الجزائر والسلطة الجديدة في ليبيا تستعدان لطي خلافاتهما

اتفقا على زيارة لوفد من المجلس الانتقالي لنزع فتيل الأزمة

TT

اتفقت الحكومة الجزائرية مع السلطة الجديدة في ليبيا، على أن يقوم وفد من المجلس الوطني الانتقالي، بزيارة إلى الجزائر «قريبا». وينتظر أن تنهي الزيارة المرتقبة، توترا حادا في علاقات الطرفين على خلفية موقف الجزائر من مسألة تنحية معمر القذافي عن السلطة، ومن تدخل حلف شمال الأطلسي في الأزمة.

وقد صرح وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، أمس، بأنه اتفق، مبدئيا، مع محمود جبريل، رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي، على تنظيم زيارة لوفد من السلطة الجديدة إلى الجزائر. وقال مدلسي لصحافيين في العاصمة الجزائر، إن الزيارة «ستتم قريبا»، دون تقديم تاريخ محدد لها. وأفاد مدلسي بأن موضوع الزيارة كان محل اتصال هاتفي أجراه مع محمود جبريل، الأحد الماضي، مشيرا إلى «أننا بصدد تحديد أجندة الزيارة وبحث الوقت المناسب لتجسيدها».

ودعا مدلسي إلى «عدم إيلاء أهمية لتصريحات البعض والبعض الآخر»، في إشارة إلى تهجمات متكررة ضد السلطات الجزائرية مصدرها قيادات في المجلس الانتقالي، بسبب موقف الجزائر من الأزمة في ليبيا، الذي فسر على أنه داعم للعقيد المخلوع معمر القذافي. وأضاف رئيس الدبلوماسية مدلسي بأنه «ينبغي التعامل مع الملموس بطريقة براغماتية، وعلى المرء أن يبقى وفيا لقناعاته، وقناعتنا هي أن ليبيا بلد شقيق ينبغي التعامل معه بصدق، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن ذلك يشكل أولوية بالنسبة لنا».

وتعتبر تصريحات مدلسي والاتفاق على تنظيم زيارة لبعثة من «الانتقالي»، خطوة جديدة على سكة مسار تحسين العلاقة بين الجزائر والسلطة الجديدة في ليبيا. وأعلنت الجزائر اعترافها رسميا بـ«الانتقالي» في 22 سبتمبر (أيلول) الماضي، وطوت بذلك صفحة صراع حاد مع المعارضة المسلحة في ليبيا، بدأ مع اندلاع الأزمة في البلاد في فبراير (شباط) الماضي. وترددت السلطات الجزائرية طويلا في الاعتراف بالسلطة الجديدة، واشترطت، في البداية، تشكيل حكومة ليبية «تمثل كل أطياف الشعب الليبي».

وتعرضت الجزائر لاتهامات خطيرة من طرف قيادات في «الانتقالي»، مفادها أنها «أوفدت مرتزقة وأسلحة إلى القذافي لمساعدته على قهر الثوار». وردت الجزائر بحدة على التهم، على لسان وزير خارجيتها، متهمة «الانتقالي» بـ«تنفيذ أجندة أجنبية بالمنطقة».

وعرف الصراع فصلا جديدا من التوتر، عندما استضافت الجزائر زوجة القذافي وثلاثة من أبنائه «لدواع إنسانية»، نهاية أغسطس (آب) الماضي. واشتد الصراع مجددا، بسبب تصريحات أطلقتها ابنة العقيد المخلوع عائشة القذافي، من الجزائر، دعت فيها إلى القتال إلى جانب والدها، واتهمت قيادات «الانتقالي» بالخيانة، ولم تتردد في تسميتهم. ومن المفارقات، أن هجوم عائشة كان سببا في تلطيف الأجواء بين الجزائر والسلطة الجديدة في ليبيا. ففي نهاية الشهر الماضي، أبلغ مدلسي رئيس المكتب التنفيذي لـ«المجلس الوطني الانتقالي»، محمود جبريل، عزم الحكومة الجزائرية على طرد أفراد عائلة القذافي في حال كرر أي منهم ما قامت به عائشة. وأكدت وزارة الخارجية ضرورة احترام عائلة العقيد «واجب الضيافة»، والتوقف عن أي نشاط في اتجاه مساندة معمر القذافي وولده الثاني سيف الإسلام.