سجون تنضم لإضراب.. وسعدات: نحيا بكرامة أو نموت رافعي الرأس

المنظمة تعلن إضرابا تضامنيا مع الأسرى.. والمسلمون والمسيحيون يصومون.. والجامعة العربية تجتمع غدا

فلسطينيون يتظاهرون في قطاع غزة تضامنا مع الأسرى المضربين أمس (أ.ب)
TT

مع دخوله الأسبوع الثالث، أخذ إضراب الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، منحى جديدا، بانضمام مئات آخرين للإضراب، وتهديد آلاف أخرى بالالتحاق به الأسبوع المقبل،.

في غضون ذلك صعد الفلسطينيون رسميا وشعبيا، تضامنهم مع الإضراب الذي بات يهدد حياة البعض من الأسرى منهم أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي كان قد اختطف من سجن فلسطيني في أريحا قبل خمسة أعوام.

وقال عيسى قراقع، وزير شؤون الأسرى، بعد 14 يوما على الإضراب، الذي بدأه نحو 200 من أسرى الجبهة الشعبية: «إن دائرة الإضراب المفتوح عن الطعام، اتسعت في صفوف الأسرى وانضمت سجون بكاملها إليه». وأضاف: «الأسرى بدأوا بالانتقال من مرحلة الإضرابات الجزئية إلى الإضراب الكامل».

وانضم، أمس، للإضراب أسرى سجن جلبوع القريب من منطقة الأغوار الشمالية، وعددهم 240 أسيرا، بالإضافة إلى أسرى سجن عوفر قرب مدينة رام الله، وأسرى سجن ريمون في صحراء النقب، و30 أسيرا في سجن ايشل، وهو أيضا في صحراء النقب جنوب إسرائيل، وفق خطة تؤدي إلى انضمام جميع الأسرى وعددهم 140 أسيرا خلال أسبوع.

وتوقع قراقع أن يشهد الأسبوع المقبل انضمام جميع الأسرى، وعددهم 6000، للإضراب المفتوح عن الطعام على ضوء استمرار الحكومة الإسرائيلية برفضها لمطالب الأسرى.

وكانت إدارة السجون قد رفضت في حوارات سابقة مع ممثلي الأسرى، معظم طلباتهم التي تركزت على إنهاء سياسة العزل الانفرادي، وإعادة التعليم الجامعي، والقنوات الفضائية، ووقف سياسة تكبيل الأسرى خلال الزيارات، ووقف سياسة العقوبات الجماعية بالحرمان من الزيارات. وفي المقابل، قال قادة الإضراب إنهم لن يتراجعوا أبدا قبل تحقيق مطالبهم. ووجه الأمين العام للجبهة الشعبية، أحمد سعدات، من زنزانته في سجن نفحة، رسالة إلى الفلسطينيين، قال فيها «إن الاستمرار بالإضراب متواصل مهما اشتدت أساليب القمع والبطش والإرهاب بحقنا، فإما أن نحيا بكرامة وبلا ذل، وإما أن نموت رافعي الرأس والهامات».

وفاخر سعدات بقدرة الحركة الأسيرة على استعادة «هيبتها» بعدما «تمادت حكومة الاحتلال في قمع المعتقلين والانقضاض على حقوقهم بشكل لم يعد يحتمل»، وقال «إننا مستمرون حتى الرمق الأخير وحتى تستجيب سلطات الاحتلال لمطالبنا وحقوقنا، فنحن أسرى حرية، وأسرى حرب، ولن نسمح بعد اليوم بتجريدنا من حقوقنا الوطنية والقانونية والإنسانية». وجاءت رسالة سعدات الذي اعتقل في 2002 من سجن فلسطيني كان يحرسه الأميركيون في أريحا وفق اتفاق مع السلطة، في وقت حذرت فيه الجبهة الشعبية إسرائيل من المس بحياته وحملتها مسؤولية أي تدهور على صحته، بعد أنباء عن تراجع حالته الصحية، عقب اقتحام زنزانته وسحب جميع مقتنياته، بما فيها السكر والملح والملابس. وحاول فريق طبي دولي زيارة سعدات للوقوف على وضعه الصحي، لكن إدارة السجون منعته. وطالبت مؤسسة «الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان» المستشار القضائي لمصلحة السجون، بنقل الأسير سعدات، من العزل إلى المستشفى بشكل عاجل لتلقي العلاج الطبي.

وطالبت الجبهة الشعبية مجلس حقوق الإنسان، والصليب الأحمر، ومنظمة العفو الدولية، ومنظمة أطباء بلا حدود، وكل المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان والأسرى، بالتحرك الفوري والعاجل لإنقاذ حياة أمينها العام.

ومع دخول المعتقلين أسبوعهم الثالث، اتسعت دائرة التضامن الشعبي والرسمي معهم، وأخذت أشكالا مختلفة، وانضم عشرات للإضرابات عن الطعام في خيم منصوبة في ساحات المدن الرئيسية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وصام كثير من المسلمين يوم الخميس الماضي، تضامنا مع الأسرى، بينما أعلن راعي كنيسة اللاتين في نابلس، الأب جوني أبو خليل، يوم الجمعة، يوم صوم لدى جميع المسيحيين بالوطن تضامنا.

ولم تكتف عائلات الأسرى ومتضامنون، بالاعتصام داخل المدن، بل نقلوا اعتصامهم إلى أمام سجن عوفر، وهو ما قاد إلى مواجهات عنيفة مع حراس السجن أدت إلى إصابة 3 فلسطينيين.

وأعلن نادي الأسير الفلسطيني عن أكبر حملة تضامنية رسمية وشعبية واسعة، تتناسب مع توسيع الإضراب عن الطعام، ودعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى إضراب تجاري لمدة ساعتين اليوم، وأعلنته يوما وطنيا وشعبيا لنصرة الأسرى.

وبدأت وزارة الخارجية الفلسطينية مراسلة دول العالم لتطالبهم بالتدخل لوقف معاناة الأسرى، كما بدأت لقاءات مع السفراء المعتمدين لدى السلطة الوطنية.

ومن المقرر أن تعقد الجامعة العربية اجتماعا غدا على مستوى المندوبين لبحث سبل دعم الأسرى، بطلب من السلطة الفلسطينية، حيث سيقدم وزير شؤون الأسرى، ورقة عمل لمناقشة خطة التحرك العربية لدعم الأسرى.