المتهم بمحاولة تفجير «طائرة ديترويت» يرفض المحامين ويستجوب الشهود

النيجيري عبد المطلب أشاد ببن لادن والعولقي.. ويواجه حكما بالسجن المؤبد

النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب في قاعة محكمة ديترويت (أ.ب)
TT

بدأت أمس في ديترويت محاكمة النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب بتهمة محاولة تفجير طائرة أميركية في ديترويت في يوم عيد الميلاد قبل الماضي. يتهم عمر الفاروق عبد المطلب، (24 عاما)، الذي قد يتعرض لعقوبة السجن المؤبد بأنه حاول قتل ركاب الطائرة الـ279 التي كانت تقوم برحلة بين أمستردام وديترويت في يوم عيد الميلاد عام 2009. وكان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أعلن مسؤوليته عن هذا الاعتداء الفاشل.

وخلال أولى جلسات المحاكمة طلبت القاضية نانسي أدموندز من الشاب أن يرتدي لباسا رسميا بعد أن حضر إلى المحكمة بقميص تي شيرت.

وقالت «أود أن ترتدي قميصا رسميا لأن ذلك سيعطي انطباعا أفضل على المحلفين».

وكان عبد المطلب، (24 عاما)، قد تخلى عن محاميه، مصرا على تمثيل نفسه أمام المحكمة، على الرغم من أن القاضية حثته أكثر من مرة على ترك أمر الدفاع عنه لمحام، وقد عينت المحكمة محاميا لمساعدته في إعداد مرافعته.

وسيواجه في ضوء الاتهامات حكما بالسجن المؤبد إذا تمت إدانته.

وبعد صرخته أمس أن «أنور حي»، قال عبد المطلب إن «المجاهدين سيمحون الولايات المتحدة - سرطان الولايات المتحدة».

ومع أن عبد المطلب قبل بعض المساعدة فقد قال إنه سيفتتح مرافعته بنفسه وسيستجوب الشهود أثناء المحاكمة التي يتوقع أن تستمر أسابيع.

وفشل عبد المطلب في محاولته عندما لم تنفجر المواد الناسفة المثبتة في ملابسه الداخلية، بل أشعلت حريقا، مما أتاح للركاب وأفراد الطاقم السيطرة عليه.

وبينما قام عبد المطلب بطرد محامي الدفاع عنه الذي كانت المحكمة عينته له، عاد مؤخرا ووافق على أن يدافع عنه أنتوني شامبرز. ويشير الإعلام الأميركي إلى عبد المطلب بأنه «إرهابي الملابس الداخلية»، وذلك لأنه كان وضع القنبلة التي لم تنفجر في ملابسه الداخلية.

وأمس قبل بداية المحاكمة، قال المحامي إنه أقنع عبد المطلب، ليس فقط بأن يدافع عنه، ولكن، أيضا، بأن يبدأ المحامي بمرافعة شاملة. وكان عبد المطلب وافق على أن يدافع عنه المحامي على شرط أن يكون عبد المطلب نفسه هو المحامي الرئيسي، وأن المحامي شامبرز ليس إلا مساعدا له.

وأمس، قال شامبرز: «هذه ليست قضية سهلة. سأركز على الدفاع عن موكلي أكثر من التركيز على أسباب محاولة تفجير الطائرة. الأسباب ستدخلنا في مناقشات سياسية وعقائدية، ولا أعتقد أن ذلك سوف يكون في مصلحتنا».

وكان عبد المطلب وقف أمام القاضي في جلسة تمهيدية، وأعلن تأييده لأسامة بن لادن، المؤسس والرئيس السابق لمنظمة القاعدة الذي قتلته فرقة عسكرية أميركية في مدينة أبوت آباد مايو (أيار) الماضي، وأيضا، أعلن تأييده لأنور العولقي، الأميركي اليمني الذي قتلته طائرة أميركية من دون طيار في الشهر الماضي. وأثناء كلام غير مرتب ومكرر وعاطفي، قال عبد المطلب إن الرجلين لا يزالان على قيد الحياة.

وكتب عبد المطلب أوراقا كثيرة قدمها إلى القاضي في المحاكمة التمهيدية، طلب فيها أن يحاكم حسب الشريعة الإسلامية. وأيضا، طالب بألا تسمع المحكمة لشهادات من خبراء أميركيين عن المتفجرات التي كان يحملها، وعن دوافعه، وعن ولائه لبن لادن وللعولقي.

