الأمين العام لـ«الناتو»: لن نتدخل في سوريا لكننا ندين ما يقوم به الأسد

راسموسن في حوار مع «الشرق الأوسط» : نتوقع ازدهارا في المنطقة العربية في السنوات المقبلة

TT

عبر أندرس فوغ راسموسن، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، عن تفاؤله الكبير بالوضع في العالم العربي بعد الثورات، وقال في حوار خاص بالشرق الأوسط»، أجرته معه في بروكسل: «أعتقد أنه مع استفاقة العرب سنرى المنطقة تزهر في السنوات المقبلة، خاصة أن الناس سيواجهون الكثير من التحديات، لكن أعتقد أن رغبتهم في الحرية والديمقراطية قوية جدا، وهذا ما سيجعل الشعوب تتجاوز كل هذه الصعوبات».

كما صرح بأنه يرى أن «الربيع العربي فرصة لتقوية وتجديد علاقاتنا بالمنطقة، وأؤمن بالإضافة الإيجابية التي قدمتها الدول العربية لعملية (الحامي الموحد) في ليبيا». وبأن جزءا من سياسات الناتو الجديدة هي دعوة الشركاء للانضمام للحلف من خلال بعثات تمثلهم في مقره.

وأكد راسموسن مجددا على أن حلف شمال الأطلسي لن يتدخل في سوريا، وتدارك: «لكننا ندين بشدة ما يقوم به نظام الأسد ضد المحتجين في سوريا».

وبين الأمين العام أنه من المبكر الآن تحديد وقت إنهاء المهمة في ليبيا، وقال: «نرى أنه من الضروري مراجعة عملياتنا بشكل مستمر. والانسحاب سيكون في أقرب وقت.. ولأن عملياتنا جاءت بالأساس من أجل حماية المدنيين من أي هجوم، فسنواصلها إلى أن يتم تحقيق الأمن».

ونفى راسموسن إمكانية اندلاع حرب أهلية في ليبيا، وقال: «لا أتوقع حربا أهلية في ليبيا، وأعتقد أن المجلس الانتقالي سيقوم بدور كبير للحفاظ على وحدة ليبيا، والعمل بعزم من أجل تحقيق الديمقراطية»، كما أشار الأمين العام للحلف إلى أنه على اتصال مستمر بالمجلس الانتقالي، وأنه يتابع التطورات السياسية بشكل مستمر. وقد أجرت «الشرق الأوسط» حوارا خاصا مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، بمقر الحلف ببروكسل، على هامش اجتماعات وزراء الدفاع الأعضاء في الحلف، الذي امتد على يومين (الأربعاء والخميس الماضيين)، وفي مايلي نص الحوار:

* بعد اجتماعاتكم مع وزراء الدفاع هذا الأسبوع لم تتوصلوا إلى تاريخ محدد للانسحاب من ليبيا؛ ما شروط إنهاء مهمتكم فيها؟

- وجودنا في ليبيا سيتحدد حسب ما تتطلبه الضرورة، وأعتقد أنه من المبكر الآن تحديد وقت إنهاء المهمة، وقد قلنا في السابق إننا مددنا عملياتنا في ليبيا بـ90 يوما، لكن في نفس الوقت نرى أنه من الضروري مراجعة عملياتنا بشكل مستمر. والانسحاب سيكون في أقرب وقت تسمح فيه الظروف بذلك.

ولأن عملياتنا جاءت بالأساس من أجل حماية المدنيين من أي هجومات فسنواصلها إلى أن يتم تحقيق الأمن، وسنواصل عمليا مهمتنا إلى نهاية التهديدات التي تمس من سلامة وأمن المدنيين.

* كيف هي علاقتكم بالمجلس الانتقالي، وهل طلبوا منكم أي خدمات في هذه المرحلة؟

- التقيت بالدكتور محمود جبريل وبرئيس المجلس مصطفى عبد الجليل، في عدة مناسبات كانت في إطار العمل في إسطنبول وفي إطار أصدقاء ليبيا، وأريد أن أؤكد أن مهمتنا هي حماية المدنيين ضد الهجوم عبر عمليات جوية وبحرية، وطبعا في إطار العمل الدولي. ونحن على اتصال دائم مع المجلس الانتقالي في ليبيا، وقد زارونا هنا في مقر الناتو.

