اشتباكات في إدلب توقع 12 قتيلا.. والقوات السورية تقتل مزارعا داخل الأراضي اللبنانية

دعوات للتظاهر اليوم في جمعة «المجلس الوطني يمثلني».. وتشييع جنازة في درعا يتحول إلى مظاهرة يشارك فيها 15 ألف شخص

مظاهرة في كفرنبوذة بحماه أمس
TT

في وقت استمرت فيه الاشتباكات في إدلب بين منشقين عن الجيش والقوات الأمنية، وأوقعت أمس 12 قتيلا، توغلت قوة سورية مرة جديدة إلى الداخل اللبناني وقتلت مواطنا سوريا هناك. وقال مصدر أمني رفيع لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوة من الجيش السوري اخترقت الحدود اللبنانية (مساء أمس)، ودخلت أراضي منطقة الصعدة في جرود بلدة عرسال في البقاع، وأطلقت النار على المواطن السوري علي الخطيب فقتلته على الفور، ثم عادت وانسحبت إلى الأراضي السورية». وأشار إلى أن «جثة القتيل بقيت في الأرض لساعات إلى حين حضور الطبيب الشرعي والأدلة الجنائية التي عاينتها، ومباشرة القوى الأمنية التحقيق بالحادث».

بدوره، أوضح رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ«الشرق الأوسط»، أن «القتيل هو مزارع سوري كان يعمل في أرضه الملاصقة للأراضي اللبنانية، ولما حضرت عناصر من الجيش السوري لتوقيفه فرّ إلى الأراضي اللبنانية، لكن العناصر السوريين لحقوا به إلى داخل الأراضي اللبنانية وأطلقوا عليه النار فأردوه على الفور ثم عادوا من حيث أتوا». وقال الحجيري «إن هذا الحادث يحتم على الدولة اللبنانية والجيش والأجهزة الأمنية تحمل مسؤولياتهم والتدخل لمنع تكرار هذه الاختراقات». وقال «إذا كان هناك مطلوبون للجيش السوري يدخلون لبنان، يمكن معالجة ذلك وتوقيفهم بالتنسيق مع الجيش اللبناني وليس بتوغل يومي للقوات السورية، وخلق بلبلة واضطراب لدى الناس». وجاء هذا الحادث بعد 28 ساعة على توغل دبابات سورية داخل أراضي بلدة عرسال ودخولها منازل وتخريب محتوياتها وإطلاق النار بداخلها.

في إدلب، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 12 شخصا قتلوا أمس خلال الاشتباكات بين قوات عسكرية وأمنية سورية ومسلحين يعتقد أنهم جنود منشقون في قرى جبل الزاوية. وقال المرصد إن «القتلى هم 7 جنود من الجيش السوري النظامي و5 من المدنيين والمنشقين بالإضافة إلى إصابة العشرات بجروح». وكان المرصد أشار صباح أمس إلى مقتل 4 جنود سوريين وإصابة الكثير من المدنيين بجروح في اشتباكات بين الجيش ومنشقين عنه في جبل الزاوية. وقال المرصد إن قوات عسكرية وأمنية سورية اقتحمت قرى في جبل الزاوية.

وفي محافظة درعا، خرج نحو 15 ألفا في مظاهرة كبيرة أثناء تشييع جثمان الشاب باسل الشحادات (17 عاما) الذي توفي أول من أمس «متأثرا بجراح أصيب بها خلال إطلاق رصاص في 25 سبتمبر (أيلول)»، بحسب المرصد السوري. وقال المرصد أمس «تحول تشييع الشهيد باسل الشحادات في مدينة داعل قبل قليل إلى مظاهرة كبيرة يشارك فيها ما لا يقل عن 15 ألف مواطن تجمعوا من مدينة داعل والقرى المجاورة لها». وأضاف أن المتظاهرين «يهتفون للشهيد ويطالبون بإسقاط النظام، وضد الفيتو الروسي في مجلس الأمن».

