أحداث ماسبيرو ضربت الأسواق التجارية بالمنطقة في مقتل

بعضها قلص ساعات العمل.. والآخر أغلق أبواب متاجره لحين استقرار الأوضاع

TT

وسط زخم الأحداث والاضطرابات السياسية التي تعيشها البلاد، تتعرض قطاعات اقتصادية عريضة لأزمات، فللاضطرابات السياسية وجه آخر مؤلم لا يشعر به سوى أصحاب الأعمال، كما يقول محمد كامل، أحد العاملين بالمحال التجارية التي تقع في منطقة ماسبيرو على كورنيش النيل.

فبعد أحداث ماسبيرو التي راح ضحيتها 25 شخصا وأصيب فيها أكثر من 300 آخرين، تعيش المحال التجارية هناك بكافة أنشطتها حالة من الكساد، فمعدلات البيع تتراجع، والإقبال عليها شبه معدوم، لدرجة أن بعض المحال تغلق أبوابها معظم الأوقات، والبعض الآخر قلص عدد ساعات عمله إلى أقل من 5 ساعات يوميا.

ويقول كامل الذي يقف من على باب المتجر الذي يطل على كورنيش النيل المجاور لمبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وقد امتلأ الشارع الذي يطل عليه بالزجاج المنثور وبقايا السيارات المتفحمة بسبب حرائق يوم الأحد الماضي، إن الثورة المصرية أضرت بأعمالنا نحن بصفة خاصة بسبب قربنا من موقع الأحداث (ميدان التحرير)، إلا أننا لم نحزن من انقطاع عملنا خلال فترة الثورة، فتصورنا أن تلك الاضطرابات التي صاحبت الثورة هي الأخيرة، وبعد انتهاء الثورة تعاملنا مع الوضع الجديد وتوقفت أعمالنا أكثر من 18 يوما، لنعود إلى عملنا بعد أن قلص معظم أصحاب المحال مرتبات موظفيهم، ويتابع كامل: «تكرار تلك الأحداث يهدد استمرار ذلك العمل بتلك المحال، فأحد المحال المجاورة لنا احترقت واجهته ويفكر أصحابه في توقيف نشاطه حتى تهدأ الاضطرابات الأمنية في البلاد».

محمد كامل صورة مصغرة لنشاطات كبرى في مصر تضررت بشكل كبير من جراء الاضطرابات السياسية والأمنية والاحتجاجات العمالية، التي أدت، بحسب ما قاله رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين محمد فريد خميس، إلى إغلاق 840 مصنعا.

يتقاضى أغلب عمال المحال بتلك المنطقة راتبهم بشكل يومي، وهو ما يجعل إغلاق المحل أو تقليص ساعات عمله يقابله تقليص في دخل العاملين.

وخلف تلك المحال التي تطل على نيل القاهرة يقع مول «رمسيس هيلتون» الذي كانت تعتمد المحال فيه على الزائرين العرب، إلا أنه بعد الثورة وتراجع السياحة خاصة في القاهرة، أصبحت تلك المحال تعتمد كليا على الزائرين المصريين، وخفضت تلك المحال أسعار بيع بضاعتها لكي تتلاءم مع دخول المصريين، إلا أن الأحداث الأخيرة زادت الأمور سوءا.. تشعر بما ألم بهم من على أبواب «المول»، يقول علي منصور الذي يعمل في أحد المحال التجارية لبيع الأحذية إن ما نمر به الآن من كساد أمر طبيعي، فالخوف يسيطر على رواد المكان، فكل من تطأ قدمه الآن منطقة وسط البلد يتوقع أن تحدث أي كارثة، ويتابع: «اعتدت على تلك الأحداث لكن أعمال العنف الأخيرة جعلت من يعمل في تلك المنطقة يخشى على حياته، فما بالك بمن يقرر النزول لشراء ملابس أو غيرها؟.. بالتأكيد سيذهب إلى منطقة تجارية أخرى أكثر أمنا من وسط البلد».