الأمير محمد بن نواف: السعودية لن تدخر أي جهد لضمان أن يبدأ الحج وينتهي بأمن وأمان وسلام

أشار إلى 3 أسباب تجعل من الحج أكبر رحلة دينية مؤثرة على وجه الأرض

الأمير محمد بن نواف
TT

أكد الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، أن المملكة العربية السعودية لن تدخر أي جهد لضمان أن يبدأ موسم الحج وينتهي بأمن وأمان وسلام.

جاء ذلك في كلمته خلال حفل وزارة الخارجية البريطانية أمس لتدشين انطلاقة بعثة حج المملكة المتحدة لموسم حج العام الحالي 1432هـ للأراضي المقدسة في المملكة بحضور الوزيرة وعضو مجلس الوزراء البريطاني البارونة وارسي سعيد، ووزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية جيرمي براون.

وأعرب السفير السعودي في كلمته عن سعادته بالانضمام إلى احتفال تدشين بعثة الحج البريطانية إلى المملكة العربية السعودية، معربا في نفس الوقت عن تقديره لفريق الخليج ومكتب الحج والشؤون القنصلية في وزارة الخارجية البريطانية وللدعم القيم الذي يقدم سنويا لبعثة الحج البريطانية.

وقال إن «الدعم الذي تقدمه الحكومة البريطانية لبعثة الحج يعد تجسيدا للرعاية والاهتمام الذي يعطى للمسلمين البريطانيين باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من تركيبة هذا البلد. وهذه الرعاية والاهتمام تعزز بلا شك شعور كل المسلمين البريطانيين بالانتماء إلى وطنهم ويفرض التزامهم وتفانيهم في رفاه وتنمية مجتمعاتهم والبلاد ككل».

وأشار السفير إلى ثلاثة أسباب تجعل من الحج أكبر رحلة دينية مؤثرة على وجه الأرض، محددا في هذا الخصوص الهدف من الحج والحجاج والمشاعر والعواطف.

وأوضح السفير أن الهدف من الحج هو الوفاء بالركن الخامس من أركان الإسلام، مشيرا إلى أن أداء فريضة الحج يعني التزام الحاج بتنفيذ مهام أخرى عميقة ومهمة يبرهن من خلالها عن تضامنه مع إخوانه المسلمين ويثبت بهمة ونشاط ما يعبر عنه لفظيا خلال الطواف.

وتابع قائلا إن «الحج رحلة فريدة من نوعها، فالأفراد الذين يؤدون هذه الفريضة هم أفراد مسلمون يعيشون في الأصل داخل ثقافات متنوعة ومتعددة ويعبرون الحدود من أجل تنفيذ واجبهم الإسلامي وهؤلاء الأفراد قد يكونون ماليزيين أو كنديين أو صينيين أو كينيين أو أذربيجانيين أو ألمانا وأكثر من ذلك».

وقال الأمير محمد بن نواف إن «هؤلاء وغيرهم يسافرون من أراض مختلفة ومن أماكن يشعرون فيها بعض الأحيان بأنهم أجانب، إلى أرض واحدة ومكان واحد وهو المكان والأرض التي نزل فيها دينهم، وباختصار هي رحلة من الفرقة إلى التوحد».

وأضاف أن «الحج تجربة فريدة لا تصدق بسبب المشاعر التي تظهر على حجاج بيت الله الحرام من التفاني والالتزام بخدمة المجتمع والتواضع والرغبة في العيش في ظل مبادئ نقية وأكثر سلمية فالحج هو بمثابة انعكاس حقيقي لمبادئ سامية من التواضع والمساواة والأخوة الإنسانية التي هي في صميم الإسلام فالناس جميعا سواسية في الحج وتحدوهم جميعا نفس القوة والكل يذهب بنفسه وبكل تواضع وطاعة لخدمة الله عز وجل».

وتابع السفير قائلا: من النادر في عالم اليوم أن تجد مثل هذا التفاني العميق والذي لا يعرف الكلل والملل.

وقال الأمير محمد بن نواف إن الحج «رحلة دينية مدهشة وأداء عميق للشعائر الدينية وهو شهادة على قوة الإسلام ولا يساورني شك بأن الكثير من إخواننا وأخواتنا البريطانيين المسلمين قد شهدوا هذه الحقيقة بأنفسهم من رحلات الحج السابقة، وأنا واثق من أن أعضاء بعثة الحج لهذا العام سيكتشفون ذلك في رحلتهم المباركة القادمة».

