رئيس جنوب السودان يبدأ زيارة رسمية إلى الخرطوم السبت

وزير الإعلام الجنوبي لـ «الشرق الأوسط» : زيارة سلفا كير تهدف إلى إبداء حسن النوايا

TT

يبدأ سلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان غدا (السبت) زيارة رسمية إلى السودان هي الأولى منذ إعلان استقلال دولته الجديدة في يوليو (تموز) الماضي، وأعلنت الخارجية السودانية عن ترحيبها بزيارة كير وأعدت له برنامجا، وسيتم عزف النشيد الوطني للدولة الحديثة لأول مرة بعد انفصالها عن دولة الشمال، في وقت حثت فيه واشنطون جوبا على التفاوض سريعا مع الخرطوم حول تقاسم إيرادات النفط.

وقال الدكتور برنابا مريال بنجامين وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم حكومة جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي، إن زيارة سلفا كير للخرطوم هي الأولى منذ إعلان استقلال الدولة الجديدة في يوليو الماضي، مشيرا إلى أن الزيارة تم الترتيب لها بعد محادثة هاتفية من الرئيس السوداني عمر البشير إلى سلفا كير في أغسطس (آب) الماضي. وأضاف أنهما «اتفقا في تلك المحادثة الهاتفية على أن يقوم سلفا كير رئيس جنوب السودان بزيارة إلى الخرطوم لمناقشة القضايا العالقة بين البلدين فيما تبقى من اتفاقية السلام». وقال إن جدول الأعمال المدرج في الزيارة يشمل مستقبل العلاقات بين الخرطوم وجوبا والتعاون بينهما ومناقشة قضايا ترسيم الحدود، والوضع في أبيي ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق اللتين تشهدان حربا بين الجيش الشعبي لشمال السودان مع القوات المسلحة، إلى جانب الديون، وعائدات النفط وتصديره عبر الشمال، معتبرا أن اللقاء بين الرئيسين يهدف إلى إبداء حسن النوايا، وضخ روح جديدة في العلاقات بينهما لتقويتها. وقال بنجامين «إن الزيارة رسالة للمجتمع الإقليمي والدولي بأن الدولتين يمكنهما تجاوز خلافاتهما عبر الحوار».

وأضاف بنجامين أن قضيتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ستتم مناقشتهما وفق اتفاقية السلام الشامل التي تم توقيعها في يناير (كانون الثاني) عام 2005 خاصة الترتيبات الأمنية، موضحا أنه «ليس هناك ما نقدمه من جانبنا سوى التأكيد على تنفيذ بنود الترتيبات الأمنية والمشورة الشعبية، وفق اتفاقية السلام الشامل للمنطقتين، والبشير وكير هما أعلى سلطة في البلدين يمكنهما التأكيد على ذلك»، مؤكدا أنه ليس هناك مفاوضات جديدة حول المنطقتين، مشيرا إلى أن الآلية الرفيعة للاتحاد الأفريقي التي يرأسها الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثابو أمبيكي ستستمر في أعمالها إلى حين التوصل إلى حلول نهائية.

ويرافق سلفا كير في زيارته وفد رفيع يضم ثمانية وزراء واثنين من نواب الوزراء، أبرزهم دينق ألور وزير مجلس الوزراء ونيال دينق نيال وزير الخارجية وكوستا مانيبي وزير المالية والاقتصاد واستيفن ديو وزير البترول والمعادن.

من جهتها رحبت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه بالزيارة التي سيقوم بها سلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان والوفد المرافق له إلى الخرطوم، والمقرر أن تبدأ ظهر غد (السبت). وأعربت عن أملها في أن تكلل المباحثات المشتركة التي سوف تجري بين الجانبين وتشمل القضايا ذات الاهتمام المشترك بالنجاح الكامل، بما يمهد السبيل لعلاقات حسن جوار وتعاون دائم بين البلدين.

وأشار البيان إلى أنه سوف تجرى مراسم استقبال رسمي بمطار الخرطوم للرئيس سلفا كير، حيث سيستقبله الرئيس السوداني عمر البشير وعدد من الوزراء وسفراء الدول الأفريقية المعتمدين في الخرطوم. وأكد البيان على أنه سيتم عزف السلام الجمهوري للبلدين؛ ومن المقرر أن تبدأ المباحثات مساء السبت، وسوف تتخلل الزيارة دعوة عشاء رسمية، ومن المقرر أن تختتم يوم الأحد المقبل بمؤتمر صحافي يقدم فيه الجانبان نتائج ما تم التوصل إليه.

ويأمل دبلوماسيون غربيون أن تخفف زيارة سلفا كير، التي تستمر يومين، التوترات بين البلدين وأن تساعد على إحراز تقدم في حل مجموعة من النزاعات بين الشمال والجنوب. وفشلت الدولتان في تسوية النزاعات حول تقاسم إيرادات النفط أو إنهاء العنف في المنطقة الحدودية المشتركة أو التوصل إلى حل وسط لمنطقة أبيي التي يطالب بها كل من الشمال والجنوب.

إلى ذلك، دعت سوزان بيغ سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى جنوب السودان، وهي أول سفيرة عينها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى جوبا، الدولة الجديدة إلى التفاوض سريعا مع الشمال حول تقاسم إيرادات النفط.