توقع زيارة مسؤول جزائري للمغرب الشهر المقبل

الرباط تقترح صيغة «رابح.. رابح» بدلا من «رابح.. خاسر» لتسوية نزاع الصحراء

TT

قال مصدر رسمي في الرباط إن الزيارات الثنائية على المستوى الوزاري بين المغرب والجزائر ستستمر، مشيرا إلى أن تباطؤ هذه الزيارات في الآونة الأخيرة مرده إلى انشغال المغرب بالاستحقاقات المقبلة (الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها). وذكر المصدر ذاته أن مسؤولا حكوميا جزائريا سيزور المغرب الشهر المقبل، لكن دون أن يحدد هوية هذا المسؤول.

وكان مصدر دبلوماسي مغربي قال في السياق نفسه إن الرباط «عازمة على تعزيز الزيارات الثنائية»، ونسبت وكالة الأنباء المغربية إلى محمد لوليشكي، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة قوله «الزيارات الوزارية بين المغرب والجزائر تؤشر على ديناميكية في العلاقات الثنائية، والمغرب يعتزم تعزيزها من أجل تحفيز تطبيع كامل بما في ذلك فتح الحدود بين البلدين». يشار إلى أن حدود البلدين كانت قد أغلقت في صيف عام 1994، وباءت عدة محاولات بالفشل لفتح هذه الحدود.

وعلى صعيد نزاع الصحراء، بقيت مواقف المغرب والجزائر متباعدة، وهو ما أبانت عنها مناقشات اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة، حيث تمسك كل طرف بمواقفه المعلنة، لكن المغرب طرح لأول مرة صيغة لفظية جديدة للتفاوض بين المغرب وجبهة البوليساريو هي صيغة «رابح.. رابح»، وقال لوليشكي هي الصيغة الوحيدة الممكنة لأنها الصيغة الوحيدة القابلة للتطبيق». وزاد قائلا: «إن الوقت لم يعد يسمح باعتماد خطط عفى عليها الزمن، ولا إلى تحويلها لمقترحات جديدة تأكد أن مقاربتها في صيغة رابح.. خاسر غير قابلة للتطبيق».

لكن بالمقابل قال مراد بن مهيدي سفير الجزائر وممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة أمام اللجنة نفسها أنه من مسؤولية الأمم المتحدة ضمان تسوية مسألة الصحراء «في كنف احترام الحق الثابت لشعب هذا الإقليم في تقرير المصير» وأشار بن مهيدي إلى أن «مسألة الصحراء مسألة تصفية استعمار لم يتم استكمالها». على حد اعتقاده. ولم يتطرق الدبلوماسي إلى العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر لكنه قال: «تسوية النزاع في الصحراء في ظل احترام الحق في تقرير المصير الذي يسمح بحل عادل ودائم سيفتح المجال لتكتل مغاربي موحد في كنف السلام والاستقرار والرخاء».

يشار إلى أن 8 لقاءات غير رسمية عقدت بين المغرب وجبهة البوليساريو في إطار دعوة مجلس الأمن للتفاوض المباشر بين الجانبين، وعقدت هذه الجولات في الفترة ما بين أغسطس (آب) 2009 وأغسطس الماضي، وهي لقاءات كانت تهدف إلى إرساء الثقة بين الأطراف، وذلك عبر مناقشة مواضيع غير مثيرة للجدل بغية تمهيد الطريق للدخول في مفاوضات رسمية. وفي موضوع آخر جدد المغرب أول من أمس مطالبته إحصاء الصحراويين في مخيمات تندوف (جنوب غربي الجزائر) وقال مصدر في بعثة المغرب للأمم المتحدة «نعبر عن ارتياحنا لمساهمة الجزائر في نجاح اجتماع جنيف في فبراير (شباط) الماضي الماضي، الذي أتاح استئناف الزيارات العائلية وعن نيتها المعلنة عن القيام بالأمر نفسه خلال الاجتماع المقبل».

معبرا عن الأمل في أن تتخذ الجزائر «نفس الموقف الإيجابي بشأن مسألة ذات أهمية قصوى من أجل التسوية النهائية لهذا النزاع» تتمثل في «إحصاء سكان مخيمات تندوف». وعبر المصدر نفسه عن «ارتياحه لأن عددا من الوفود، خاصة وفد جنوب أفريقيا، أعربت عن أملها في معرفة العدد الحقيقي للصحراويين في مخيمات البوليساريو».