الشرطة الإسرائيلية تعتقل 3 يهود متطرفين خططوا لإحراق مسجد آخر

المستوطنون يحتفلون بالانتصار على الجيش بعد إفشال محاولاته لهدم 3 بيوت لهم

TT

ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على ثلاثة مستوطنين شباب وهم متجهون نحو إحدى القرى الفلسطينية في الضفة الغربية بهدف إحراق مسجد فيها، ضمن ما يسمونه «التسعيرة»، أي الانتقام من ممارسات الجيش بتنفيذ اعتداءات على الفلسطينيين ومقدساتهم.

وقالت الشرطة إن الشبان لم يعترفوا بالتهمة، ولكن هناك أكثر من دليل على أنهم كانوا في طريقهم إلى إحراق مسجد. فقد ضبطوا وهم مسافرون في الشارع خارج مستوطنتهم في الساعة الثانية والنصف فجرا. وسافروا بسيارة، تبين أنهم زيفوا نمرتها، حتى يشوشوا إمكانية اكتشافهم في حال شاهد أحدهم السيارة. وكان معهم في السيارة برميلان مملوءان بالوقود وعلبة كبريت وبطارية ضوء من النوع المستخدم في الجيش وعلبة دهان للكتابة على الجدران.

المعروف أن إحراق المساجد في الضفة الغربية أو في القرى العربية داخل إسرائيل بات أداة أساسية في نشاط اليمين المتطرف وتنظيمات الإرهاب اليهودية. وحسب مصادر في الشرطة، ذكرت صحيفة «معاريف»، أمس، أن «جهات مهنية تقف وراء هذا النشاط». وتبين أن هذا ليس مجرد تقدير، أنما يستند إلى معلومات. وكانت قيادة «اللجنة الإسرائيلية للتضامن مع الشيخ جراح» قد كشفت في مطلع الأسبوع عن أن هناك عددا من رجال الشرطة الإسرائيلية الذين يسكنون في المستوطنات شوهدوا وهم يشاركون المستوطنين في الاعتداءات على متظاهرين من قوى اليسار خلال مظاهرة احتجاج على ممارسات المستوطنين ضد الفلسطينيين. فقد شارك رجال الشرطة بلباسهم المدني في الاعتداء على المتظاهرين اليهود اليساريين، بينما كان رجال الشرطة باللباس الرسمي يتفرجون عليهم ولا يتدخلون. وقد اعترف أحد رجال الشرطة أنهم لا يتدخلون لأنهم لا يريدون ضرب زملائهم.

من جهة ثانية، أعلنت إذاعة المستوطنين، أمس، وبشكل احتفالي متحمس، الانتصار على قوات الجيش الإسرائيلي التي حضرت لهدم 3 بيوت في بؤرة استيطان تدعى «جال يوسف» قرب رام الله. وروت كيفية تحقيق الانتصار قائلة: «شوهدت قوات كبيرة من الجيش والشرطة، فثارت الشكوك بأنها جاءت لتخلي إحدى البؤر الاستيطانية. فجرت اتصالات مع القيادات الأمنية فنفوا أن هناك خطة كهذه. ولكن قادة المستوطنين لم يصدقوا. فقد تزعزعت ثقتهم بهؤلاء القادة منذ أن هدمت ثلاثة بيوت في بؤرة (ميجرون) في الشهر الماضي. وبعد مشاورات وفحوصات، أدركنا أن هذه القوات جاءت لإخلاء ثلاثة بيوت من سكانها المستوطنين: عائلتين كل منهما تسكن في حافلة ركاب تالفة، ومجموعة شباب عزّاب يسكنون في حافلة شبيهة. فاستنفرنا قوانا وحضرت عشرات السيارات من مستوطنات المنطقة وأغلقنا كل الطرق المؤدية إلى هذه البؤرة. وهكذا، عادت القوات الأمنية إلى قواعدها ومنعنا هدم البؤرة».

وقد عقب رئيس لجنة المستوطنات في تلك المنطقة، بيني كتسوبر، بأن «يقظة المستوطنين أنقذت البؤرة الاستيطانية ووضعت المزيد من العراقيل أمام قوات الهدم. أنا أشكر المستوطنين فردا فردا على هذا النشاط وأشعر بالاعتزاز بهم. فبعد أن فقدنا الثقة بقادة الشرطة وأجهزة الأمن هنا، لم يعد أمامنا سوى الاعتماد على النفس».