيرة نارية من أسلحة فردية ومتوسطة، قبل أن ينسحبوا عائدين إلى مواقعهم التي جاءوا منها. وإثر ذلك، أجرت قيادة الجيش اللبناني اتصالات مع الجانب السوري عبر لجنة التنسيق بين الجيشين ودعته إلى الانسحاب فورا من الداخل اللبناني.

وأفاد مصدر في الجيش اللبناني لـ«الشرق الأوسط» أن «الجنود السوريين اجتازوا الحدود اللبنانية، حيث كانوا يطاردون مطلوبين سوريين فروا باتجاه الأراضي اللبنانية، واشتبهوا (الجنود) أن هؤلاء اختبأوا في منزل مهجور في جرود عرسال كان يستخدم سابقا مصنعا للبطاريات». ولفت المصدر إلى أنه «ما أن أجرينا الاتصال بالجانب السوري، لمعرفة حقيقة ما حصل فتبين لنا أن الجنود السوريين كانوا انسحبوا، وأن العملية لم تستغرق إلا دقائق معدودة، وهي حصلت بفعل تداخل المناطق الحدودية بين البلدين». وعما إذا كان السوريون أوقفوا مطلوبين بالفعل، أجاب المصدر في الجيش «ليست لدينا معلومات عن هذا الأمر، فعندما أجرينا اتصالاتنا كان الجنود انسحبوا مع آلياتهم من الأراضي اللبنانية».

إلى ذلك أكد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا التوغل ليس الأول من نوعه، لأن الدبابات السورية اخترقت الأراضي اللبنانية 3 مرات من قبل، كان آخرها الأسبوع الماضي عندما دخلت دبابتان و3 ملالات تمركزوا في الأراضي الزراعية لساعات»، ولفت إلى أن «الجنود السوريين دخلوا منازل مقفلة تعود لمزارعين، وخلعوا أبوابها ونوافذها وأطلقوا النار عليها، وعبثوا بمحتوياتها قبل أن يغادروا، وهو ما أثار غضب الأهالي وأصحاب هذه المنازل، الأمر الذي ينذر بوقوع احتكاك بينهم وبين الجنود المتوغلين في أراضيهم». وقال: «لا صحة لما يدعيه السوريون بأنهم يطاردون مطلوبين، ويبدو أن هناك استفزازا لأبناء المنطقة، ولذلك طلبنا من الجيش اللبناني أن يتدخل ويضع حدا لهذه الأعمال، ويجنب المنطقة مشكلة كبيرة».