رافائيل لوزون: لا أستبعد أن يكون القذافي سعى للحصول على مساعدة من إسرائيل

رئيس الطائفة اليهودية في ليبيا لـ «الشرق الأوسط»»: لا نوافق على فتح المعبد اليهودي في طرابلس عنوة

لوزون
TT

قال رافائيل لوزون رئيس منظمة يهود ليبيا لـ«الشرق الأوسط»، إنه لا يستبعد أن يكون الزعيم الليبي الهارب العقيد معمر القذافي، قد سعى في السابق للحصول على مساعدات من الحكومة الإسرائيلية، أو أجرى اتصالات معها بهدف إخماد الثورة الشعبية التي اندلعت في مختلف المدن الليبية لإسقاط نظام حكمه في السابع عشر من شهر فبراير (شباط) الماضي. وقال لوزون، الذي يترأس الطائفة اليهودية في ليبيا، ويعتبر، أيضا، أحد رؤساء منظمة يهود ليبيا في العالم، في حوار مع «الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني، إن القذافي كان مستعدا للتعامل مع الشيطان في سبيل مصالحه وإنقاذ نفسه. وكشف لوزون النقاب عن أن اليهود الليبيين مستعدون للعب دور الوساطة بين تل أبيب والثوار المناهضين للقذافي إذا طلبوا ذلك. وعلى الرغم من أن لوزون لفت إلى أن اليهود في ليبيا مشوشون حيال الأوضاع الراهنة، فإنه اعتبر في المقابل، أن الجدل السياسي الحالي بين الإسلاميين والعلمانيين في العاصمة الليبية طرابلس، هو حوار إيجابي، مشيرا إلى أنه بتوافر النيات الحسنة، يمكن بناء مجتمع واحد جديد على أسس إسلامية معتدلة، تتسع لكل مكونات المجتمع الليبي من الأمازيغ واليهود. ورفض لوزون، الذي أبدى معارضته لمحاولة إعادة فتح المعبد اليهودي القديم في طرابلس دون الحصول على موافقة المجلس الوطني الانتقالي، مخاوف البعض من عودة اليهود الليبيين مجددا إلى وطنهم الأصلي. وقال إن اليهود يتطلعون لعلاقات تجارية واقتصادية مفيدة للطرفين. وفيما يلي نص الحوار:

* هل توافقون على خطوة إعادة فتح المعبد اليهودي في طرابلس؟

- أنا بالتأكيد لا أؤيد فتح داود الجربي للمعبد.

* هل حصل الجربي على موافقتكم أو أطلعكم على ما يعتزمه مسبقا؟

- بالتأكيد لم أكن أعلم نياته، وقد فوجئت بها، ومن المؤكد أنني لم أكن لأسمح له بعمل كهذا.

* كيف تنظر إلى المظاهرات التي خرجت في طرابلس ضد ما فعله؟

- نحن نقدر هذه المظاهرات ونتفهم دواعيها، ولكن مما يسوء أن نرى بجانب المظاهرات المشروعة وجود شعارات ضد اليهود، لكن يجب أن لا تخلط بين اليهود الصهاينة وبين من يعمل بدافع المحبة لليبيا.

* هل فاتحتم المجلس الانتقالي في وضع اليهود مستقبلا؟

- كنت قد أرسلت رسالتين إلى السيد مصطفى عبد الجليل، كما قام قادة الجالية الليبية اليهودية في إيطاليا، بتسليم رسالة إلى السفير (حافظ) قدور (سفير ليبيا لدى إيطاليا)، لتسليمها إلى عبد الجليل، ولكننا لم نتسلم ردا حتى الآن. ثم إننا نستغرب اللقاء الذي تم بين عبد الجليل وداود الجربي الذي يمثل منظمة لها فرع في إسرائيل.

* كيف ترى الجدل السياسي بين الإسلاميين والعلمانيين في طرابلس؟

- عندما تكون هناك حوارات فإن ذلك أمر إيجابي. وأعتقد أنه بتوافر النيات الحسنة، يمكن بناء مجتمع واحد جديد على أسس إسلامية معتدلة، تتسع لكل مكونات المجتمع الليبي من الأمازيغ واليهود، الذين وجدوا منذ الأزل على هذه الأرض، والذين لم يقوموا بما ينقص من سيادة الوطن.

* هل تتخوف على مستقبل اليهود في ليبيا ما بعد القذافي؟

- نحن نوعا ما مشوشون من الأوضاع، كما أن الليبيين مضطربون حاليا، ولكننا نأمل بأن نرى في الغد ليبيا واحدة، تضم تحت جناحها جميع أبنائها لتكوين مجتمع سعيد.

