ليبيريا تنظم في هدوء ثاني انتخابات رئاسية منذ الحرب الأهلية

توقع دورة ثانية بين سيرليف حائزة نوبل وأحد أبرز منافسيها

TT

اصطف الليبيريون تحت الأمطار أمس للإدلاء بأصواتهم، في ثاني انتخابات رئاسية منذ الحرب الأهلية التي تسعى فيها الرئيسة إيلين جونسون سيرليف للحصول على فترة ثانية، وقال مراقبون إن الانتخابات تسير على ما يرام.

وتخوض الانتخابات جونسون سيرليف، التي حازت جائزة نوبل للسلام لهذا العام، في مواجهة وينستون توبمان الدبلوماسي السابق في الأمم المتحدة و14 آخرين. وتأتي الانتخابات بينما تعمل ليبيريا على الحصول على استثمارات بمليارات الدولارات في قطاع التعدين، إلى جانب ظهورها باعتبارها دولة من الممكن أن تكون منتجة للنفط.

وقال بنجامان نيملي، من سكان مونروفيا بينما كان ينتظر في الصف مع آخرين للإدلاء بصوته، في مدرسة تحولت إلى مركز للاقتراع، في العاصمة: «كان ماضينا صعبا.. شديد الصعوبة، لكننا اليوم نصوت من أجل السلام».

وتصاعدت التوترات في الانتخابات التي توقع البعض أنه ستكون هناك جولة ثانية بين جونسون سيرليف وتوبمان، ويتذكر الكثير من الناخبين كيف أن نزاعا حول نتيجة انتخابات 2005 أدى إلى أعمال شغب استمرت أياما في العاصمة مونروفيا. وقال توبمان وهو يدلي بصوته أمس إنه سيطلب من أنصاره «قبول الانتخابات إذا كانت حرة ونزيهة. أتوقع أن تكون كذلك».

وقال مراقبون إن التصويت يسري بهدوء. وقال الرئيس النيجيري الأسبق الجنرال يعقوبو كوون الذي يقود فريق مراقبة من مركز كارتر ومقره الولايات المتحدة: «حتى الآن الأمور تسير على ما يرام. التقارير التي نحصل عليها إلى الآن تظهر أن كل شيء يسير بسلاسة». وبعد مضي ثمانية أعوام على إبرام اتفاقية السلام بعد الحرب الأهلية، شهدت ليبيريا زيادة في الاستثمار في مناجم الحديد والذهب، وأقنعت الجهات المانحة بإسقاط أغلب ديونها، لكن الكثيرين من السكان يشكون من نقص الخدمات الأساسية وارتفاع الأسعار الغذائية واستشراء الجريمة والفساد.

وما زالت معدلات البطالة مرتفعة، وينتشر جرحى الحرب كمتسولين في شوارع العاصمة الساحلية، ويبلغ متوسط الدخل السنوي 300 دولار، أي أقل من دولار يوميا بوصفه الحد الأدنى للفقر المدقع. وستكون هذه الانتخابات أول انتخابات تنظم محليا منذ نهاية الصراع الذي استمر منذ عام 1989 إلى عام 2003 والذي أسفر عن مقتل نحو 250 ألف شخص. وأصبحت جونسون سيرليف أول رئيسة منتخبة بشكل حر في أفريقيا في الانتخابات التي أجريت عام 2005 والتي نظمتها الأمم المتحدة.