صوفان: تكتيك محاكاة الغرق لم يؤد إلى إنقاذ الأرواح أو إحباط هجمات

المتحدث السابق لـ«إف بي آي» يتحدث عن كتابه

علي صوفان
TT

قال علي صوفان، المحقق السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالية «إف بي آي» إنه كان ضد استخدام تقنيات محاكاة الغرق في استجواب المعتقلين، مؤكدا أنها لم تنقذ أرواحا أو تؤد إلى إحباط هجمات إرهابية. وأوضح صوفان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن كل المعلومات التي تفاخر المسؤولون بأنهم حصلوا عليها باستخدام محاكاة الغرق كانت متوافرة لدى الأجهزة الأمنية من قبل استخدام هذه التقنيات.

وأوضح أن المعلومات التي مكنت من إحباط محاولات لتفجير شقق سكنية في الولايات المتحدة وأوقفت تفجير قنبلة في واشنطن، وإحباط عملية تفجير جسر بروكلين «جاءت من معلومات عرفناها في شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار) 2002، بينما بدأت تقنيات محاكاة الغرق في أغسطس (آب) 2002». وجاء توضيح صوفان لهذه المعلومات لتصحيح بعض التصريحات في مقال نشر في صحيفة «الشرق الأوسط» يوم أمس، بعنوان «العميل السابق لـ(إف بي آي) يكشف عن حقائق هجمات سبتمبر في كتابه (الرايات السوداء)».

وأشار صوفان إلى تقرير اعترف فيه مكتب وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» بأن تلك التقنيات لم تنقذ روحا واحدة. وأضاف: «لقد كنت دائما ضد استخدام هذا الأسلوب الذي يتعارض مع المبادئ والقيم الأميركية، ويتعارض أيضا مع القانون، وقد أحدث استخدام هذه التقنيات شرخا ما بين القانون والقيم والاستراتيجيات، فلا بد أن يكون هناك اتساقا بين القانون والاستراتيجية، وإلا لن تحقق أي أهداف». وأوضح أن سمعة الولايات المتحدة تضررت كثيرا بسبب تلك التقنيات.

وأوضح صوفان أن عمليات محاكاة الغرق لم تحقق من الناحية العملية أي نتائج فعالة، مشيرا إلى أن «هناك فارقا كبيرا بين الحصول على المعلومات من خلال تعاون المعتقل مع المحققين، والحصول على معلومات من خلال التعذيب الذي يؤدي لأن يعطي المعتقل معلومات التي يريد من يعذبه أن يسمعها».

واستشهد صوفان باعترافات ابن شيخ الليبي، الذي اعترف تحت التعذيب الشديد بوجود علاقة بين الرئيس العراقي السابق صدام حسين وزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، وإقدامهما على تصنيع أسلحة دمار شامل.

وقد اعتمد وزير الخارجية الأميركي السابق، كولن باول، على هذه المعلومات في شهادته أمام الأمم المتحدة لشن الحرب على العراق، واتضح بعد ذلك أن كلا من صدام وأسامة بن لادن لا يتعاملان معا، واتضح أنه لا توجد أسلحة دمار شامل. وقال صوفان: «عندما سئل ابن شيخ الليبي لماذا أعطى معلومات كاذبة، فقال كنت تعذبوني فأعطيتكم ما تريدون سماعه».

ويسرد صوفان هذه التفاصيل وغيرها عن تجربته في مكافحة الإرهاب في كتاب نشر أخيرا يحمل عنوان: «الرايات السوداء.. قصة من داخل 11 سبتمبر والحرب ضد القاعدة». ومن جهة أخرى، أكد صوفان أنه يساند «الربيع العربي» لأنه سيدفع الناس إلى التركيز على تغيير أقدراهم بأيديهم وليس باللجوء إلى هجمات إرهابية، وهذا شيء جيد، وأوضح صوفان أن المجتمع اليمني أصبح منقسما بعد الثورة الشعبية وانشقاق النخبة الحاكمة.

وبينما يتهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح معارضيه بالجنوب بأنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة، ويقول إن عناصر «القاعدة» وراء الاضطرابات في الجنوب، رأي صوفان أن الحقيقة أن هناك فئة قليلة بالفعل من المنتمين لـ«القاعدة»، لكن ذلك لا يعني أن تعتمد السياسة الخارجية الأميركية على مساندة الرئيس علي عبد الله صالح، ويجب أن تكون يقظة من أن تظهر الدعم لفريق دون آخر. وقال: «لا يمكن أن نقول إننا من أجل مكافحة الإرهاب نساند الرئيس علي عبد الله صالح، أما في مصر وليبيا فلا يجب أن نخاف من مجيء الإسلاميين إلى الحكم إذا جاءوا عن طريق المسار الديمقراطي، وإنما نتنبه للراديكاليين». وأوضح صوفان أن الولايات المتحدة ستخطئ إذا لم تقف في صالح الشعوب، ولا بد أن تكون واقعية في نظرتها للأحداث.