وأضاف السفير السعودي «وكمسلم وكسعودي أشعر بالفخر لأني امثل أمة لها شرف وامتياز استضافة ضيوف الرحمن الذين يأتون من جميع أنحاء العالم كل عام لأداء فريضة الحج. ونحن في المملكة العربية السعودية نؤمن بأن الله عز وجل قد أنعم علينا بشرف ومسؤولية أن نكون خادمين للمسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة وهي النعمة التي نحمد الله عليها وهي أيضا المسؤولية التي نأخذها على محمل الجد».

وأشار السفير إلى أن منسوبي سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة يتشرفون بأن يكونوا جزءا من الجهود التي تبذلها بلادهم من أجل الارتقاء إلى مستوى المسؤولية وهي مهمة ليست بالصغيرة بأن تقوم بدور المستضيف لملايين الحجاج. وهي مهمة ضخمة إداريا وتنظيميا وبتحديات لوجستية.

وأضاف «لكن من حسن الحظ أن قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء يتابعون بشكل شخصي حشد كل الجهود الكبيرة لمواجهة هذه التحديات بفعالية وكفاءة وهذا يتطلب تخصيص وإدارة موارد بشرية ومالية وثقافية ضخمة، والمملكة تفتخر بأن تقوم بكل هذا لخدمة الإسلام».

وأشار إلى أن بعثة الحج البريطانية وغيرهم من الزوار إلى الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة قد شهدوا طوال السنوات الماضية المشاريع التي استهدفت تحسين الخدمات المقدمة لهم، إلا أنهم سيلاحظون بإعجاب وبشكل استثنائي الجهود الإضافية في هذا المجال.

وقال السفير «لقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، حجر الأساس خلال الأسابيع القليلة الماضية لمشاريع توسعة تدخل ضمن أكبر المشاريع حجما في تاريخ توسعات المسجد الحرام في مكة المكرمة، وكذلك في المدينة المنورة إلى جانب ما أنجز بالفعل في عهده المبارك من توسعة المسعى والمجمع الضخم لجسر الجمرات».

وبين أن هذه التوسعة للمسجد الحرام ستزيد من قدرته الاستيعابية بأكثر من نسبة 150 في المائة أي من 600 ألف إلى أكثر من مليون ونصف المليون، مشيرا إلى أن هدف هذه المشاريع الضخمة هو جعل أداء فريضة الحج والعمرة أكثر يسرا وراحة وأمانا لضيوف الرحمن.

وأكد السفير أن المملكة لن تدخر أي جهد لضمان أن يبدأ الحج وينتهي بأمن وأمان وسلام، متمنيا للحجاج البريطانيين وجميع الحجاج حجا مبرورا ومقبولا وعودة سالمة إلى أوطانهم وأحيائهم.

من جانبه، عبر جيرمي براون، وزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية، عن شكره لحكومة المملكة العربية السعودية على الخدمات والتسهيلات المقدمة للحجاج.

وأكد براون أن الجانب البريطاني سيعمل مع الجانب السعودي في جميع المجالات التي من شأنها تسهيل أداء البريطانيين المسلمين للحج.

وبدورها، أشادت البارونة وارسي سعيد، الوزيرة وعضو مجلس الوزراء البريطاني، بالخدمات التي تقدمها حكومة المملكة للحجاج، مشيرة إلى التطور والتقدم المستمرين من عام إلى عام على مستوى هذه الخدمات، مستشهدة في هذا الخصوص برحلتها لأداء الحج في العام الماضي.

وفي رد على أسئلة الصحافيين، شدد الأمير محمد بن نواف أن السلطات المعنية في المملكة تقوم باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أن تفي مؤسسات الحج بكامل تعهداتها للحجاج، مبينا أن الجميع في المملكة وفي المشاعر المقدسة يعمل واضعا نصب عينيه خدمة ضيوف الرحمن أولا وأخيرا.

كما أكد السفير في جانب آخر أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تأخذ بعين الاعتبار كل الإجراءات التي من شأنها التأكيد على السلامة البيئية والصحية في الأماكن المقدسة قبل وبعد انتهاء موسم الحج.

حضر المناسبة عدد كبير من سفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين لدى المملكة المتحدة بالإضافة إلى مندوبي وسائل الإعلام.