كاميرون يبدد مخاوف البريطانيين الاقتصادية ويدعوهم «للتفاؤل»

أكد عدم المس بحصة المساعدات الدولية وعدم الانضمام إلى اليورو

TT

حاول رئيس الوزراء البريطاني في ختام مؤتمر حزب المحافظين الذي يقوده، تبديد مخاوف البريطانيين الاقتصادية، ودعاهم إلى «التفاؤل» و«تحويل التحدي إلى فرصة». وأكد من ناحية أخرى، عدم المس بحصة المساعدات التي تقدمها بريطانيا إلى الدول الفقيرة، في برنامج التقشف، وعدم انضمام بلاده إلى اليورو «ما دمت رئيسا للوزراء».

وحث كاميرون، خلال الكلمة الختامية أمام المؤتمر السنوي لحزب المحافظين، في مانشستر شمال غربي إنجلترا، مساء أول من أمس، مواطني بلاده على «أن لا يصيبهم الحزن والخوف بالشلل» بسبب أزمة الديون، بينما أقر بأن التهديد الحالي الذي يواجهه الاقتصاد العالمي يحمل درجة الخطورة نفسها التي حملتها الأزمة المالية قبل ثلاث سنوات. وقال كاميرون إن التراجع الاقتصادي خلال السنوات القليلة الأخيرة «ليس كسادا طبيعيا»، مضيفا أن «التهديد الذي يواجهه الاقتصاد العالمي ينطوي على درجة الخطورة نفسها التي كانت قائمة عام 2008. منطقة اليورو في أزمة. نحن في أزمة ديون».

وفي حين تعهد بتوفير «القيادة» لإخراج بريطانيا من الأزمة، دعا كاميرون الناخبين إلى التفاؤل وأن يحولوا «زمن التحدي إلى زمن الفرصة». وأكد كاميرون أن حكومته كانت على صواب في التمسك ببرنامج صارم لتقليص العجز على الرغم من الضغط المتزايد من أجل اتخاذ إجراءات تحفيزية. وقال رئيس الوزراء البريطاني: «خططنا صحيحة وستنجح»، متابعا: «المخرج الوحيد من أزمة الدين هو التعامل مع ديونك».

وفي دفاعه عن أولوياته، تطرق كاميرون إلى الانتقادات التي طالته والتي جاء بعضها حتى من داخل حزبه، وتتعلق بخفض الميزانية السنوية للمساعدات الدولية (8.4 مليار جنيه إسترليني أي 13.2 مليار دولار). ويشار إلى أن المساعدات الدولية والصحة هما القطاعان الوحيدان اللذان تم استثناؤهما من برنامج التقشف. وأكد كاميرون قائلا: «أعتقد بالفعل، رغم كل الصعوبات، أن هذا هو الأمر الصحيح الذي يجب فعله. هذه علامة تميز بلدنا وشعبنا: لن ندير أبدا ظهورنا لفقراء العالم».

وأبدى المشاركون في المؤتمر أيضا نبرة انتقاد بخصوص أوروبا، خاصة أن بعضهم يرى أن أزمة الديون تعد فرصة جديدة للضغط من أجل تخفيف العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. ورغم أن كاميرون رفض المطالب بإجراء استفتاء وطني بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في القريب العاجل، فإنه قال إن بريطانيا ستضع حدا لمدى المساعدات التي تقدمها إلى جيرانها الذين يعانون اقتصاديا. وتعهد قائلا: «ما دمت رئيسا للوزراء، لن ننضم أبدا إلى اليورو. ولن أترك بلدنا (تستدرج) إلى برامج إنقاذ لا تنتهي، وتكون مخصصة للبلدان التي هي في منطقة اليورو».

وتتزامن تصريحات كاميرون في ختام المؤتمر الذي تواصلت فعالياته على مدار أربعة أيام، مع نشر أرقام معدلة حول النمو أظهرت أن الاقتصاد نما بنسبة 0.1% فقط خلال الربع الثاني من العام الحالي مقابل 0.2% في التقديرات السابقة.