السوريون يخصصون مظاهرات الثلاثاء للشيخ أحمد الصياصنة.. ويلقبونه بـ«شيخ المقاومة السورية»

أول من خطب أمام متظاهري درعا.. ودعا للاقتصاص ممن أطلق الرصاص على أبناء المدينة

TT

خصص الناشطون السوريون أمس للتظاهر تحت عنوان «ثلاثاء الوفاء للشيخ أحمد الصياصنة»، في عرفان منهم لإمام الجامع العمري في درعا، الذي شهد انطلاق أول الاحتجاجات والتحركات الشعبية في سوريا، وشكل فتيلا أشعل المظاهرات في مختلف المناطق السورية، متدرجة من المطالبة بالإصلاح وإطلاق الحريات وصولا إلى إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

يأتي اختيار تسمية مظاهرات أمس نسبة للشيخ الصياصنة نظرا للدور الذي لعبه في تحريك الاحتجاجات في أيامها الأولى في مدينة درعا. وكتب القائمون على صفحة الثورة السورية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «لكل ثورة رموزها وقادتها، وأسماؤها التي تحفرها للأجيال من بعدها.. ثورتنا غنية بالرموز، فالنار أظهرت معادن الرجال والنساء من الأحرار والحرائر.. الوفاء لهؤلاء الأبطال واجب وطني وثوري.. الشيخ أحمد الصياصنة، سنذكرك اليوم، وكل يوم، وسنعلم أولادنا وأولاد أولادنا حكاياتك».

كان الشيخ الضرير، الذي دفع ثمن انحيازه للمطالب الشعبية حياة ابنه أسامة على يد عناصر النظام السوري أمام منزله، قد طالب، في خطبة الجمعة التي ألقاها بتاريخ 25 مارس (آذار) الماضي، بعد تشييع 22 قتيلا وجرح 250 شخصا قضوا برصاص الأمن خلال إحدى المظاهرات في درعا «بالقصاص ممن أطلق الرصاص على أبناء المدينة». وانتقد، على مسمع أكثر من 50 ألف شخص شاركوا في الصلاة «من نفذ الهجوم على الجامع العمري قبل يومين (23 مارس)، متسائلا: «هل وصل الحد أن يقتل الناس وتسفك الدماء في الجامع ويقف القناصة فوق المباني ويطلقون النار على المارة؟ يا ليتني لم أعِش وأرَ هذه اللحظة».

ونتيجة تدرج مواقفه، وبالتزامن مع إقدام عناصر من النظام خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي على قتل ابنه أسامة أمام منزل العائلة لرفضه الكشف عن مكان وجود والده، وتهديد أبنائه واعتقال اثنين من أقربائه، اتهم النظام السوري الصياصنة بسعيه لإعلان إمارة سلفية في درعا وقيامه بتوزيع السلاح على المتظاهرين.

وبعد أسبوع من تحذير الناشطين السوريين عبر مواقع الإنترنت من سيناريو يجري تحضيره لإجباره على تسليم نفسه، ظهر الشيخ الصياصنة في 26 مايو (أيار) الماضي عبر شاشة التلفزيون السوري، في إطلالة تبين لاحقا أن النظام هو من فبركها ووضع السيناريو الخاص بها. وقال الصياصنة في المقابلة التي بدا فيها متوترا وقلقا إنه «سلم نفسه للسلطات بعد أن أدرك متأخرا أن هناك مؤامرة ودعوات لسفك الدماء في سوريا»، لافتا إلى أن «ما أدلى به من تصريحات لقنوات خارجية جاء قبل علمه بوجود السلاح والمسلحين، وعندما تحرى الأمر تغير الموقف، وهو أخطأ، كما أنه شجب دعوات التحريض على الفتنة وترويع الآمنين». ووصف الصياصنة «الذين استمروا في التظاهر بأنهم مخربون وهدفهم إيصال البلاد إلى المجهول، وهم مرتبطون بأجندة خارجية تعمل وتخطط لتخريب البلاد». كان الإعلام السوري الرسمي قد سوَّق قبل ذلك خبرا مفاده أن الصياصنة سلم نفسه مع 250 مسلحا إلى الجيش العربي السوري.

ولم تحُل معاناة الشيخ الضرير وقتل ابنه والإهانات التي تعرض لها دون دعوته السوريين إلى الاستمرار في التظاهر. وبات رمزا بالنسبة لكثيرين من الناشطين، خصوصا في درعا التي يشهد لأهلها استمرارهم في الخروج في مظاهرات يومية على الرغم من القمع والمجازر التي حلت بها. وكان الصياصنة في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي قد وجه نداء لكل أبناء الشعب السوري، معتبرا أن «التظاهر فرض عين على كل سوري قادر.. وأن أي خذلان يعتبر خيانة لدماء الشهداء». وأكد ناشطون تعرضه للضرب بعد «رفضه تهدئة المتظاهرين والرضوخ لتهديداتهم».