هورموزلو لـ«الشرق الأوسط»: المناورات لا تستهدف سوريا.. لكننا لا نستطيع السكوت عن القتل

تركيا تحض الليبيين على التوحد وتناسي الخلافات القبلية والعقائدية

إرشاد هورموزلو
TT

أكد إرشاد هورموزلو كبير مستشاري الرئيس التركي عبد الله غل أن لا «معنى سياسيا» للمناورات التركية الأخيرة قرب الحدود مع سوريا، لكنه شدد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أن بلاده «لن تسكت عما تقوم به السلطات السورية ضد أبناء شعبها». وطمأن هورموزلو بأن الدرع الصاروخية التي تستضيفها تركيا ليست موجهة ضده إيران وليست لحماية إسرائيل، معتبرا أن لا مبرر للمخاوف الإيرانية منها، إلا إذا كانت تريد استخدام الأسلحة.

وحض هورموزلو الليبيين على «التوحد وتناسي الانقسامات القبلية والعقائدية» محذرا من «التفريط في الإنجازات التي حققوها». وقال: «فخامة الرئيس في خطابه الأخير في جلسة افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشعب، ذكر أن الثورة التي حدثت في ليبيا حققت مطالب الجماهير، وقد حان الوقت لأن يضع الليبيون جميعا الخلافات القبلية والعقائدية وراء ظهورهم ويتحدوا يدا بيد لبناء الوحدة الوطنية ورسم مستقبل ليبيا الجديدة بشكل يحقق المطالب الشعبية». وشدد هورموزلو على أهمية هذه الرسالة بالنسبة إلى الليبيين الذين يتوجب عليهم وضع مصلحة بلدهم في مقدمة اهتماماتهم والتعاون معا من أجل ليبيا حرة ومزدهرة وموحدة، محذرا من أن التفريط في إنجازات الثورة الليبية سيكون مضرا بها في الدرجة الأولى، مشددا على أن ما يهم تركيا في المقام الأول هو مصلحة الشعب الليبي و«هو أدرى بها وأضن بها من غيره». واعتبر هورموزلو أن الانقسامات لا يمكن إلا أن تخلف المزيد من الضرر بالبلاد، ولهذا يجب على الجميع تناسيها من أجل المصلحة الأكبر وهي مصلحة الليبيين الحقيقية في بناء ما دمرته الحرب وإعادة توحيد ما قسمته الخلافات.

وأكد هورموزلو أن الدرع الصاروخية التي تستضيفها بلاده «ليست تهديدا لأحد»، خصوصا لإيران. وقال ردا على تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التي قال فيها إن هذه الدرع تستهدف إيران وحماية إسرائيل: «الدرع الصاروخية لا تستهدف دولا معينة، لكنها ضد أنواع معينة من الأسلحة. فإذا كانت إيران لم تفكر في قصف دول أخرى بصواريخها، فلماذا تفكر في عمليات الردع؟»، وأوضح هورموزلو أن تركيا بذلت جهدا كبيرا في اجتماعات حلف الناتو لعدم ذكر أي بلد سلبا أو إيجابا. وبما أن هذه القرارات لا تصدر إلا بالإجماع، فكان أن تم إغفال ذكر أي دولة، بمعنى أن «هذه الدرع لا تستهدف الاعتداء على أحد (إيران) ولا حماية أحد (إسرائيل)». مشددا على أن «هذه المنظومة ضد أسلحة وليست ضد أي دول، موضحا أنها عنصر رادع قد يستخدم لحماية دولة لا تمتلك أسلحة. الدرع هي لحماية دول حلف الأطلسي، وتركيا عضو في هذا الحلف».

ورأى هورموزلو أن الأمور تفاقمت في سوريا، مشيرا إلى أن مصادر موثوقة ومطلعة ذكرت أن عدد القتلى زاد عن 2900 قتيل، وهذا أمر مزعج للعالم بشكل عام، ولتركيا الجارة والصديقة بشكل خاص، وأنه لن يكون مناسبا السكوت عنها بعد اليوم، و«ستكون هناك عقوبات معينة تطرحها الحكومة، لا أفضل الخوض في تفاصيل هذه العقوبات التي سوف تستهدف النظام لا الشعب، وسيعلن عنها بعد زيارة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إلى جنوب تركيا وتفقده مخيمات اللاجئين الأحد المقبل». ونفى هورموزلو وجود «رسائل» وراء المناورات التي تجريها القوات التركية عند الحدود. مشددا على أن «هذه المناورات كانت مقررة سلفا وليست هناك أية علاقة بينها وبين الأحداث في سوريا، ولا يجوز الربط بينهما». موضحا أن «المناورات تجري سنويا بشكل منتظم، وكل مرة في منطقة مختلفة من تركيا، وأتت هذه المرة في الجنوب من دون أن تعني شيئا».

ورفض هورموزلو تحديد موعد للبت في موضوع الاعتراف بالمجلس الوطني السوري وافتتاح مكاتب له في أنقرة. مشيرا إلى أن «تركيا لا تزال عند مطالبتها القوى السورية بالتوحد والظهور بهذا المظهر أمام شعبهم وأمام المجتمع الدولي».