وأمس، قال المحامي شامبرز إن هذه الآراء التي أدلى بها عبد المطلب «عرقلت» مهمته. وأضاف: «عبد المطلب هو سائق الحافلة. وقيادته ستكون من دون شك مشكلة أمام استراتيجيتي. لكننا سنبذل كل ما نقدر عليه».

وقال مراقبون في واشنطن إن عبد المطلب كان اتهم بمحاولة استخدام سلاح دمار الشامل، وبخمس جرائم أخرى، وكلها تهم قد تؤدي إلى الحكم عليه بالسجن مدى الحياة. وكان المتهم، الذي ساعدته منظمة القاعدة وأعلنت مسؤوليتها عن العملية الفاشلة، وضع متفجرات في ملابسه الداخلية. وحاول تنفيذ عمليته بينما كان في طائرة لتابعة لخطوط «نورثوست»، وذلك في نهاية رحلة طويلة من أمستردام إلى ديترويت. ولكن، بعد تدخل مسافرين وطاقم الطائرة، أحبطت العملية، وتمت السيطرة على الحريق. وأصيب عبد المطلب بحروق شديدة.

في وقت لاحق، قال المتهم للمحققين الأميركيين إنه حصل على المتفجرات من أحد الناشطين في تنظيم القاعدة في اليمن حيث تلقى تدريبه.

وكان والد عبد المطلب، وهو أحد كبار المصرفيين النيجيريين، حذر السلطات الأميركية مسبقا من توجهات ابنه الإسلامية الراديكالية.

وكان عدد من قادة الحزب الجمهوري انتقدوا الطريقة التي أدار بها الرئيس باراك أوباما، ووزير العدل إريك هولدر، التحقيق مع المتهم. واضطر وزير العدل ليوافق على استشارة الاستخبارات العسكرية (دي آي إيه), والاستخبارات المركزية (سي آي إيه) قبل التحقيق المدني في المستقبل مع إرهابيين.

وأوضحت أوراق قضية عبد المطلب علاقاته مع العولقي عندما كان عبد المطلب في اليمن. ووضع محامو وزارة العدل هذه العلاقة في قائمة الاتهامات ضد عبد المطلب، الذي يحاكم أيضا بتهم محاولة القتل، وتهديد طائرات ومسافرين عليها، وامتلاك أسلحة دمار شامل.

في السنة الماضية، أثار عبد المطلب جدلا سياسيا وقانونيا عندما مثل أمام المحكمة، وقال إنه يريد يدافع عن نفسه. في ذلك الوقت، قال إن محاميه «لا يقوم بخدمة مصلحتي كما يجب». وطلب عبد المطلب من القاضية نانسي أدموندز، التي ترأست جلسة تمهيدية في السنة الماضية، السماح له بتمثيل نفسه. وسأل القاضية حول الإجراءات التي يجب أن يتخذها ليعترف بالذنب في بعض التهم الموجهة إليه. وردت القاضية بأن «مستشارا قانونيا سيكون مستعدا للرد على مثل هذه الأسئلة». وأضافت: «تبذل المحكمة جهودا كبيرة لضمان حقوق المتهمين. وتعين محامين مؤهلين لهم».

وبعد أن قالت له القاضية إنها ستنظر في الطلب، قرأت عليه التهم الموجهة ضده. وعلى الرغم من أنها لم ترفض طلب الاستغناء عن المحامي، أوضحت أنها تود لو أنه لم يطلب ذلك. وسألت: «هل تعلم أنك إذا دافعت عن نفسك يجب أن توجه أسئلة إلى نفسك؟» وأجاب في تردد: «أعتقد ذلك».

وعندما قال إنه يود أن يعترف باتهامات وينفى غيرها، سألته القاضية كيف سيفعل ذلك. ومرة أخرى، تردد وقال إنه يريد نصيحة القاضية. وهنا كررت له بأن الهدف من تعيين محام له هو مساعدته في مثل هذه الأشياء.

وقال مراقبون في واشنطن إن عبد المطلب قضى قرابة عام حتى غير رأيه، واقتنع بأن يمثله المحامي شامبرز.