اليمن يعلن مقتل أكثر من 70 من قيادات «القاعدة» في البلاد

مقتل 4 جنود في عملية انتحارية بعدن.. ومصرع ضابط بالقوات الجوية

شاب يمني رسم على وجهه أعلام اليمن وليبيا وتونس ومصر أثناء مظاهرة احتجاج على نظام حكم الرئيس علي عبد الله صالح، في صنعاء، أمس (إ.ب.أ)
TT

فجر انتحاري نفسه، مساء أمس، في مدينة عدن بالقرب من مبنى جهاز الأمن السياسي (المخابرات) بالقرب من دورية عسكرية في حي التواهي، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن انتحاريا فجر نفسه أمام الدورية قرب فندق الصخرة وإن 4 جنود سقطوا قتلى، على الأقل. وجاء التفجير الانتحاري بعد ساعات قلائل على مقتل ضابط كبير في الجيش اليمني في محافظة لحج المجاورة، وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن أركان حرب جناح الطيران التدريبي في معسكر العند الكائن على بعد بضع عشرات الكيلومترات من عدن، قتل في التفجير الذي وصفته مصادر رسمية بأنه «إرهابي»، وأكدت هذه المصادر أن عملية الاغتيال تمت في «سوق العند» وهي منطقة تشتهر ببيع الحلويات الشعبية المحلية على المارة المسافرين على طريق عدن - صنعاء. وقال مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية إن «عبوة ناسفة انفجرت في سيارة العقيد أمين الشامي فقتلته» كما «أصيب شخصان آخران أثناء خروجهما من معسكر قاعدة العند الجوية» في لحج. وأضاف المصدر أن الشامي يعمل على تدريب طيارين بينما الجريحان يعملان فنيين في القاعدة الجوية. وقال شاهد عيان إن العبوة انفجرت في سيارة «كورولا» بيضاء و«أدت إلى مصرع الضابط في الحال بينما نقل شخصان كانا على متن سيارته إلى المستشفى». وكثرت مؤخرا عمليات استهداف ضباط في جنوب اليمن، خصوصا عبر زرع عبوات ناسفة في مركباتهم. إلى ذلك، أعلن نائب الرئيس اليمني، الفريق عبد ربه منصور هادي، أن أكثر من 70 قياديا في تنظيم القاعدة قتلوا خلال العمليات الجارية في جنوب اليمن منذ بضعة أشهر، وقال هادي، خلال لقائه أمس بالسفير الأميركي في صنعاء، جيرالد فايرستاين، فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب في اليمن إن «المواجهة الحاسمة ضد هذا التنظيم الإرهابي من قبل القوات المسلحة وفي مقدمتها اللواء 25 ميكا البطل، قد حققت نتائج رائعة وانتصارات باهرة في طريق الخلاص النهائي من الإرهاب»، وأشار إلى أن «تجمعهم من الكثير من البلدان العربية والإسلامية فرصة تاريخية ونادرة للتعاون من أجل تدميره». وقال هادي للسفير الأميركي: «لقد تم قتل ما يزيد على سبعين قياديا إرهابيا منهم خلال المواجهات الأخيرة في محافظة أبين ونحن عازمون على عدم تفويت هذه الفرصة»، وأكد «ضرورة التعاون من قبل المجتمع الدولي باعتبار الإرهاب آفة عالمية لا تقف عند حدود أو دين أو أخلاق ومواجهته ضرورة حتمية على الجميع». وفي شأن آخر ذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للواء المنشق علي محسن الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع أنه استقبل «قبل ظهر الثلاثاء بمكتبه في مقر قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية والجيش اليمني الحر المؤيد للثورة سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى بلادنا جيرالد فايرستاين». وذكر البيان أنه تم خلال اللقاء «بحث مستجدات الوضع الراهن في بلادنا على خلفية عودة علي عبد الله صالح وتعنته وبقايا نظامه للاستجابة لمطالب أبناء شعبنا ومحاولاتهم العبثية واليائسة لجر بلادنا إلى دائرة العنف والاقتتال». وقال البيان «من جانبه أكد السفير الأميركي جيرالد فايرستاين وقوف الإدارة الأميركية مع مطالب شعبنا وحرصها على أمن واستقرار ووحدة اليمن لما تحتله بلادنا من مكانة استراتيجية في المنطقة والعالم»، مشيدا في ذات الوقت «بإصرار شباب الثورة وجماهير الشعب على تحقيق مطالبهم رغم المعاناة والخسائر التي يتكبدونها من بقايا النظام وثباتهم على مبدأ سلمية ثورتهم المشروعة». وحضر اللقاء من الجانب الأميركي نائبة السفير إليزابيث ريتشارد والملحق العسكري العقيد ويليام موني والملحق السياسي آرن بانكس.

على صعيد آخر، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، فجر أمس، مواجهات بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والقوات العسكرية المنشقة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، في وقت تعيش فيه العاصمة اليمنية، منذ عدة أشهر، على إيقاع الحرب الأهلية الشاملة التي يترقبها سكانها بين لحظة وأخرى، خاصة مع التعزيزات العسكرية المتواصلة من قبل كافة الأطراف. والعاصمة اليمنية صنعاء، ربما هي العاصمة الوحيدة في العالم، حاليا، المقسمة التي تخضع لنظامي حكم، الأول نظام الرئيس علي عبد الله صالح والثاني نظام المعارضين له، في قيادة الجيش المنشق بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، والجزء الآخر من المعارضين هم أسرة آل الأحمر، زعماء قبيلة حاشد القوية التي ينتمي إليها الرئيس صالح نفسه. فالذي يعيش في صنعاء، يلمس الانقسام الذي تعيشه هذه المدينة ذات الأربعة ملايين نسمة، فالمواطنون منقسمون بين مؤيد للنظام ومعارض له وهناك فئة أكبر، هي التي تسمى «الفئة الصامتة»، فهؤلاء الناس ليسوا مقتنعين بنظام صالح وغير قابلين بالبديل المفترض المقبل. وتتقاسم قوات الحرس الجمهوري، التي يقودها نجل الرئيس، العميد أحمد علي عبد الله صالح وقوات الأمن المركزي التي يقودها ابن عمه العميد الركن يحيى محمد عبد الله صالح وقوات النجدة بقيادة اللواء محمد عبد الله القوسي، نائب وزير الداخلية وقوات الشرطة العسكرية، من جهة، وقوات الفرقة الأولى مدرع بقيادة اللواء علي محسن صالح الأحمر، وكذلك مسلحو قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر، وأشقاؤه، منهم رجال المال والسياسة، الشيخ حميد الأحمر، من جهة أخرى، السيطرة على صنعاء، التي باتت مجزأة الأوصال والمتاريس والاستعدادات لحرب هي ملامحها الرئيسية. ولا يمكن لأي شخص سيسير في شوارع صنعاء، إلا أن يلحظ «الأصبع على الزناد» فالدبابات والمدرعات والأطقم العسكرية تنتشر في كل مكان والكل يتربص بالكل، حتى إن عددا غير قليل من سكان المدينة غادروها إلى مدنهم وقراهم، خشية انفجار الموقف في أي لحظة.