* لماذا هذه الاتصالات، وما أهم المحاور التي يتم تداولها؟

- أهم سبب لهذه المحادثات متابعة التطورات السياسية في ليبيا، وأكرر: مهمتنا هي حماية المدنيين من الهجمات، وليس من دورنا التدخل فيما يحدث في البلاد، لكن يهمنا متابعة التطورات السياسية.

* مع بعض الانقسامات والخلافات التي بدأت تظهر، خاصة في مرحلة تشكيل الحكومة، هل تتوقعون قيام حرب أهلية في ليبيا؟

- لا أتوقع حربا أهلية في ليبيا، وأعتقد أن المجلس الانتقالي سيقوم بدور كبير للحفاظ على وحدة ليبيا، والعمل بعزم من أجل تحقيق الديمقراطية، وهذا مهم جدا.

* نفيتم في عدة مناسبات أن الناتو سيتدخل في سوريا، هل من جديد أو تغير في موقفكم؟

- لا، الناتو لن يتدخل في سوريا، لكننا ندين بشدة ما يقوم به نظام الأسد ضد المحتجين في سوريا، وأدعو هذا النظام لوقف هذه التصرفات وتلبية مطالب الشعب السوري الشرعية، وتطبيق الديمقراطية.

* كيف ترى مستقبل الدول العربية بعد «الربيع العربي»؟

- أنا متفائل جدا وأؤمن أن الحرية أهم قوة في العالم، لأنها تمهد لدور خلاق، وتسهم في بعث إطار عملي للتطور الاقتصادي، ولمجتمع مستقر، بجانب أن الحرية السياسية هي الوسيلة الأهم لضمان الأمن، فإن الاستقرار السياسي يضمن السلام والاستقرار العام.

وأعتقد أنه مع استفاقة العرب سنرى المنطقة تزهر في السنوات المقبلة، خاصة أن الناس سيواجهون الكثير من التحديات. لكن أعتقد أن رغبتهم في الحرية والديمقراطية قوية جدا، وهذا ما سيجعل الشعوب تتجاوز كل هذه الصعوبات.

* سمعنا عن انضمام الإمارات للناتو، الذي سيكون رسميا في شهر مارس (آذار) المقبل، هل تهتمون بانضمام دول عربية ودول الخليج إليكم؟

- نعم أنا أعتقد أن «الربيع العربي» فرصة لتقوية وتجديد علاقاتنا بالمنطقة، وأؤمن بالإضافة الإيجابية التي قدمتها الدول العربية لعملية «الحامي الموحد» في ليبيا. وجزء من سياساتنا الجديدة أننا دعونا شركاءنا للانضمام إلينا من خلال بعثات هنا في مقر الحلف. وبعضهم تجاوب وتقدم بطلب رسمي ونحن نقدر هذا.

وممن استجابوا الإمارات، ولدينا مؤسستان، هما من شركائنا؛ الأولى اسمها «الحوار المتوسطي»، التي تضم سبع دول من شمال أفريقيا والشرق الأوسط، والثانية التي تشكلت سنة 2004 بإسطنبول، التي تضم أربعة دول خليجية هي الكويت، قطر، الإمارات والبحرين. وأنا أتصور أن ليبيا الديمقراطية يمكن أن تنضم بسهولة لمجموعة الحوار المتوسطي، وتصبح بذلك من شركائنا. وهذا مثال لكيفية تطوير علاقاتنا.

وندعو بقية الدول في الخليج ونجدد دعوتنا للمملكة العربية السعودية للانضمام لشركائنا.

* تتجدد دعوات سياسية من أوروبا لوقف كل أنواع الحوار مع إيران بحجة إخلالها بالتزاماتها، ما موقفكم أنتم من إيران؟

- نحن في الناتو ليس لنا أي تدخل في الشأن الإيراني، لكن بعض الأعضاء في الحلف يتعاملون مع الشأن الإيراني لكن بشكل منفرد. ونحن ندعم المساعي الدبلوماسية للتوصل إلى حل بخصوص المشكل الإيراني، ونطلب من إيران التقيد بالتزاماتها الدولية.