8 آذار تستغرب تشبيه الخرق السوري بالخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية

ميقاتي: نسعى إلى أن ننأى بأنفسنا بقدر الإمكان

TT

أثار توغل دبابات تابعة للجيش السوري داخل الأراضي اللبنانية من جهة الحدود الشرقية في بلدة عرسال في البقاع الشمالي، وقيام عناصرها بإطلاق نار في محلة خربة داود ومن ثم خروجها، الكثير من ردود الفعل على الساحة اللبنانية، تباينت بين استنكار قوى «14 آذار» لهذا الخرق السوري ولتغاضي مجلس الوزراء عنه من جهة، واستغراب فريق «8 آذار» محاولة البعض تشبيه ما يجري على الحدود مع سوريا بالخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية على الحدود الجنوبية من جهة أخرى، بينما اعتبر السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم أن «موضوع السيادة في كل من الدولتين السورية واللبنانية ترعاه قيادة كل من الدولتين».

وقال: «لا ضرورة للتضخيم والإثارة التي يبحث عنها البعض، فالجانبان اللبناني والسوري يتشاوران، ولا حاجة للإثارة الإعلامية». في موازاة ذلك، أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عمله على «ألا تصل تداعيات الأزمة السورية إلى لبنان»، وأوضح أننا «نسعى إلى أن ننأى بأنفسنا بقدر الإمكان عن الأحداث الجارية هناك، ولا يمكنني أن أفعل شيئا غير حماية الوحدة الوطنية اللبنانية».

وفي حين أقر بأن الأحداث المستمرة في سوريا منذ نحو سبعة أشهر تترك انعكاسات اقتصادية على لبنان»، لافتا إلى أن «الصادرات من لبنان إلى سوريا تتقلص، وهذا قد يؤثر على الاقتصاد اللبناني»، جدد ميقاتي التأكيد على «التزام لبنان بمساعدة اللاجئين السوريين الموجودين على أرضه إنسانيا».

وأشار، وفق ما نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية أمس، إلى أن مقاربته «لهؤلاء اللاجئين المقبلين إلى لبنان هي إنسانية بحت»، مقدرا عدد النازحين السوريين الموجودين في لبنان بخمسة آلاف.

وقال: «نساعد هؤلاء الناس، ونقدم لهم الأدوية والملجأ وإمكانية إدخال أولادهم إلى المدارس»، لافتا إلى أنه «لم يتلق أي شكوى حول تسليم جنود أو ملاحقة معارضين سوريين، ولم يواجه بعد أي قضية من هذا النوع».

وأعربت مصادر وزارية في فريق «8 آذار»، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، عن امتعاضها «من اختلاق أزمة جراء تجاوز دبابتين الحدود بعشرات الأمتار». وقالت: «ليت هذا الفريق الذي يدعي الغيرة على السيادة نطق بكلمة عند انتهاك إسرائيل للسيادة اللبنانية بشكل يومي، وخطفها لمواطنين لبنانيين، وتهديدها لبنان وتوعدها له إذا ما أصر على حقوقه النفطية».

وأسفت هذه المصادر لكون «هذا الفريق على ما يبدو لا يعتبر إسرائيل عدوا ولا يرى إلا سوريا عدوة له، بعد أن رأيناه كيف نفخ بما اعتبره تجاوزا للسيادة اللبنانية جراء دخول دبابتين»، مشددة على أن «الخلفية واضحة وهي أن هذا الفريق يريد أن يتورط أكثر فأكثر بأحداث سوريا، ولم يعد لديه رهان إلا على سقوط النظام».

وفي سياق متصل، رأى نائب حزب الله، نوار الساحلي، بعد زيارته ووفد من نواب بعلبك الرئيس ميقاتي، أمس، أن «المطلوب ضبط الحدود»، معربا عن أسفه «للتشبيه الذي أطلقه البعض على الحدود اللبنانية السورية للحدود الجنوبية التي تنتهك يوميا»، فيما أسف النائب كامل الرفاعي لـ«عدم وجود قوة نظامية من الجيش عند هذه الحدود»، مذكّرا بأن «هذه المنطقة تشهد حالات تهريب تاريخيا، إلا أن اللافت أول من أمس أن الجيش السوري هو من دخل المنطقة نتيجة حالات تهريب الأسلحة».

ورأى أن «ما حصل يتطلب تنسيقا بين الجانبين اللبناني والسوري، وأن ترسل الدولة اللبنانية فريقا من جيشها لحماية الحدود»، مؤكدا الحرص على أمن لبنان كما على أمن سوريا. في المقابل، رأى النائب في كتلة «المستقبل»، عمار حوري، أن «ما رأيناه في منطقة عرسال يؤكد (سورية) هذه الحكومة»، معتبرا أن «تجاهل الحكومة حادث عرسال يؤكد أيضا أنها خارج الزمان وربما المكان». وقال: «ربما هذه الحكومة لا تعتبر عرسال وبعض مناطق الشمال أرضا لبنانية، وهي لا تعتبر أن مواطني تلك المناطق يجب أن يخضعوا لرعايتها»، مشيرا إلى أنه «إذا عطفنا كل هذا الكلام على الاستدعاءات التي يقوم بها النظام السوري لبعض الشخصيات والأحزاب، فتعود هذه الصورة لتذكرنا بأن علاقة هذا النظام مع لبنان تمر عبر شخصيات وأحزاب، وليس عبر الدولة».

وسأل النائب عن حزب «الكتائب اللبنانية» إيلي ماروني: «إلى متى ستبقى الأرض اللبنانية بنظر السوري أرضا سائبة يستبيحها ساعة يشاء ويدخل إليها وكأنه داخل إلى بيته؟». ورأى أن «حكومة حزب الله لم تكلّف نفسها النظر في هذا الملف»، مشيرا إلى أنه «في مثل هذه الحالات يجب رفع شكوى أمام جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، كون دولة عربية انتهكت سيادة دولة عربية أخرى».