رئيس حكومة إقليم كردستان يلتقي نجل مشعل تمو ويصف والده بـ«شهيد الحرية»

برهم صالح: الخلافات داخل أي دولة لن تحل بالعنف.. والدور الكردي في انتفاضة سوريا مشرف

رئيس حكومة إقليم كردستان برهم صالح خلال لقائه في أربيل أمس فارس تمو نجل السياسي الكردي السوري مشعل تمو الذي اغتيل الجمعة الماضي في سوريا («الشرق الأوسط»)
TT

في إطار الموقف المستجد لقيادة إقليم كردستان بدعم الانتفاضة الشعبية في سوريا، استقبل برهم صالح رئيس حكومة الإقليم بمكتبه الرسمي في العاصمة أربيل فارس تمو نجل السياسي الكردي مشعل تمو الذي اغتيل يوم الجمعة المنصرم، وقدم له ولأسرته تعازيه بهذه المناسبة واصفا تمو بـ«شهيد الشعب والحرية والديمقراطية».

وأكد صالح خلال اللقاء أن «تمو تحول إلى رمز آخر للحركة السلمية والشعبية للشعب الكردي من أجل الحصول على حقوقه القومية والديمقراطية المشروعة»، مضيفا أن «الخلافات لن تحل في أي دولة عن طريق العنف والترهيب، بل تحل من خلال احترام رغبة وإرادة الشعوب، فجميع التجارب بالعالم أثبتت عقم الحلول العنفية والإرهاب التي لا تأتي سوى بالمزيد من الخراب والدمار للشعوب والدول»، وأضاف أن «الدور الكردي في الانتفاضة السورية هو دور مشرف ويتناسب مع تطورات الأحداث هناك، حيث إن الكرد لم يكونوا قط عاملا من عوامل الفوضى وعدم الاستقرار في هذا البلد، بل مضوا في تحركاتهم للمطالبة بحقوقهم الديمقراطية والمدنية في إطار سلمي بعيدا عن العنف، ولذلك يجب احترام هذه الإرادة الشعبية وعدم تعامل النظام السوري مع المطالب السلمية بالسلاح والقوة المفرطة».

من جهته، قدم فارس تمو شكره وتقديره لمواقف القيادة الكردية بكردستان العراق، وقال بأن تلك المواقف تعزيهم في مصابهم، مشيرا إلى أن «والده قتل من دون أي ذنب، ومع ذلك فإن أسرته تتطلع لأن تكون الدماء التي أريقت منه خميرة للنضال السلمي من أجل تحقيق الحرية والحقوق المشروعة للشعب الكردي، وأن تكون تضحيات والدنا دافعا للتعايش السلمي والديمقراطي بين المكونات السورية المتطلعة إلى حقوقها الإنسانية والديمقراطية».

وفي السياق ذاته، التقى نائب رئيس البرلمان الكردستاني الدكتور أرسلان بايز بعائلة تمو وقدم تعازي شعب كردستان إلى عائلة الفقيد مثمنا دور تمو في النضال السياسي الكردي. وجدد نجل تمو أثناء اللقاء شكر عائلته لموقف الشعب الكردي عبر برلمانه وذلك بإصدار بيان إدانة شديدة لاغتيال تمو، معلنا أنهم «لن يقيموا مراسم العزاء بوالده لأن النضال السلمي والمدني للشعب الكردي في سوريا ما زال مستمرا ويحتاج إلى تضحيات أخرى من هذا الشعب».

وعلى صعيد متصل، دعت حركة التغيير الكردية المعارضة التي يترأسها السياسي الكردي المعروف نوشيروان مصطفى في بيان صدر عن كتلتها البرلمانية بمجلس النواب العراقي يوم أمس، الحكومة العراقية إلى موقف واضح من «اعتداءات نظام بشار الأسد على المواطنين المدنيين والعزل». وقالت الكتلة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نصه «إن كتلة التغيير تدين بشدة الحملة الشرسة التي تنفذها السلطات السورية ضد السكان المدنيين الذين يطالبون فقط بتحقيق حرياتهم وحقوقهم الديمقراطية مثل سائر شعوب المنطقة والعالم». ودعت الكتلة الحكومة العراقية إلى موقف واضح مما يجري في سوريا وقالت في بيانها «ندعو الحكومة العراقية إلى الخروج عن صمتها تجاه الجرائم التي يرتكبها النظام السوري، وأن تعلن عن موقف واضح وصريح مما يجري هناك، وأن تدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي عن السلطة والرضوخ لمطالب الشعب وإرادة الجماهير، حتى يتمكن الشعب السوري من بناء نظام سياسي ديمقراطي تعددي في البلاد يضمن حقوق جميع المكونات الشعبية». وفي جزء من البيان أدانت حركة التغيير مقتل السياسي الكردي مشعل تمو واعتبرت اغتياله جزءا من سياسة القمع ومحاولة القضاء على الحركة الشعبية الكردية في سوريا.