أوروبا تنقسم في اليونيسكو لدى الاقتراع على عضوية فلسطين الكاملة

فرنسا تبرر امتناعها عن التصويت وتعتبر أن لا المكان ولا الزمان ملائمان

TT

مرة أخرى برز الانقسام الأوروبي بشأن الموضوع الفلسطيني في التصويت الذي جرى في المجلس التنفيذي لليونيسكو على قبول فلسطين عضوا كامل العضوية في منظمة التربية والتعليم والعلوم والثقافة بدل صفة «مراقب» الذي تمتعت به منذ عام 1974.

وترى مصادر اليونيسكو أن ما جرى في الانتخاب يمكن أن يتكرر في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة بمناسبة التصويت على انضمام فلسطين عضوا كامل العضوية أو حتى عضوا مراقبا مثلما تقترح فرنسا. وفي جلسة اقتراع المجلس التنفيذي المكون من 58 عضوا، انقسم الأوروبيون بين من عارض «3 دول هي ألمانيا ورومانيا وليتوانيا» ومن امتنع عن التصويت وهم ثماني دول «فرنسا، بلجيكا، دنمارك، سلوفاكيا، إسبانيا، اليونان، إيطاليا، بولندا».

وبررت باريس الموقف الفرنسي بقولها إن موضوع الدولة الفلسطينية «يعالج في نيويورك (مقر الأمم المتحدة) وليس في باريس (مقر اليونيسكو)، وبالتالي فلا المكان ولا الزمان كانا ملائمين لطلب الاعتراف بفلسطين عضوا كامل العضوية». وحذرت مصادر دبلوماسية في باريس من المخاطر «الجدية» من تهديدات الولايات المتحدة بحجب أموالها عن المنظمة المذكورة مما يعني وقوعها مجددا في المشاكل المالية. وسبق لواشنطن أن أقدمت على هذه الخطوة احتجاجا على سوء إدارة المنظمة الدولية وتسييسها ولم تعد إليها إلا عام 2003.

وكان طلب ضم فلسطين عضوا كاملا الذي تقدمت به المجموعة العربية قد حاز على أكثرية ساحقة وصلت إلى 40 صوتا بينما لم يصوت ضد القرار سوى أربعة بلدان هي الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية الثلاث المذكورة.

وأفادت مصادر الوفود العربية أن واشنطن وإسرائيل مارستا ضغوطا هائلة لحمل أعضاء المجلس على التصويت ضد الطلب العربي وأن المندوب الأميركي قال صراحة إن بلاده ستحجب أموالها عن برامج اليونيسكو في حال وقعت في المحظور.

ويتعين أن تنقل توصية المجلس التنفيذي الذي يغيب عنه حق النقض (الفيتو) إلى الجمعية العامة لتصدق عليه بأكثرية الثلثين حتى يصبح نافذا. ويؤكد الفلسطينيون أن لديهم الأكثرية المطلوبة من أصل أعضاء اليونيسكو البالغ عددهم 193 عضوا. وسيحصل التصويت نهاية الشهر الحالي بمناسبة انعقاد المؤتمر السنوي لليونيسكو.

ويعد ما حصل في باريس، بحسب أكثر من طرف، انتصارا دبلوماسيا من الطراز الأول للفلسطينيين والعرب. وسيكون بوسع الفلسطينيين أن يستفيدوا مما تقدمه لهم صفة العضو كامل العضوية ومنها مثلا المطالبة بوضع بعض المعالم الفلسطينية على لائحة اليونيسكو للتراث الإنساني.