أنباء متضاربة حول وفاة شيخ أكبر قبيلة في دير الزور.. تحت التعذيب

نواف البشير اعتكف عن العمل مع النظام السوري

TT

تضاربت الأنباء أمس حول وفاة شيخ مشايخ عشائر البكارة في دير الزور، والتي يتجاوز عدد المنتمين إليها في سوريا وحدها المليون نسمة، الشيخ نواف البشير تحت التعذيب في سجون الأمن السوري. وأكد قريبه الشيخ خالد الخلف أن «الشيخ نواف قد توفي في سجون الأسد تحت التعذيب والخبر وصلنا منذ عشرة أيام، لكننا تأكدنا صباح اليوم (أمس)»، متوقعا أن «يشعل خبر وفاته مدينة دير الزور». إلا أن صفحة «حملة دعم الشيخ نواف البشير» على موقع «فيس بوك» نفت خبر وفاته، مؤكدة أنه عار عن الصحة.

وكان قريب البشير أعلن أن «القبائل هناك لن تسكت وسنشهد استخداما أعنف للسلاح في وجه هذا النظام المجرم»، لافتا إلى أنهم «كقبائل عربية لن يقبلوا أن يتلقوا التعزية بالشيخ الشهيد قبل أن يتم إسقاط النظام السوري ومحاسبة بشار وماهر الأسد على جرائمهم».

ويعود للبشير، المعتقل من النظام السوري على خلفية تأييده للتحركات الشعبية ودعمه للمتظاهرين منذ مطلع شهر أغسطس (آب) الماضي، الفضل في منح المناطق الشرقية لسوريا، وتحديدا مدن دير الزور الحسكة والرقة، موطئ قدم على خريطة المعارضة السورية. هذه المناطق، التي سعى النظام السوري إلى تغييبها عن المشهد السوري العام، وجدت في الشيخ المعارض رمزا يعبر عن معارضتها لأسلوب النظام الحاكم وصلافته. ووجد البشير الذي يعد من أبرز مؤسسي لقاء إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي، نفسه في عام 1975 متسلما زعامة المشيخة من والده الذي توفي في السنة نفسها، فصار البشير شيخ مشايخ عشائر البكارة، ليعمل لاحقا في السياسة تحت شروط النظام الحاكم. فأصبح عضوا في قيادة حزب الوحدويين الاشتراكيين، المنضوي تحت ائتلاف الجبهة الوطنية التقدمية التي شكلها الرئيس الراحل حافظ الأسد في أوائل السبعينات. وبعد ترشحه لمنصب عضو مجلس الشعب ونجاحه في دورة 1990، سعى البشير إلى تلبية احتياجات أبناء منطقته وعموم مناطق محافظة دير الزور ضمن الإمكانيات المتاحة.

في عام 1993، ترك الشيخ المولود سنة 1952 في قرية محيمدية في مدينة دير الزور، حزب الوحدويين الاشتراكيين إثر خلاف تنظيمي مع القيادة الحزبية، وترشح مرة أخرى بشكل مستقل لعضوية مجلس الشعب سنة 1998، لكن النظام السوري الذي بدأ يلحظ بوادر معارضة على السلوك السياسي للشيخ، قام بتغيير نتائج الانتخابات مما حال دون نجاحه على الرغم من حصوله في ذلك الوقت على أكثر من مليون صوت انتخابي. وتكرر السيناريو نفسه في الدورة الانتخابية اللاحقة في عام 2003، حيث لم يتمكن للأسباب عينها من الفوز.

وتوضح مصادر مقربة من البشير لـ«الشرق الأوسط» أنه قد اعتكف عن العمل السياسي داخل مؤسسات النظام السوري بعد تجربته المريرة وأصبح على يقين بأن التعاون مع هذا النظام على بناء الوطن غير ممكن أبدا، ليتفرغ بعدها إلى معارضة نظام الحكم عبر المشاركة في تأسيس إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي وتمثيل العشائر السورية في هذا الإعلان.

منذ بداية الانتفاضة في سوريا كان للشيخ البشير موقف واضح في الوقوف مع الشعب المنتفض والمطالبة برحيل النظام الحاكم، وقد ظهر الشيخ في أكثر من فيديو وهو يخطب في جموع المتظاهرين في مدينة دير الزور. كما كان له دور كبير من خلال الظهور المتكرر على شاشات الفضائيات وفضح ممارسات النظام السوري بحق المحتجين السلميين.

وتذكر المصادر المقربة من البشير أنه «قد دعي بعد إعلانه لموقفه المساند للثورة السورية إلى لقاء يجمعه بالرئيس السوري بشار الأسد في أوائل شهر مايو (أيار) من العام الحالي، إلا أن الأسد لم يقابل البشير وكلف هذه المهمة للأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد سعيد بخيتان، الذي هدد البشير بأنهم مستعدون كبعثيين لقتل ثلث الشعب السوري وهو ما كشفه البشير في ما بعد على شاشات الفضائيات، مؤكدا على ثبات موقفه المتضامن مع الثورة السورية».