احتدام المعارك بين الثوار وكتائب القذافي في شوارع سرت.. وغرب ليبيا

ضابط في قوات «الانتقالي»: مقاتلو القذافي يمارسون الكر والفر ويغيرون مواقعهم باستمرار

مقاتل ليبي يحمل قذيفة «آر بي جي» وهو يمشي بالقرب من مجموعة من رفاقه في اتجاه مصراتة أمس (أ.ف.ب)
TT

قصفت قوات المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا أمس مواقع قوات معمر القذافي في سرت، بينما احتدمت المعارك في غرب البلاد.

وبات المجلس الانتقالي الذي أطاحت قواته بنظام القذافي، يترقب سقوط هذه المدينة «الرمز» التي تبعد 360 كلم شرق طرابلس قبل إعلان «تحرير» البلاد تماما.

لكن على الأرض ما زالت قوات القذافي تقاوم بشراسة في المدينة المحاصرة وترغم مقاتلي المجلس الانتقالي على خوض حرب شوارع تحت خطر القناصة المتربصين بهم.

ودارت معارك عنيفة أمس في شمال شرقي المدينة حيث شن أنصار النظام السابق هجوما مضادا ليل الأربعاء/ الخميس في محاولة لفك الحصار الذي يحكمه عليهم منذ منتصف سبتمبر (أيلول) مقاتلو السلطات الليبية الجديدة.

وقال الضابط في قوات المجلس الانتقالي نجيب مسماري، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن مقاتلي القذافي «يمارسون الكر والفر ويغيرون باستمرار مواقعهم. إنهم يستعملون هذا التكتيك ليوهمونا بأنهم يتقدمون نحونا لفك الحصار».

وتمكن مقاتلو المجلس الانتقالي ظهر أمس من صد تقدم قوات القذافي على جبهة شمال شرقي المدينة ودخلوا إلى الأزقة بين منازل المنطقة حيث خاضوا حرب شوارع مع قوات القذافي رغم الصواريخ ورصاص القناصة.

والمعارك متواصلة أيضا في غرب وجنوب المدينة حيث ارتفعت أعمدة من الدخان شاهدها مراسل الوكالة ذاتها.

وأضاف المراسل أن مركز مؤتمرات واغادوغو الذي كانت تعقد فيه القمم الأفريقية والذي تحول اليوم إلى معقل محصن لأنصار العقيد الليبي السابق ما زال يخضع لقصف كثيف. في طرابلس، التي يسيطر عليها الثوار منذ 23 أغسطس (آب) الماضي، أصدر المجلس الوطني الانتقالي أمرا بسحب كل «الأسلحة الثقيلة» التي يضفي انتشارها واستخدامها العشوائي «صورة سلبية عن الثورة والثوار» في العاصمة.

وقال أحمد الباني، المتحدث باسم «وزارة الدفاع» في المجلس الوطني الانتقالي: «نطلب إخراج الأسلحة الثقيلة من طرابلس ومن كل المدن المحررة وجمعها خارج المدينة».

وعلى بعد 170 كلم جنوب شرقي طرابلس ما زالت قوات المجلس الانتقالي تلقى مقاومة شرسة من قوات القذافي في بني وليد حيث يؤكد القادة أن ابن القذافي، سيف الإسلام، موجود هناك. ورغم نحو شهر من المعارك لم تتمكن قوات المجلس الانتقالي من السيطرة على تلك الواحة ذات المسالك الوعرة بسبب مقاومة قوات القذافي العنيفة، وكذلك نظرا لقلة التنسيق والإمكانات.

من جانب آخر، دارت معارك عنيفة بين مقاتلي السلطات الجديدة وقوات القذافي أمس في رقدالين التي تقع على مسافة 130 كلم جنوب غربي طرابلس، كما أفاد به قائد عسكري في المجلس الانتقالي. وقال إسماعيل العتوشي إن «القوات العسكرية للمجلس الانتقالي أمهلت قوات القذافي في رقدالين 24 ساعة لإلقاء السلاح لكنها اقتحمت مدينة الزوارة المجاورة وقتلت فتحي الإدريسي، أحد القادة الموالين للمجلس الانتقالي قبل الانكفاء على رقدالين».

وأضاف أن «تعزيزات من ثوار يفرن ومصراتة والزوارة وكاباو قدمت أمس لشن هجوم على رقدالين، ومعارك تدور حاليا مع قوات القذافي». وأضاف أن مقاتلي المجلس «يواجهون نحو 900 جندي من النظام السابق الذين فروا إلى الجبال بدبابات ومدفعية ثقيلة للاحتماء في رقدالين وبلدات الجميل والعسة والعجيلات المجاورة» للحدود التونسية.