الشرطة الإسرائيلية تلغي زيارة أهل الأسرى إرضاء لعائلة شاليط

جماهير وقيادة عرب الداخل يتضامنون مع إضراب المعتقلين

TT

أقدمت الشرطة الإسرائيلية، أمس، على خطوة غير مسبوقة بأن رضخت لمطالب العشرات من المتظاهرين اليهود، الذين يعملون تحت شعار «الناشطون من أجل الجندي الأسير جلعاد شاليط»، وألغت زيارة الأهل لعشرات الأسرى الفلسطينيين في سجن شطة.

وادعى المتظاهرون أنه طالما ترفض حركة حماس في قطاع غزة أي زيارات للجندي الإسرائيلي الأسير، شاليط، فإن على السلطات الإسرائيلية أن تمنع زيارات العائلات الفلسطينية لأبنائها الأسرى في السجون الإسرائيلية. ودارت نقاشات حادة بين المتظاهرين اليهود وذوي الأسرى الفلسطينيين حول الموضوع. وقال أحد المتظاهرين اليهود للفلسطينيين: «نحن لسنا ضدكم ولسنا ضد لقاءاتكم مع أبنائكم. فهذه قضية إنسانية. ولكن حماس لم تترك لنا مفرا». وأجابت إحدى الأمهات الفلسطينيات: «نحن أيضا لسنا ضدكم. ونتمنى أن يعود شاليط لوالديه. ولكن حكومتكم هي التي تمتنع عن إطلاق سراحه ونحن لا دخل لنا في الموضوع».

وشكت الأم الفلسطينية قائلة: «إن كل زيارة لنا إلى السجون تتم بعد جهود مضنية. فإسرائيل تضع شروطا قاسية وعراقيل كثيرة وفي بعض الأحيان يستغرق وصولنا إلى لقاء ابننا وعودتنا من اللقاء إلى البيت 18 ساعة. وإلغاء الزيارة يضاعف معاناتنا، خصوصا في هذه الظروف التي يعلن فيه مئات الأسرى الإضراب عن الطعام».

وكان إضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية عن الطعام، قد دخل أسبوعه الثالث. وتقيم الحركات والأحزاب الوطنية للمواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48) حملة تضامن واسعة معهم، من ضمنها الإضراب عن الطعام لعشرة شباب في حيفا منذ يوم السبت الماضي. وفي إطار سلسلة الفعاليات التي بادر إليها حزب التجمع الوطني الديمقراطي والرابطة العربية لأسرى الداخل لنصرة أسرى الحرية المضربين عن الطعام، تظاهر أمس قبالة سجن شطة في المروج حشد كبير من أعضاء وكوادر وقيادات التجمع وأسرى محررين وذوي أسرى وآخرين. وشارك في المظاهرة عدد من قيادات الحزب، منهم النائب جمال زحالقة، رئيس الكتلة البرلمانية، والنائبة حنين زعبي والأمين العام عوض عبد الفتاح، ومنسق الرابطة العربية لأسرى الداخل منير منصور.

ورفع المتظاهرون الشعارات المنددة بسياسة مصلحة السجون التي تستهدف كسر إرادات الأسرى من خلال سلب أبسط الحقوق، في حين تعالت الهتافات المشيدة بصمود الأسرى والداعية إلى الاستجابة لمطالبهم، ومنها «يا أسير يا مغوار.. كسّر كسّر هالجدار» و«ما خلقنا تنعيش بذل.. خلقنا تنعيش بحرية»، وشعارات منها «أمعاء خاوية مليئة بإرادة التحدي» و«أنتم القلب النابض لشعبنا» و«العزل الانفرادي عقلية إجرامية». وقالت والدة الأسيرين إبراهيم وحسن إغبارية، من أم الفحم، بتأثر بالغ: «ولداي حسن وإبراهيم يقضيان حكما بالسجن 3 مؤبدات و15 عاما إضافية، ومع ذلك يسلبون منهما أبسط الحقوق، وهما مضربان من أجل الحصول على أبسط الحقوق الطبيعية والإنسانية، حيث تنتهك حقوقهما يوميا بمنع إدخال الكتب الدراسية والدينية، والتفتيش العاري وغيرها من الانتهاكات». وأضافت أنه «على جميع الأمة أن تقف إلى جانب الأسرى لأنهم دافعوا بالنيابة عنها. وأنا أتوجه بعد خيبة الأمل من بعض العرب إلى المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية لإنقاذ حياة الأسرى».

وتابعت: «انظروا إلى الإسرائيليين واليهود في العالم. من أجل أسير واحد، شاليط، أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، أما آلاف الأسرى الذين يعانون عشرات السنوات فلا أحد يكترث لهم. وتوجهت الوالدة إغبارية إلى حركة حماس بالقول: أناشدكم بأن لا يرى شاليط النور إلا بتحرير أسرانا». وقالت «نحن مع مطالبهم ومع إضرابهم، فإما الحقوق وإما الشهادة».

وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل، قد عقدت اجتماعا موسعا لها، الليلة قبل الماضية، لبحث سبل التضامن والوقوف إلى جانب معركة «الأمعاء الخاوية» التي يخوضها الأسرى المضربون عن الطعام في السجون الإسرائيلية. وحضر الاجتماع عدد من أعضاء لجنة المتابعة وممثلون عن الجمعيات والمؤسسات الحقوقية الفاعلة في قضايا الأسرى، وخصوصا في لجنتي الحريات والأسرى.

واتفق المجتمعون على تبني أي نشاط تضامني يدعم إضراب الأسرى بغض النظر عن الجهة المبادرة، كما تم خلال الاجتماع تشكيل لجنة لجدولة وتنظيم هذه النشاطات وبدء العمل عليها. وأعرب المشاركون خلال الاجتماع عن قلقهم من تدهور الأوضاع الصحية للأسرى نتيجة الإضراب المستمر منذ قرابة الأسبوعين، مؤكدين على أهمية الوقوف إلى جانب معركة الأسرى إلى حين الاستجابة لطلبات الأسرى، وحفاظا على حياتهم.