السفير أحمد بن حلي لـ «الشرق الأوسط»: نراهن على قدرة القيادة السورية والمعارضة السلمية على معالجة الأزمة

نائب الأمين العام للجامعة العربية: لن نبني مواقف حول المجلس الانتقالي السوري من خلال وسائل الإعلام

السفير أحمد بن حلي
TT

استبعد نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي، دخول الجامعة في حوار مع المجلس الانتقالي السوري الذي أعلن عن تشكيله في تركيا مؤخرا، وقال في حوار مع «الشرق الأوسط» من القاهرة إنه «ليس لدى الجامعة معلومات رسمية عنه، ولا يمكن بناء مواقف عبر وسائل الإعلام»، وشدد على أهمية دعم استقرار سوريا وسرعة تنفيذها لقرارات وزراء الخارجية العرب التي صدرت مؤخرا، بضرورة الوقف الفوري لاستخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين، قائلا: «نراهن على قدرة القيادة السورية والمعارضة السلمية على معالجة الأزمة».

وأعرب بن حلي عن اعتقاده بأن وجود وفد من الجامعة العربية لزيارة سوريا والاطلاع على الحالة في دمشق وحماه وغيرها من المحافظات السورية، كان من الممكن أن يعطي صورة حقيقية يمكن بناء موقف عربي سليم وصحيح على ضوئها، وتابع بقوله: «لكن موقف وزراء الخارجية العرب رأى أنه لا بد من وقف كافة أشكال العنف قبل الذهاب إلى سوريا والمجلس سيد قراره».

واعتبر نائب الأمين العام للجامعة العربية نقل المبادرة الخليجية بشأن اليمن إلى مجلس الأمن لتنفيذها عبر البند السابع، يمثل تعقيدا للوضع في البلاد. وطالب بسرعة تنفيذ المبادرة عبر إشراف دول مجلس التعاون الخليجي وبدعم من الأمم المتحدة. وهنا نص الحوار:

* طالبت الجامعة العربية السلطات السورية بوقف فوري لإطلاق النار على المتظاهرين، لكن شيئا لم يتغير على الأرض. كيف يمكن أن تتعامل الجامعة مع هذا التصعيد اليومي؟

- موضوع سوريا دقيق ولا بد من التعامل معه بكل حذر لأن مكانتها ووضعها ووزنها غير بقية الدول. ونحن ننطلق من أن استقرار سوريا وتنفيذ الإصلاحات والمطالب التي رفعها الشعب السوري لا بد وأن يكون التجاوب معها بسرعة وبطريقة فورية لأن عامل الوقت مهم جدا وفي إطار الحفاظ على استقرار ووحدة سوريا وحفظ التوازن للمنطقة، وعليه تحرك الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي باتجاه سوريا مرتين والتقى القيادة السورية.

* لكن الأحداث تجاوزت كل ما سبق، وحالة التصعيد باتت أشد.. ماذا أنتم فاعلون؟

- ما زلنا نرى أن التدخل الخارجي أو الاستقواء به خطر، فهو يساهم في المزيد من التعقيدات. نراهن على قدرة القيادة السورية والمعارضة السلمية على معالجة الأزمة من جميع جوانبها وبالذات في مجال تجسيد الإصلاحات المطلوبة سواء فيما يتعلق بقانون الأحزاب أو الانتخابات.

* لكن سقف مطالب المعارضة تغير الآن وأصبح رحيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد؟

- نحن ضد التصعيد ونطالب بوقف هذه الممارسات، ولكن هناك من يتحدث عن استخدام إطلاق النار من المعارضين.

* وهل استوثقتم من صدق هذه المعلومات؟

- هناك عدم وضوح بشأن من يطلق النار، الدولة مسؤولة عن حماية مواطنيها والتعامل بشكل سلمي وعدم استخدام العنف ضد المدنيين. وأكثر من مرة تقول الدولة السورية إنها تدافع عن نفسها ضد مسلحين يهددون الأمن.

* هل معنى ذلك أن الثورة السورية خرجت عن طابعها السلمي وتحولت لثورة مسلحة؟

- كلمة الثورة هذه أضعها بين قوسين في هذا المجال بالذات، لأن التعقيدات على الساحة السورية تثير استغرابا وتساؤلات كثيرة، ولهذا كان يمكن وجود وفد من الجامعة العربية لزيارة سوريا والاطلاع على الحالة ليس فقط في دمشق أو حماه وإنما في كل المحافظات، ربما كان هذا يعطي الصورة الحقيقية التي من خلالها يمكن بناء موقف عربي سليم وصحيح، لكن موقف وزراء الخارجية العرب رأى أنه لا بد من وقف كافة أشكال العنف قبل الذهاب إلى سوريا والمجلس سيد قراره.

* هل حدثت اتصالات مع النظام السوري لمتابعة مسألة وقف استخدام القوة وإطلاق النار فورا تنفيذا لقرار مجلس الجامعة؟

- سلسلة العنف والعنف المضاد وبناء موقف من خلال وسائل الإعلام مسألة صعبة.