وفي شريط فيديو نشر على موقع «يوتيوب»، أعلن المعارض السوري رياض الترك (71 عاما) تأييده للمجلس الوطني السوري الذي أعلن تشكيله في إسطنبول، الثلاثاء، ويضم معظم التيارات المعارضة للنظام. وقال الترك «اليوم نعلن ترحيبنا بولادة المجلس الوطني السوري وندعو جميع قوى الثورة إلى التوحد حول الشعار وبناء نظام ديمقراطي مدني يكون في خدمة الحرية التي هي هدفنا الأسمى». وأضاف «ثورتنا سلمية وشعبية ترفض الطائفية. الشعب السوري واحد ولا يمكن لأحد كسر وحدته». وقال الترك «منذ 7 أشهر بنات وأبناء سوريا يصنعون التاريخ بدمائهم وصمودهم في ثورة شعبية سلمية هي واحدة من أهم ثورات العرب في تاريخهم الحديث». وأضاف «أثبت الشعب السوري أنه قرر استعادة الوطن. كان جليا أن شرط بناء تحالف بين مختلف قوى المعارضة هو تبني الشعار الذي أطلقته الثورة وأن لا تنازل ولا مفاوضات حول هدف إسقاط النظام».

ودعا الناشطون السوريون أمس إلى الخروج في مظاهرات عارمة اليوم في جمعة «المجلس الوطني يمثلني» في مظاهرات واسعة للإعلان رسميا وشعبيا عن تأييدهم للمجلس الوطني السوري وتفويضه التحدث نيابة عن معارضي النظام في الداخل السوري إلى حين إسقاط النظام. وينظر أعضاء المجلس الوطني بلهفة إلى الشوارع السورية اليوم آملين المشاركة الواسعة بالمظاهرات التي ستكون بمثابة جرعة دعم كبيرة يواجه بها المجلس النظام السوري في المحافل الدولية وفي مفاوضاته مع الدول الكبرى.

وقد توافق الناشطون عبر صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر «فيس بوك» على عدد من الهتافات والعبارات التي اتفق على تردادها وكتابتها على اللافتات في المحافظات السورية كافة ومن بينها: «يا مجلسنا يا مختار.. انت رئيسنا مو بشار، يا مجلسنا سير سير.. نحنا معاك للتحرير، مجلسنا من كل الأطياف.. ومن بشار ما عدنا نخاف..».

يذكر أن تسمية يوم الجمعة كانت قد خضعت لاستفتاء شعبي طوال الأسبوع الماضي على صفحة «الثورة السورية» لتُعتمد تسمية «جمعة المجلس الوطني يمثلني» التي نالت أكبر عدد من الأصوات بعد أن تنافست مع تسميات: «ارحل فنحن باقون»، و«الثورة أقوى»، و«الضمير الإنساني» وغيرها.

وجاء ذلك في وقت أعلنت فيه المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أمس أن أكثر من 2900 شخص قتلوا في سوريا منذ بدء حملة القمع التي تشنها السلطات السورية ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة، علما أن إحصاءات منظمة أفاز تضع عدد القتلى من المدنيين بحدود الـ5 آلاف قتيل.

وبالأمس، أحيا السوريون خميس التآخي بين الطوائف والقوميات والأعراق السورية ليؤكدوا وبحسب ما تم تعميمه على الصفحات الخاصة بـ«الثورة»، أن «السوريين محصنون ضد أي خدش يسعى النظام إلى إحداثه ليفرق وحدتنا.. فكلنا سوريون سنة وعلوية، مسيحية ودرزية، عرب وكردية، كلنا واحد».

وفي سياق متصل، بدأ الناشطون السوريون استعداداتهم للخروج في مظاهرات كبرى في مختلف دول العالم في 15 و29 من الحالي تزامنا مع انعقاد قمة العشرين في مدينة «كان» الفرنسية في 3 و4 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ويهدف هذا التحرك الواسع، وبحسب المنظمين «لتوجيه رسالة لصانعي السياسة على مستوى العالم بأن الضمير العالمي لم يعد يقبل الاستمرار بالسكوت عما يجري من جرائم ضد الإنسانية يقوم بها النظام السوري ولإجبارهم (G20) على دفع المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فعلية على الأرض تجاه ما يجري في سوريا، بدءا بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين في الداخل والخارج وصولا لتأمين حماية الشعب السوري من القصف والإبادة التي يتعرض لها منذ 7 أشهر».

وتحمل الحملة شعار «دول العشرين لا تنسوا سوريا» في إطار دعوة الناشطين الدول المشاركة في القمة لاتخاذ قرارات داعمة للثورة السورية. وقد عممت الدعوات على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر «فيس بوك» ومن خلال صفحة خاصة أسست للمناسبة باللغات الإنجليزية، والعربية، والفرنسية، والهندية، والألمانية، والإسبانية، والروسية والصينية.