الاستخبارات الأفغانية: إحباط مؤامرة لقتل الرئيس كرزاي

اعتقال 6 أشخاص بينهم أستاذ في علم الأحياء وطالب طب واثنان من العرب

TT

صرح مسؤولون أفغان يوم الأربعاء الماضي أن أستاذا في علم الأحياء المجهرية في جامعة كابل، وطالب طب في السنة الرابعة، وحارس أمن في القصر الرئاسي كانوا من ضمن 6 أشخاص تم اعتقالهم تحت زعم ضلوعهم في مؤامرة لاغتيال الرئيس الأفغاني حميد كرزاي.

وقال المتحدث باسم وكالة الاستخبارات الأفغانية في مؤتمر صحافي إن المتآمرين اعترفوا بالتعاون مع اثنين من العرب، اللذين كانا يديران العملية من المناطق القبلية في باكستان، واللذين كانا متحالفين مع تنظيم القاعدة وجماعة متمردة أخرى مرتبطة بطالبان. وقال لطف الله مشعل إن المجموعة «الخطيرة والمتعلمة» خططت لدفع حرس القصر لقتل كرزاي أثناء واحدة من رحلاته إلى الأقاليم.

وكشفت هذه الاعتقالات عن الخطر الذي يواجهه كبار المسؤولين الحكوميين في أفغانستان، التي شهدت خلال الأشهر الأخيرة اغتيال عدد من المسؤولين رفيعي المستوى، الذين كان من ضمنهم الأخ غير الشقيق للرئيس، أحمد والي قرضاي، ومسؤولون كبار من رجال الشرطة وعمدة مدينة قندهار. وفي الشهر الماضي اغتال رجل، يخبئ قنبلة تحت عمامته، الرئيس الأفغاني الأسبق برهان الدين رباني، الذي كان يقود جهود الحكومة في محادثات السلام مع طالبان.

رأس الخلية المكونة من 6 أفراد ايمال حبيب، رئيس قسم علم الأحياء المجهرية في كلية الطب في جامعة كابل. وقالت السلطات الأفغانية إن حبيب عمل مع ثلاثة طلاب جامعيين يعيشون في كابل، وكذلك مع محب الله أحمدي، وهو حارس يعمل في القسم الإداري للقصر، والذي جاء من قرية كارز مسقط رأس كرزاي، والواقعة على مشارف مدينة قندهار. بيد أن الشرطة لم تدل بتفاصيل عن الرجل السادس المعتقل.

ويقال إن المؤامرة قد بدأت قبل عام عندما أجرى حبيب اتصالا مع أشخاص في باكستان تابعين لجماعات إرهابية. وقالت السلطات الأفغانية إن حبيب وعدة أشخاص آخرين قد زاروا مدينة بيشاور الواقعة شمال غربي البلاد، وإنهم زاروا في وقت لاحق منطقة وزيرستان الجنوبية القبلية القريبة، حيث التقوا مع شخص مصري وآخر من بنغلاديش ينتميان إلى تنظيم القاعدة وشبكة حقاني، وهي جماعة مسلحة نشطة في أفغانستان لها علاقات مع أجهزة الاستخبارات الباكستانية. ووفقا لمسؤولين أفغان فإنهم قد أقاموا لمدة أسبوع في أحد المساجد، وتعلموا كيفية استخدام الأسلحة وصنع القنابل، كما قامت منظمات دولية غير معروفة بتحويل مبلغ 150.000 دولار لحساب حبيب في بنك كابل.

وكان كرزاي قد نجا من عدة محاولات اغتيال العام الماضي، حيث أطلق مسلح يرتدي الزي العسكري النار على الرئيس عندما كان مسافرا إلى مدينة قندهار في عام 2002، ولكنه لم ينجح في إصابته. وفي عام 2008 هاجم مسلحون كرزاي أثناء حضوره عرضا عسكريا في كابل، كما تعرض أيضا لهجمات بالصواريخ كادت تقضي على حياته.

وقد منعت التهديدات المستمرة كرزاي من التجول بحرية في البلاد، حيث يعيش محاطا بالحراس ونقاط التفتيش والجدران الشاهقة. وتضم قوة أمن الرئاسة أكثر من 1.000 شخص، معظمهم من الموالين لكرزاي من قبيلة البشتون ومن مسقط رأسه. ولكن مستشاريه قلقون من عدم وجود أي تدبير أمني يمكنه أن يمنع أحد حراسه من الانقلاب عليه.

ولم يحدد مشعل توقيت اعتقال الرجال الستة، ولكن زميل حبيب قال إنه كان غائبا عن الجامعة لمدة أسبوعين تقريبا.

وقال عميد كلية الطب في جامعة كابل، شيرين أغا الظريف، إن حبيب قد عمل في القسم لمدة 7 أو 8 سنوات، وإنه يتحدث الإنجليزية بطلاقة وإنه «كان ذكيا جدا ودقيقا جدا في عملة كمدرس جامعي». وكان التغير الوحيد الذي جذب اهتمام الظريف في سلوك حبيب أنه بدأ في تجاهل قواعد الزي في الكلية التي تنص على ضرورة ارتداء الملابس وفقا للنمط الغربي، وأنه كان يفضل بدلا من ذلك ارتداء السترة والسراويل الأفغانية الفضفاضة التقليدية، كما أنه قد أطلق لحيته حتى أصبحت لحية طويلة سوداء. وعندما واجهه بذلك قال له حبيب: «أنا أعاني يا سيادة العميد من ألم في خاصرتي ولهذا السبب لا أستطيع أن أرتدي حزاما». وأضاف الظريف أن «الكلية بها 260 أستاذا، ولذلك من الصعب معرفة كل واحد منهم بشكل جيد».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»