* كيف تقيم قرارات البرلمان العربي الذي نقل مقره إلى القاهرة احتجاجا على عنف النظام السوري ضد شعبه وأوصى بتجميد عضوية سوريا بالبرلمان خلال الشهر المقبل إذا لم تتجاوب مع قرار وقف إطلاق النار وكذلك أوصى بتجميد عضوية سوريا في الجامعة؟

- البرلمان العربي يمثل البعد الشعبي وليس الرسمي ولهذا من حقه أن يأخذ أي قرارات، وكان بودي أن يقر بإرسال وفد شعبي إلى سوريا ويتحدث مع السلطة والمعارضة ويطلع على الأمر قبل بناء موقف.

* ما موقف الجامعة من تشكيل المجلس الانتقالي السوري في تركيا وهل سيكون بديلا للنظام؟

- ليس لدينا معلومات دقيقة حول هذا المجلس والتجمع الذي يتكون منه حتى نبني موقفا واضحا.

* لكن المجلس تم تشكيله بالفعل..

- لا يمكن بناء مواقف سياسية سليمة وقوية من خلال وسائل الإعلام.

* ماذا تعتزم الجامعة عمله بشأن تطور الأحداث في سوريا؟

- ننتظر وندعو لوقف كل ممارسات العنف والعنف المضاد واحترام حقوق الإنسان وفي الوقت نفسه نعمل على مساعدة سوريا لإعادة الاستقرار ولتنفيذ الإصلاحات خلال وقت سريع، ولا يمكن للأمانة العامة أن تأخذ قرارات مغايرة لما أقره وزراء الخارجية العرب، ويظل التواصل بين سوريا والجامعة موجودا. وقد التقى الأمين العام بوليد المعلم وزير الخارجية السوري ونائبه على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكان هناك حوار واضح وصريح، ومع ذلك نحن قلقون جدا على ما يجري في سوريا والتطورات التي تشهدها الساحة هناك.

* في الشأن اليمني كيف تقيم التطور الجديد بنقل المبادرة الخليجية إلى مجلس الأمن للحصول على قرار بتنفيذها تحت بند الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة؟

- بالنسبة لليمن نحن كأمانة عامة بمجرد إعلان مبادرة الخليج أكدت الجامعة دعمها؛ باعتبار أن مجلس التعاون الخليجي هو أحد الروافد الهامة للجامعة العربية والميثاق ينص على ذلك وكان آخر لقاء بين الدكتور العربي مع أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني في نيويورك وتحدثا عن المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها وخطواتها وكان رأي الأمين العام الإسراع في تنفيذ هذه المبادرة وليس الحديث عنها وتعديلها ووضع حد لإراقة الدماء التي تحدث يوميا في اليمن وسقوط الضحايا بشكل يدمي القلوب بكل أمانة، وكل ما يهمنا هو أن تسارع القيادة اليمنية في تنفيذ التزامها لأن المبادرة الخليجية هي سبيل معالجة الأزمة ومن خلال إشراف دول الخليج والأمم المتحدة ودور مبعوثها الذي قام بجهد كبير والآن لا بد من الخروج من هذه الدائرة المغلقة إلى حيز التنفيذ.

* لكن هل تؤيد الجامعة نقل المبادرة الخليجية إلى مجلس الأمن؟

- نحن مع تنفيذ المبادرة، وقد سئل الأمين العام عما إذا كان هناك تناقض بين المبادرة الخليجية ودور الأمم المتحدة وكان هناك رد واضح بأن هناك تكاملا بين جهود الأمم المتحدة والمبادرة الخليجية وبالتالي نحن نعتقد أن هذه المبادرة هي الصيغة المثلى لمعالجة الأزمة اليمنية.

* هل يعني هذا أن الجامعة مع تنفيذها بأي صيغة؟

- نحن مع تنفيذها بما تم التوافق عليه بين المعارضة والسلطة، أما نقلها إلى مجلس الأمن فستكون له آثار سلبية ومزيد من التعقيدات لأنها تنهي التدويل والخروج من الإطار الإقليمي إلى إطار دولي لا ندري الأفق الذي تنتهي إليه وربما تكون هناك تعقيدات أكثر من الوقت الحالي.

* ألا ترى أن عدم تنفيذ المبادرة سيؤدي إلى نفس النتيجة التي تحذر منها في حال الانتقال إلى مجلس الأمن؟

- ولهذا لا بد وأن يكون الإخوان في اليمن مدركين أن التدويل ودخول مجلس الأمن على الخط ليس في صالح اليمن واستقراره.

* هل تعتقد أن الأزمة في اليمن تعالج بمنطق البقاء للأقوى؟

- لا يوجد كاسب في اليمن، الجميع خاسرون؛ لأن ما نشهده من سقوط ضحايا واستقطاب لأطراف يمنية ودخول متطرفين، هذا كله ليس في صالح اليمن.