حركة الشباب الصومالية تخسر آخر معاقلها الرئيسية في مقديشو

إيطاليا تستخدم الجيش لحماية سفنها التجارية من القرصنة.. قوات خاصة نجحت في تحرير طاقم السفينة «مونتيكريستو»

مدنيون يفرون في حافلات محملة بممتلكاتهم من منطقة في شمال مقديشو بالصومال (أ.ف.ب)
TT

أعلنت قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي أنه جرى طرد حركة الشباب الإسلامية من آخر معاقلها الرئيسية في مقديشو، وأن القوة تسيطر حاليا على مقديشو بالكامل. بينما نجحت أمس قوات بريطانية وأميركية خاصة في تحرير طاقم السفينة الإيطالية «مونتيكريستو»، التي اختطفها قراصنة صوماليون.

وكان عناصر حركة الشباب قد انسحبوا بصورة كبيرة من العاصمة الصومالية في أغسطس (آب) الماضي، ولكنهم احتفظوا ببضعة جيوب أخيرة معظمها في الشمال. إلا أن الحركة، التي ربطتها صلة بتنظيم القاعدة، ما زالت تسيطر على قطاعات واسعة من الأراضي بالصومال الجنوبي، وتشن هجمات دورية على القوات الحكومية.

وقال قائد القوات فريد موجيشا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مساء أول من أمس «نحن نسيطر على مقديشو بالكامل». كما أوضح المتحدث باسم الاتحاد الأفريقي بادي أنكوندا في بيان له أن حركة الشباب، التي ألقي عليها باللوم في الهجوم الانتحاري الذي وقع الأسبوع الماضي في مقديشو وأسفر عن مقتل نحو 70 شخصا، ترابط فقط على مشارف العاصمة.

وأضاف أنكوندا أن «التحدي الآن هو حماية المدنيين من أي هجوم إرهابي مثل الذي شهدناه الأسبوع الماضي، حيث يحاولون (عناصر الحركة) استجماع قوتهم».

وتأتي الجهود الرامية إلى السيطرة على مقديشو في وقت ما زال فيه الصومال يعاني من جفاف مدمر، حيث من المتوقع تدهور الوضع الإنساني بصورة أكبر خلال الأسابيع المقبلة.

وعلى صعيد ذي صلة، قالت مصادر مطلعة أمس إن إيطاليا ستضع قوات تابعة للجيش على ظهر سفنها التجارية لحمايتها من هجمات القراصنة الصوماليين. فيما ذكر مسؤولون إيطاليون أن قوات بريطانية وأميركية خاصة داهمت أمس سفينة شحن إيطالية خطفها قراصنة صوماليون في عملية تهدف إلى الإفراج عن طاقم السفينة.

وجاء ذلك بعد يوم من تعرض إحدى السفن الإيطالية لهجوم قبالة سواحل الصومال الذي يعمه الفوضى.

وذكرت المصادر، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء، أن وزير الدفاع الإيطالي أنيتاسيو لا روسا كان من المقرر أن يوقع اتفاقا (أمس) مع اتحاد ملاك السفن الإيطالية، يقضي بوضع حراس من الجيش على ظهر السفن في منطقة شاسعة من المحيط الهندي معرضة لخطر القراصنة الصوماليين الذين خطفوا عددا من السفن الإيطالية.

وقالت مجموعة «داليسيو» الإيطالية للشحن إن خمسة قراصنة يستقلون زورقا صغيرا هاجموا سفينة «مونتيكريستو» التي تملكها، أول من أمس، قبالة سواحل الصومال. وأبلغ أحد القراصنة «رويترز» هاتفيا أن السفينة، التي يبلغ عدد طاقمها 23 فردا من إيطاليا والهند وأوكرانيا، خاضعة لسيطرتهم. وكانت السفينة الجديدة قد أبحرت من ميناء ليفربول ببريطانيا متوجهة إلى فيتنام، محملة بالحديد. وواكبتها في خليج عدن سفينة تابعة للبحرية الحربية اليابانية، ولكن الهجوم وقع بعد ابتعاد السفينة اليابانية. فيما قالت وكالة الأنباء الإيطالية إن عملية إنقاذ اتفق عليها وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس ونظيره الإيطالي أنيتاسيو لا روسا.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيطالية إن القوات الخاصة البريطانية أنقذت كل أفراد الطاقم واعتقلت 11 قرصانا صوماليا.

وأصدرت وزارة الخارجية الإيطالية بيانا ترحب فيه بالإفراج عن الرهائن، وقالت إن «العملية نفذها زورقان، أحدهما من الولايات المتحدة والآخر من بريطانيا».

وكانت الهيئة الأوروبية لمكافحة القرصنة قد أعلنت صباح أمس أن السفن والطائرات العسكرية أطلقت في عمليات بحث، وقال القومندان هاري هاريسون «سنجري تحريات فور حصولنا على وسائل لتحديد موقع السفينة المخطوفة». بينما أشارت صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية إلى أن وحدة بحرية من حلف شمال الأطلسي، تابعة لقوة «تاسك فورس 508»، سترسل إلى المنطقة «لكشف ملابسات خطف السفينة مونتيكريستو».

وبعد ضعف قبضة القانون في منطقة القرن الأفريقي، انطلق القراصنة الصوماليون من سواحل بلادهم ليعيثوا فسادا في المنطقة البحرية الحيوية، ويجنوا من وراء ذلك ملايين الدولارات في العام على سبيل الفدى التي يحصلون عليها من مالكي سفن يخطفونها من شتى أنحاء العالم، وبينها ناقلات نفط عملاقة.

وفي إطار مواز، قالت هيئة موانئ جيبوتي إنها تخطط لإنفاق 330 مليون دولار لتوسعة الميناء الرئيسي، في عملية من المتوقع أن تنتهي بحلول 2014 وتوسعة طاقة مناولة الشحنات.

وتعود أهمية ميناء جيبوتي، الذي تديره شركة «موانئ دبي» العالمية، إلى أنه يعد الميناء الرئيسي لجارتها إثيوبيا (التي لا تطل على سواحل بحرية)، وتشكل حركتها نحو 70 في المائة من إجمالي حركة الميناء. إضافة إلى أن جيبوتي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية فرنسية في أفريقيا إلى جانب قاعدة عسكرية أميركية رئيسية، ويستخدم الميناء من قبل البحريات التي تقوم بدوريات في ممرات الشحن المزدحمة قبالة سواحل الصومال لمكافحة القرصنة.