* هل ما زلتم تطالبون بمنح اليهود تعويضات ولماذا؟

- نحن لن نطالب بأموال الليبيين، بل نطالب بإعادة أموالنا التي عملنا لجنيها لأجيال واكتسبناها بعرقنا ودفعنا الضرائب لنكسبها. كان والدي تاجرا للمواد الطبية والأدوية، وعندما طرد وهجر مات وهو لا يملك ثمن العلاج والدواء، وهو الذي عرفه الكبار في بنغازي يعطي الدواء لمن لا يملك ثمنه دون مقابل. وأنا متأكد من أنه حين يأتي وقت ملائم لبدء حوار في هذا الشأن، سنصل إلى حلول مرضية لليبيا ولأبنائها من الجالية اليهودية.

* هل تفكرون في لعب دور في مساعدة إسرائيل على الاتصال بثوار ليبيا؟

- إذا طلب الحكام في ليبيا الجديدة أن نتدخل، وكان هذا في مصلحة ليبيا، فسنقوم بأي عمل يطلب منا في هذا الخصوص دون التدخل بأمور الدولة.

* هل تعتقد أن هناك إمكانية لعلاقات دبلوماسية بين الطرفين لاحقا؟

- لا يمكنني التنبؤ وخاصة في أمور تهم سياسة الدولة وتوجهاتها.

* كم عدد اليهود الآن وما ظروفهم؟

- يقدر عدد اليهود من أصل ليبي اليوم بنحو 120000، أكثرهم يعيش في إسرائيل، بينما هناك نحو 7000 يعيشون في إيطاليا، و500 في بريطانيا، ونحو 500 في أنحاء متفرقة في العالم، وهؤلاء أكثرهم يعيشون في بحبوحة، ومنهم التجار والأطباء والمحامون والصحافيون والأساتذة الجامعيون والمزارعون ومن مهن أخرى.

* لماذا رفضتم مساعدة القذافي عندما طلب؟

- أنا أرفض ولا يمكنني مد يدي إلى ديكتاتور قام بذبح شعبنا، وتلطخت يداه بدمائنا. لقد كانت هناك في الماضي اتصالات مع بعض الوزراء، كونها كانت ليبيا الوحيدة آنذاك، التي كان يمكن محاورتها، ولكن الآن نحمد الله أن هناك ثورة وأحرارا يمكننا التخاطب معهم.

* هل لديكم معلومات عن علاقات سرية للقذافي مع إسرائيل؟

- لا أملك أي معلومات عن علاقات الطاغية مع إسرائيل.

* هل طلب يوما من تل أبيب، بحسب علمك، مساعدته لإخماد ثورة 17 فبراير؟

- لقد قرأت في الصحف، وأعتقد أن هذه المطالب قد حدثت، وأنا لا أستبعدها كون القذافي كان مستعدا للتعامل مع الشيطان في سبيل مصالحه وإنقاذ نفسه.

* كيف ترى الدور اليهودي في ليبيا مستقبلا؟

- إن رغبتنا وحلمنا أن نأتي لزيارة ليبيا، وأن نتمكن من قضاء عطلاتنا بين ربوعها وعلى شواطئها، وأن نتشارك مع إخواننا الليبيين في أعمال تجارية لمصلحة الطرفين. ولا نستبعد يوما، إذا لم نجد معارضة من أهلنا الليبيين، أن يتمكن بعض اليهود من العودة للإقامة في ربوع الوطن الذي أحببناه ونورث حبه لأبنائنا.

* لكن البعض يتخوف ربما من هذه العودة؟

- أنا لا أرى ما يستدعي من إخواننا الليبيين التخوف من عودة بعضنا، علما بأن أي خلافات لم يقع على امتداد قرون طويلة، ولم يكن اليهود يوما سببا للمشاكل، وعلى العكس من ذلك، لقد تم طردهم من ليبيا، وسمح لهم بحقيبة واحدة ومبلغ مالي قدره 20 دينارا لكل فرد. ورغم ذلك لم يقدموا على إطلاق أي تصريحات سلبية تمس كيان الوطن الليبي.

، مع أن أحد ضباط الجيش قام بقتل 8 أفراد من عائلتي عمي وزوجته و6 أطفال. ومع هذا، فأنا لا أحمل حقدا أو روحا ثأرية عدائية، فليبيا كأم لها أن تعاقب أبناءها، والعقاب ليس مدعاة للحقد أو الكراهية. كل ما أطلبه هو إعادة دفن اليهود بشكل لائق بدلا من أن يبقوا في حفرة واحدة. وقد لقي طلبي هذا في الماضي الرفض المتكرر. أقول دائما وأكرر، بأننا إذا طردنا من ليبيا بعد نحو ألفي عام، فلن يتمكن أحد من طرد ليبيا من قلوبنا.